تمثل الزيادة السكانية التهديد الأكبر على الدولة وتقضى على كل ثمار التنمية، وتأتى مواجهة الزيادة السكانية من حيث الأهمية والأولوية وخطورة تأثيرها،عن مواجهة أى مخاطر أخرى، حيث أن معدلات الزيادة السكانية متسارعة جداً حيث أعلن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء فى ديسمبر 2021 أن الزيادة السنوية مليون و800 الف نسمة، وذلك يُعد تهديداً خطيراً لمعدلات التنمية وتؤثر هذه الزيادة بشكل سلبى على مستوى حياة المواطنين وتؤدى إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة والأمية.
إن الأجهزة التنفيذية للدولة ومؤسساتها بذلت ولا تزال تبذل جهوداً كبرى فى عمليات التنمية، بتنفيذ مشروعات قومية عملاقة، على المستويين الإنشائى والإنسانى، وذلك لتوفير جودة حقيقية للحياة لما يُقارب 60% من سكان مصر، بمشروع تنموى عملاق هو مبادرة "حياة كريمة"، والذى يُعتبر أكبر مشروع تنموى فى العالم يستهدف الإرتقاء بما يزيد عن نصف سكان مصر، بتنفيذ عدد من المشروعات فى مختلف محافظات مصر، فى الريف والحضر، وذلك لمعالجة القصور الذى تسببت فيه العديد من العوامل والظروف الصعبة التى مرت بمصر على مدار العقود السابقة.
ويشهد القاصى والدانى محلياً وعالمياً بأن ما يتم تنفيذه على أرض الواقع، رغم الظروف العالمية الصعبة فى ظل الانتشار المتتالى للأوبئة، يمثل إعجازاً بكل المقاييس، وهذه الزيادة دون ضبط معدلاتها والسيطرة الفاعلة عليها، قد لا تُمكننا من جنى ثمار التنمية، حيث تُعتبر مشكلة الزيادة السكانية التحدى الأكبر فى مسيرة التقدم نحو البناء.
إن المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية يستهدف تحسين حياة أكثر من نصف السكان على مدار ثلاثة سنوات، وهو مشروع تنموى شامل، وتعمل كل مؤسسات الدولة بحالة من التناغم والتكامل فيما بينها لمواجهة هذا التحدى.
وتُعدّ الزيادة السكانية فى مصر من أخطر القضايا الاجتماعية التى تواجه الدولة، حيث تمثل عبئاً وخطراً كبيراً على كل أوجه التنمية مجتمعياً واقتصادياً، وتكمن الصعوبة فى حجم الإحتياجات الحالية والمستقبلية فيما يترتب من نتائج تلك الزيادة، بما يؤثر بشكل مباشر على قدرتنا فى الحد من حجم هذه التحديات، وهذا ما يمثل أمراً شديد الصعوبة والتعقيد، فكلما تقدمنا الى الأمام خطوة ردتنا هذه الزيادة إلى الخلف خطوات، كل هذه الأمور تُعد أعراض مرض خطير يُسمى الزيادة السكانية.
وعلينا جميعاً أبناء مصر أن ننظر ونفكر بإنصاف وتعقل فى مستقبل الشكل العام لمصر مع هذه الزيادة السريعة فى عدد السكان، وخصوصاً مع ما يتم بذله من جهود جبارة لمعالجة العديد من التراكمات التى توارثت خلال العقود الماضية.
علينا أن نفكر بحيادية مطلقة فى مستقبل أجيال قادمة كيف يمكنهم التعايش وإدارة هذا العبء الكبير.
علينا أن نفكر كيف لنا مع هذه الزيادة العمل على رفع كفاءة وجودة وفاعلية العنصر البشرى، علينا أن نفكر كيف سنتمكن من تقديم الخدمات المجتمعية اللازمة للمواطن وبمستوى يليق به، كالتعليم، والصحة والثقافة،، وغيرها من الخدمات.
اعتقد أنه قد آن الآوان آن تتكاتف كل جهود مؤسسات الدولة كالأزهر والكنيسة ومؤسسات المجتمع المدنى والجامعات والمعاهد لإيجاد حلول حقيقية لقضية الزيادة السكانية، واعتبارها قضية أمن قومى، وذلك بإحداث حالة من التوازن بين الإحتياجات والموارد الطبيعية المتاحة .
لقد آن الأوان أن نتلاحم جميعاً حكومة لتحقيق زيادة معدلات جودة الحياة للمواطن المصرى، وذلك تماشياً مع رؤية القيادة السياسية ودعمها المستمر نحو تحقيق الحياة الكريمة لأبناء الوطن.
حفظ الله مصر