كشف علماء الفلك عن إعداد خريطة أكثر تفصيلا لتوزيع النجوم المتغيرة في نحو 1200 عنقود نجمي مفتوح ضمن مجرة درب التبانة، وذلك باستعمال بيانات من مرصد GAIA الفضائي.
ونقلت وكالة تاس الروسية عن العلماء، أن تلك المعلومات ستوسع فهم العلماء لتطور النجوم في مجرتنا بشكل كبير.
ومن جانبه، يقول ريتشارد أندرسون، الأستاذ المشارك في مدرسة لوزان الفيدرالية للعلوم التطبيقية: "لأول مرة، درسنا في آن واحد عددا كبيرا من العناقيد النجمية المفتوحة والنجوم المتغيرة. جميعنا مصنوعون من غبار النجوم، ونتيجة لذلك، تعتبر دراسة كيفية تطور حياة النجوم، وكيفية عمل قوانين الفيزياء التي تحكم العمليات في أعماقها، أمرا بالغ الأهمية لدراسة تاريخ البشرية وإيجاد مكاننا في الفضاء".
ووفقا للعلماء، أُطلق المرصد الفضائي الأوروبي "GAIA"، الذي عمل في مداره أحد عشر عاما، إلى الفضاء لإعداد أدق خريطة لمجرة درب التبانة. وتمكن خلال فترة تشغيله من تحديد الإحداثيات الدقيقة لما يقرب من ملياري نجم، بالإضافة إلى إعداد عدة خرائط فائقة الدقة للمنطقة المجاورة مباشرة للنظام الشمسي.
ويشير العلماء إلى أن هذه النجوم تشمل نجوما مختلفة من النسق الرئيسي، والأقزام البيضاء والبنية، والنجوم القيفاوية، وفئات أخرى من النجوم المتغيرة، التي يتغير سطوعها بشكل متوقع نتيجة لعمليات فيزيائية معينة في أعماقها. وهذه الأجرام ذات أهمية كبيرة لعلماء الفلك، لأن نبضاتها تسمح بإجراء قياسات دقيقة جدا للمسافات في الفضاء، كما أن دراسة العمليات في أعماقها توسع فهم عملية تطور النجوم.
ويركز علماء الفلك اهتمامهم على معرفة عدد النجوم المتغيرة الموجودة فيما يسمى بالتجمعات النجمية المفتوحة — مجموعات من عدة آلاف من النجوم نشأت في نفس الوقت وفي نفس السحب الغازية، وتشتت لاحقا نتيجة تفاعلات الجاذبية. وقد أظهرت صور GAIA وجود حوالي 34.7 ألف نجم من هذا النوع في 1.2 ألف عنقود مفتوح لمجرة درب التبانة، وهو ما يمثل حوالي 20% من إجمالي النجوم الموجودة فيها.