يعد يوم الشهيد ذكرى وطنية تخلد بطولة كل شهداء الوطن الذين ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن تراب مصر وحماية لمواطنيها من أي خطر على مدار السنوات والعقود الماضية، وخاضت مصر عبر تاريخها معارك عديدة ونجحت بفضل تضحيات أبنائها في دحر أي محاولات للعدوان والنيل من أراضيها.
وخلال السنوات الماضية، قدم أبطال القوات المسلحة مئات الشهداء، الذين سجلوا بأرواحهم ملحمة وطنية في حماية الوطن، ومن بينهم الشهيد العقيد أركان حرب أحمد عبد الحميد الدرديري، أحد أبطال القوات المسلحة الذي قدم نموذجًا رائعًا في التضحية والإيثار، واستشهد في الهجوم الإرهابي المسلح على أحد كمائن سيناء، وضحى بنفسه من أجل أن يعيش زملاؤه وجنوده.
كان الشهيد الدرديري مثالًا في الخلق والتدين وبارًا بوالديه واتسم بسلوكه الطيب وسط زملائه وجنوده، كما كان محبًا لوطنه وبلاده فكانت البطولات العسكرية لأبطال وقادة حرب أكتوبر العظماء، شكلت فى وجدان الشهيد الدرديري شغفًا قويًا وحبًا للحياة العسكرية، وهذا ما دفعه للالتحاق بالكلية الحربية، وكان يعتبر قادة الحرب قدوته ومثله الأعلى في التضحية والفداء.
من هو الشهيد أحمد الدرديري؟
- التحق بالكلية الحربية عام 1997 وتخرج عام 1999 دفعة 93 حربية سلاح المشاة.
- التحق بعد التخرج بالجيش الثاني الميداني بمدينة القنطرة في الإسماعيلية.
- سافر إلى السودان ليشارك في قوات حفظ السلام هناك عام 2005، عقب زواجه بـ 3 أشهر.
- عاد بعد ولادة نجله الوحيد عمر بـ3 أشهر ثم أكمل خدمته في الجيش الثاني الميداني ثم الجيش الثالث الميداني.
- خدم في الكلية الحربية وعقب خدمته بالكلية التحق بكلية القادة والأركان، حصل على ماجستير العلوم العسكرية ليعود مرة أخرى إلى صفوف الجيش الثاني الميداني، وخلال هذه الفترة كان قدم عدة طلبات أفصح فيها عن رغبته الشديدة في المشاركة بالعلميات العسكرية في سيناء.
- تمت الموافقة على طلبه بالفعل لينقل إلى الشيخ زويد وأوكل إليه مهمة الإشراف على تأمين سلسلة كمائن بالشيخ زويد، وكان الهدف من إقامتها قطع الطريق عن الجماعات الإرهابية، بسبب تكرار الهجوم الإرهابي المسلح على بعض النقاط الأمنية.
- وكان هذا العمل يتطلب من الشهيد المبيت يوميًا في أحد الكمائن ليمارس مهام عمله وسط زملائه من الجنود والضباط، في جو أسري ويشاركهم إفطار رمضان.
استشهاد أحمد الدرديري
في أول يوليو 2015، وكان ذلك في شهر رمضان المبارك، حدث هجوم إرهابي على 6 كمائن، بالتزامن نحو السادسة صباحًا، اقتحمت الكمين سيارة مفخخة وقامت قوات الكمين بتدميرها قبل وصولها إلى الكمين، ثم تلى ذلك محاولة اقتحام أخرى للكمين بسيارات دفع رباعي تحوي كل سيارة على ما يقرب من 20 -25 عنصرًا إرهابيًا كانوا مسلحين بأسلحة "متعددة - قناصة -RBJ".
ونجح الشهيد الدرديري في تفجير سيارتين قبل وصولهما إلى الكمين، واستشهد أحد زملائه الضباط خلال عملية محاولة اقتحام الكمين ثم أعقب هذا الهجوم، هجومًا آخر عن طريق مسلحين على درجات نارية يحملون الرشاشات، وعلى الفور تعاملت معهم كل قوات الكمين، وصفوا منهم عددًا كبيرًا وهنا أصيب الشهيد في قدمه اليمنى.
ورغم إصابته واصل القتال حتى أصيبت قدمه الأخرى، وخلال هذه المعركة الضارية أوشكت ذخيرة الكمين على النفاذ، ثم أعطى أوامره لجنوده أن يحتموا داخل مدرعاتهم ويذهبوا لكمين آخر لإمدادهم بالذخيرة، ورفض الجنود أن يتركوه بمفرده إلا أنه أصر وطلب منهم أن يحتموا بالمدرعة من النيران الكثيفة الموجهة إليهم من قبل الجماعات الإرهابية، وظل الشهيد مع اثنين من جنوده يقمون بحماية ظهر بقية الجنود لحين عودتهم بالدعم والذخيرة.
وفي لحظة اخترقت رصاصة موجهة من أحد قناصة الجماعات الإرهابية إلى رقبة الشهيد حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وأودت بحياته في 14 رمضان.