تعمل الدولة على تعزيز جهودها للتحول للاقتصاد الأخضر لمواجهة التغيرات المناخية، ومن بين الخطوات المتخذة في هذا الصدد مشروع إنتاج الأمونيا الخضراء، حيث شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، مراسم توقيع مذكرة تفاهم بشأن مشروع إنتاج الأمونيا الخضراء من الهيدروجين الأخضر.
المذكرة موقعة بين كل من الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وصندوق مصر السيادي، والشركة المصرية لنقل الكهرباء، وهيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، وشركة "سكاتك النرويجية" للطاقة المتجددة.
ومشروع لإنتاج الأمونيا الخضراء داخل المنطقة الصناعية بالسخنة التابعة للمنطقة الاقتصادية، يستهدف إنتاج نحو 50 ألف طن/ سنوياً من الأمونيا الخضراء، حيث من المقرر بدء الإنتاج قبل انعقاد مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27، بمدينة شرم الشيخ، والمقرر في نوفمبر المقبل.
ما هي الأمونيا
الأمونيا هي مركب كيميائي يتكون من ذرة نيتروجين واحدة (82%) و3 ذرّات هيدروجين (18%)، ورمزها الكيميائي هو NH3، ويستخدم الأمونياك بشكل واسع كسماد مخصب وكذلك يمكن أن يدخل في العديد من الصناعات المهمة حيث تتم أكسدة كميات كبيرة من الأمونياك لصناعة حمض النتريك، بجانب ذلك تدخل في صناعة الكثير من المواد الكيميائية والبلاستكية والفيتامينات والعقاقير.
وهناك عدّة أنواع من الأمونيا حسب طريقة تصنيعها منها الأمونيا الرمادية والأمونيا الزرقاء والأمونيا الفيروزية والأمونيا الخضراء، فلكل منها استخدام حيث أن الأمونيا الرمادية تُنتج في الغالب من الغاز الطبيعي، وتستخدم سمادًا للزراعة، وكذلك في العمليات الصناعية المختلفة.
أما الأمونيا الزرقاء فهي منخفضة الكربون لذلك فهي أقل تلويثا للبيئة ويمكن أن تستخدم في توليد الكهرباء، أما الأمونيا الفيروزية فهي نسخة بين الأمونيا الخضراء والزرقاء.
ما هي الأمونيا الخضراء؟
والأمونيا الخضراء هي ناتجة عن طريق تفاعل الهيدروجين والنتروجين معًا عند درجات حرارة مرتفعة وضغط عالٍ، وينتج عن عملية تصنيع الأمونيا الخضراء الماء والنيتروجين منتجات ثانوية فقط، وهي عملية تعرف بأنها "هابر-بوش (Haber-Bosch)"، وهي الطريقة الرئيسة في إنتاج الأمونيا الخضراء، إذ تعتمد على الهيدروجين الأخضر أو المُصنّع، عبر الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
ويعد إنتاج الأمونيا الخضراء من الخطوات الرائدة والهامة للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، حيث يمكن أن تستخدم في إنتاج وقود خالٍ من الكربون، حيث يمكن حرق الأمونيا بدلًا من الوقود الأحفوري في التوربينات الغازية، على سبيل المثال، أو استخدامها في خلية وقود لإنتاج الكهرباء، أو في مركبة كهربائية بعد تكسير الهيدروجين مرة أخرى منها.
ومن المرجح أن تصبح الأمونيا الخضراء والهيدروجين هما الوقود البحري الأساس إذا وصل العالم للحياد الكربوني بحلول 2050، حيث أن التحول إلى الكهرباء المتجددة لإنتاج الأمونيا، يمكن تجنّب أكثر من 40 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا في أوروبا وحدها، أو أكثر من 360 مليون طن في جميع أنحاء العالم.
كما يمكن تخزين الأمونيا بسهولة بكميات كبيرة بصفة سائل، ما يجعلها مخزنًا كيميائيًا مثاليًا للطاقة المتجددة، بجانب أن استخدام الأمونيا أسهل وأرخص في التخزين والنقل، ويمكن بسهولة تكسيرها لتوفير غاز الهيدروجين عند الحاجة، وإمكان استخدامه في خلايا الوقود، كما أن الأمونيا لديها كثافة أعلى للطاقة، تبلغ 12.7 ميغاجول/لتر، ورغم أنها لا تزال أقلّ بكثير من الوقود الأحفوري، فإنها أعلى عند المقارنة مع 8.5 ميغاجول/لتر للهيدروجين السائل.
ويعد مشروع إنتاج الأمونيا الخضراء من المشروعات الواعدة في مصر، وذلك في إطار امتلاك مصر إمكانات متميزة لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، بالإضافة إلى ما لديها من قدرات تؤهلها لتصبح قوة عالمية في هذين المجالين، كما تعتزم الحكومة المصرية إضافة قدرات الهيدروجين الخضراء ضمن أهدافها المتعلقة بالطاقة المتجددة.