قال الدكتور أيمن حسني، مدير معهد المحاصيل السكرية، إن مشروع إنتاج شتلات قصب السكر يستخدم أحدث تكنولوجيا في زراعة قصب السكر، لحل المشكلات الموجودة في الزراعة التقليدية، وإن هذه التكنولوجيا تنتشر بالدول المختلفة الكبرى في هذه الزراعة، مثل البرازيل والهند.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الزراعة التقليدية بها عدة مشكلات، الأولى هي الكثافة النباتية وهي عدد النباتات في الحقل لا يمكن التحكم بها لأنه يجري الزراعة بالعيدان، والثانية أنها تستهلك كميات تقاوي كبيرة، ويزرع الفدان من 6 إلى 8 أطنان، والثالثة أن توزيع النباتات يكون غير منتظم ويحدث تزاحمًا وتنافسًا بينها، والرابعة أنها تستخدم الري بالغمر والتسميد العادي، ما يؤدي لاستهلاك كميات كبيرة تخرج في مياه الصرف.
وأضاف أن فكرة الشتلات تقوم على فصل البراعم من العيدان وتعامل معاملات كيماوية ومنشطات نمو وتطهيرها من الآفات والأمراض، ثم زراعتها في أصص مخصصة، وتبدأ الإنبات وتستمر في المشتل لعمر شهرين، حتى يصبح لدينا نبات كامل عمره شهرين، وينقل إلى الحقل بمسافات متساوية بين الخطوط، وبالتالي زراعة العدد الأمثل من النباتات في وحدة المساحة والتوزيع الأمثل لها، ما يتيح للنبات أن يستفيد من الشمس وعوامل النمو بالكامل.
وأكد حسني أنه في هذه الطريقة يتم استخدام وسائل الري الحديثة التي تؤدي إلى توفير المياه بنحو 30% أو 40%، وفي الوقت نفسه تتجه الأسمدة إلى جذر النباتات مباشرة، وبالتالي فلا يحدث أي فقد أو تأثير الغسيل، مضيفًا أنه يتم زراعة 7 آلاف نبات في الفدان ويخرج من الشتلة الواحدة من 8 إلى 10 عيدان وهذا يعني أن لدينا من 55 إلى 60 أو 70 طنًا للفدان، في حين أن متوسط إنتاجية الفدان حاليًا 32 طنًا.
وأشار إلى أن هذا يعني أن الشتلات تنتج ضعف الإنتاجية العادية، ما يقلل من تكاليف الإنتاج بسبب انخفاض استخدام الأسمدة والمياه والري بنسبة 40%، والزراعة بعد ذلك تتيح استخدام المكينة في كل مراحل النبات، بدءًا من مرحلة الغرس وبعدها خدمة النباتات عن طريق مكن العزق وغيرها، وأخيرًا تكون عملية الحصاد متاحة باستخدام الماكينات أو الحصاد الآلي، ويعد من المستحيلات استخدامه مع طرق الزراعة العادية.
وأوضح أن هذا يزيد من إنتاج المزارع بنحو 20 طنًا، بما يزيد من دخل المزارعين، وفي الوقت نفسه زيادة الناتج الكلي من القصب عند تعميم هذه الفكرة، وننتج حاليًا تقريبا 8 ملايين طن قصب يصنعوا للسكر كل عام، وهذا الحجم سيصل إلى 14 مليونًا، كما أن كمية السكر المنتجة ستزداد من 850 ألف طن سكر إلى 1.3 مليون طن.
ولفت مدير معهد المحاصيل السكرية إلى أن هذا يعني زيادة تشغيل المصانع بالكفاءة التصميمية لها، لأنها تعمل بأقل من كفاءتها وبالتالي تكون تكلفة الإنتاج أعلى، فزيادة كميات القصب في المصانع يرفع نسبة الاستخدام للطاقة التصميمية، ما يؤدي إلى خفض تكاليف الإنتاج، مشيرًا إلى أن الفدان الذي كان يزرع بـ6 إلى 8 أطنان من التقاوي، في حين أن الـ7 آلاف شتلة الذين يزرعون في الفدان الواحد، يتم إنتاجهم من طن واحد فقط، بما يوفر التقاوي التي كانت تستهلك في الزراعة بما لا يقل عن 80%.
وتابع بأن هناك محطتين لإنتاج الشتلات، الأولى في كوم أمبو، وتعد أول محطة تم إنشاؤها وتستخدم تكنولوجيا متقدمة لأول مرة تدخل مصر في الصناعة والمصانع الحيوية، لأنها بطاقة 300 ألف برعم في اليوم، والثاني هي محطة وادي الصعايدة، ومن المفترض أن يزرع بها 480 ألف برعم في اليوم، وهذه العمليات فوق طاقة البشر، وتتم بتكنولوجيا متقدمة تم اختيارها من هولندا، لإنتاج محاصيل أخرى وتم عمل التعديلات لها، لتكون مناسبة لقصب السكر، بهدف ميكنة إنتاج شتلات السكر، للوصول إلى الطاقة الإنتاجية المستهدفة وتصل إلى 400 مليون شتلة في الموسم.
وأشار إلى أن هذا مقرر الوصول له في خلال خمس سنوات من الآن، فمحطة كوم أمبو تبلغ طاقتها 15 مليون شتلة في الموسم، أما محطة وادي الصعايدة طاقتها 80 مليون شتلة في الموسم، أي أنه سيصبح لدينا 100 مليون شتلة في الموسم الواحد، وتلك المحطتين يمكنهما إنتاج 100 مليون آخر في الموسم الثاني الخريفي.
وأضاف أن القصب في أسوان يزرع موسمين ربيعي وخريفي، والمحطتان يمكنهما تغطية أسوان في الموسمين الربيعي والخريفي بطاقة إنتاجية 200 مليون شتلة في السنة، موضحًا أن محطة كوم أمبو دخلت في مراحل التشطيب واستيراد الماكينات وأمامها نحو شهرين حتى الاستلام وبعدها بدء التشغيل التجريبي، ومن المتوقع أن تبدأ العمل في الموسم الخريفي المقبل مع أول أكتوبر.
وكشف أن محطة وادي الصعايدة سيتم استلامها بعد 10 أشهر، لتبدأ التشغيل التجريبي لها في الربيع المقبل.