عقدت الجلسة البحثية الثانية بكلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر، بعنوان «دور الشباب في تنمية الوعي المجتمعي كاستراتيجية قومية»، وتضمنت مناقشة ثلاثة أبحاث، الأول بعنوان «أساليب التواصل الاجتماعي الإلكترونية وتشكيل الثقافة الشبابية.. دراسة ميدانية في محافظة سوهاج»، للدكتور الفنجري أحمد محمد غلاب.
وتناول خلال الجلسة التقدم العلمي والثورة التكنولوجية التي شهدها القرن العشرون، حيث أصبحت وسائل الاتصال تمارس دورًا جوهريًا في إثارة اهتمام الجمهور بالقضايا والمشكلات المطروحة، وإن لم تكن هناك رقابة عليها لتعزيز القدرة على ترسيخ ثقافة المجتمع وهويته، فإنها قد تؤدي إلى تزييف الوعي وإفساد العقول، وخاصة لدى فئة الشباب وهي الأكثر استخدامًا لهذه الوسائل الإلكترونية للتواصل الاجتماعي، وأكثر فئات المجتمع تأثرًا بعمليات الغزو الثقافي نتيجة للانفجار المعرفي الهائل، وتطور وسائل الإعلام الجماهيرية، ثم تناول بالشرح «الإطار النظري والمنهجى للدراسة ومفاهيمها، مفهوم وسائل التواصل الاجتماعي، مفهوم الثقافة، مفهوم الشباب، أهم نتائج الدراسة الميدانية».
جاء ذلك خلال فعاليات المؤتمر العلمي السابع لثقافة الشباب والعمال، الذي يقام بعنوان «استراتيجية بناء الشباب المصري»، ويترأسه الدكتور أحمد محيي حمزة عميد كلية الفنون الجميلة جامعة الأقصر، ويتولى رئاسته الشرفية الدكتور محمد محجوب عزوز رئيس جامعة الأقصر، وتقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة، وتنظمه الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى، من خلال الإدارة العامة لثقافة الشباب والعمال برئاسة أحمد يسري أمين عام المؤتمر، وذلك في الفترة من 12 إلى 14 مارس الجارى بفرع ثقافة الأقصر بإقليم جنوب الصعيد الثقافي.
أوضح البحث الثاني والذي جاء بعنوان «المعرفة وعلاقتها ببناء الوعي الاجتماعي لدى الشباب» للدكتورة أسماء حسن راغب، أن المعرفة هي جدل من المعاني والأفكار والمعارف والمعتقدات التي يكتسبها الإنسان سواء بصورة مؤسساتية تربوية أو تعليمية، أو من خلال المخزون الفكري والمجتمعي، وأنها من أهم سمات بناء الإنسان بصفة عامة وبناء الشباب بصفة خاصة، كما أنها تتيح للشباب الفكر والتواصل وشغف العلم والوقوف بالوعي على رؤى وأوضاع المجتمع من الناحية الاقتصادية والسياسية والثقافية، بأعتبارهم مرحلة مهمة من مراحل المجتمع، بل هم نقطة الانطلاق لتأسيس تقدم فعال لمجاراة التغيير والتعاطي مع الواقع وتحدياته وأهم آداة للتطلع إلى التنمية، كما أن المعرفة هي التي تصقل الوعي الاجتماعي لدي الشباب وتجعلهم يستوعبوا خصوصية مجتمعهم ويتوافقوا معه بإيجابية وتمنحهم استبصارات جديه نحو الفهم الوطني للعمل، ومواجهة المشكلات ذات الصلة بالمجتمع وحركته المستقبلية والكشف عن المسكوت عنه من إرث ثقيل من الرواسب الثقافية والمعتقدات المهترئة.
جاء البحث الثالث بعنوان "تفعيل دور الشباب في المجتمع من خلال خفض التشوهات المعرفية لزيادة تقدير الذات والتخطيط للمستقبل"، للباحثة سناء عبدالله محمود محمد، ليوضح أن إذا أرادت أى أمة التقدم والازدهار، عليها أولا الاهتمام بالشباب لأنهم عماد الأمة ومستقبلها، لذلك يجب وضع استراتيجيات معينة لتفعيل دورهم في المجتمع، واستغلال قدراتهم وإمكانياتهم، وذلك لن يتحقق إلا من خلال التأكد أولا من سلامتهم وخلوهم من الأمراض والاضطرابات النفسية والسلوكية، ومن هذه الاضطرابات هي التشوهات المعرفية، وهي عبارة عن مصطلح نفسي يشير إلى طرق التفكير الخاطئة، والعادات السيئة التي نكونها عن أنفسنا وعن الأخرين، من خلال بعض الخبرات الحياتية التي نمر بها، ونقنع بها عقلنا وتؤدي بنا إلى الأمراض والاضطرابات النفسية والسلوكية، وبالتالي فإن سيطرة هذه الأفكار السلبية على الشباب تعوق تفعيل دورهم في الحياة، وتؤدي إلى عدم تقديرهم لذاتهم واحترامها وعدم الثقة بأنفسهم، مما يؤدي إلى عدم وضوح الأهداف، وبالتالي الفشل في التخطيط للمستقبل؛ وتقدير الذات هو عبارة عن تقييم الفرد لنفسه والشعور بالاحترام والقيمة والكفاءة، وهو ما نعتقده عن أنفسنا سواء كان تقييما سلبيا أو إيجابيا للذات وكيف نشعر حيالها؟، أما التخطيط فهو طريقة منظمة يستخدم فيها الفرد عقله لحل المشكلات التي تواجهه، وتساعده على اتخاذ القرارات.
وعلى هامش المؤتمر تم افتتاح معرض فنون تشكيلية بكلية الفنون الجميلة.