بقلم: فوزي إبراهيم
في إطار اتجاه وزارة التنمية المحلية إلي الاعتماد علي الثقافة والفنون كأساس للتنمية من خلال مشروع طموح لنشر التنمية الثقافية في المحليات وتبني برنامج الثقافة للجميع جاءتني الدعوة للمشاركة في إحدى أمسيات ليالي الأسمرات الثقافية، ذلك الحي الذي احتوي آلاف الأسر انتقلت من العشوائيات الخطرة في الدويقة وأسطبل عنتر ومنشأة ناصر وافتتحه الرئيس السيسي في مايو 2016بمنطقة المقطم في إطار توجه الدولة للقضاء علي العشوائيات، وفي الليلة قبل الأخيرة من ليال عشر نظمتها الوزارة وأحيتها نخبة من نجوم الشعر والغناء وفرق الفن الشعبي والتنورة والسيرة الهلالية،كانت مشاركتي والمخرج الكبير محمد فاضل في ندوة عن الدراما والأغاني الرمضانية ولأن المخرج الكبير كان ولم يزل من أكثر المخرجين قدرة علي التفاعل مع الناس وخاصة البسطاء منهم فقد أبي أن تكون الندوة مساحة من التنظير وحولها إلي حوار مع الجمهور الذي ضم شباب ونساء وأطفالا ولما كان محمد فاضل وأنا قد وقعنا في غرام المكان فقد بدأ السؤال عن إحساس الناس بالمكان والفرق بين حياتهم القديمة وحياتهم الجديدة،وقبل أن ينتهي السؤال كان الحمد وكان الرضا وكانت السعادة في العيون قبل الحناجر وكان الأمان هو عنوان المكان،وبعدها جاء الكلام عن الدراما والتي بدأت بسؤال عن أشهر مسلسلات الماضي التي أحبها جمهور الندوة وتحت تأثير حرارة التفاعل خرجت ندوتنا عن المألوف وأطلق الأستاذ فاضل استفتاء عن أجمل وأسوأ مسلسلات رمضان لهذا العام من وجهة نظرهم وإذا بمساحة من الوعي أذهلتنا بين سكان الأسمرات حيث جاءت اختياراتهم مضاهية لما أجمع عليه النقاد المتخصصون مع اختلافات طفيفه ففي الأجمل أجمعوا علي أن مسلسل «ظل الرئيس» بطولة ياسر جلال رقم واحد، تلاه مسلسل «الزيبق» بطولة كريم عبد العزيز وشريف منير، ثم مسلسل «كلبش» بطولة أمير كرارة، ثم «الحصان الأسود» بطولة أحمد السقا، ثم «رمضان كريم» بطولة روبي ثم «لمعي القط» بطولة محمد إمام ثم «عفاريت عدلي علام» بطولة عادل إمام ثم مسلسل «لأعلي سعر بطولة» نيللي كريم ثم «طاقة نور» بطولة هاني سلامه ثم مسلسل «الحساب يجمع» بطولة يسرا، وأخيرا مسلسل «ريح المدام».
أما الأسوأ من وجهة نظرهم فكان مسلسل الحرباية تلاه مسلسل الحلال،تلاه مسلسل أرض جو،ثم مسلسل الحالة ج،وفي البرامج كان الأسوأ رامز تحت الأرض،وعندما سأل الفنان محمد فاضل الأطفال عن برامج الأطفال التي يشاهدونها كان طريفا أن تعلو الأصوات بوجي وطمطم وبكار فأستغرب قائلا ولكن بوجي وطمطم قديمة وبكار كذلك قالوا- بنشوفها في التليفزيون المصري في ماسبيرو زمان-فنظر لي مندهشا ونظرت له مبتسما ثم جاء دوري وسألت وماهي أحلي أغاني رمضان فصاح بعضهم وحوي ياوحوي،وصاح آخر رمضان جانا وقال ثالث مرحب شهر الصوم وقال رابع والله لسه بدري،فسألت ومن الأغاني الجديدة صمت الكل ولم يرد أحد،فسألني المخرج الكبير تري لماذا؟..قلت لأن هذه الأغاني رغم بساطتها عبرت عن اشتياق حقيقي وابتهاج حقيقي لشهر رمضان حيث خاطب صناعها وكأنه الحبيب الذي جاء بعد غياب في كلمات مثل:
رمضان جانا وفرحنابه بعد غيابه أهلا رمضان
بنغيب عليك وبتهجرنا وقلوبنا معاك
وفي السنة مرة تزورنا وبنستناك
من إمتي وإحنا بنحسبلك ونوضبلك ونرتبلك أهلا رمضان
أو خاطبوه وكأنه عريس في يوم زفافه وقالوا:
يوم رؤيتك لما تجينا زي العرسان
نفرح وننصب لك زينة أشكال وألوان
في الزفة نبقي نطبلك ونهللك آه ونقولك أهلا رمضان
في أغنية رمضان جانا التي كتبها حسين طنطاوي ولحنها محمود الشريف،أو خاطبوا فينا طفولتنا بمفردات(وحوي ياوحوي إياحه) التي كتبها حسين حلمي المانسترلي ولحنها أحمد الشريف وغناها أحمد عبد القادر،أو أغنية(أهو جه ياولاد) كلمات نبيلة قنديل ولحن علي إسماعيل.
أو خاطبوا فينا عشقنا لموسيقانا الشرقية ومقامات مثل البياتي والسيكا في أغنية مثل(والله لسه بدري والله ياشهر الصيام) الذي كتبها عبد الفتاح مصطفي ولحنها عبد العظيم محمد ومقام الهزام في أغنية مثل(مرحب شهر الصوم) الذي كتبها محمد علي أحمد ولحنها وغناها عبد العزيز محمود ذلك المقام الذي(يتسلطن)به مشايخ القرآن وكذلك مشايخ المديح والذكر في الحلقات الصوفية، وهي مقامات هجرها الشباب رغم أنها ساكنة في الوجدان فخسروا بذلك وجدان الناس.