ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وما تبعها من انهيار علاقاتها الدبلوماسية مع أوروبا والولايات المتحدة، تعني أن الدبلوماسية التي كانت على وشك التقدم في سوريا أصبحت ميتة.
وأوضحت المجلة في تحليل على موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، أنه كان هناك علامات على أن الطريق الدبلوماسي في سوريا يستعد لإعادة الاستثمار من قبل عدة أطراف في بداية 2022، لكن حاليا في خضم الحرب الدائرة في أوكرانيا أصبح الأمر كذكرى بعيدة.
وأشارت المجلة إلى أن المجتمع الدولي وجد نفسه في بيئة استراتيجية جديدة ومختلفة للغاية، حيث المؤسسات والاتفاقيات متعددة الأطراف القائمة منذ زمن طويل والتي كان يعتمد عليها في الوساطة أو خفض التصعيد أصبحت بلا فائدة، فمجلس الأمن الدولي كان ذو قيمة ضئيلة قبل الحرب في أوكرانيا والآن أصبح بلا فائدة تماما.
والأدعى من ذلك، فالحرب في أوكرانيا ستؤدي إلى أزمة إنسانية في سوريا تتجاوز بكثير أي شيء شهدناه خلال السنوات الـ 11 الماضية، فبينما يركز العالم على المعاناة المتصاعدة في أوكرانيا، يدخل انهيار سوريا مراحل أعمق من مخاطر التجاهل، ما يحفز موجة أخرى من الآثار المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا وخارجها.
ورأت المجلة أنه للتكيف مع البيئة الجديدة، يجب على المجتمع الدولي دراسة تغيير شامل للنهج المتبع في سوريا، مع إعطاء أولوية لتجميد أي نزاعات جارية واستخدام أكثر استراتيجية للدعم وجهود الاستقرار واستثمارات إعادة الإعمار في المناطق التي لا تقع تحت سلطة الرئيس السوري بشار الأسد.
ولفتت المجلة إلى أن تلك الاستراتيجية المقترحة ستكون تخلي جرئ عن الأعراف والمبادئ الدولية التي دائما ما وضعت التوجهات التي يجب اتباعها في الاستجابة للأزمة السورية، لكن الأحداث الحالية على الساحة الدولية غير مسبوقة وهو ما يتطلب تعديلات جوهرية.
وأضافت المجلة أن وقت السياسات قصيرة المدى واتخاذ خطوات رد فعل وحل المشاكل بشكل مؤقت قد ولى، ويجب الآن استبداله بسياسة بناءة تسعى لتعزيز الاستقرار في الأراضي السورية وتعزيز النفوذ الدبلوماسي للمجتمع الدولي هناك.
وأشارت المجلة إلى أنه كبداية ينبغي على الولايات المتحدة وحلفائها الحفاظ على قواتها هناك لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي، وكذلك الإبقاء على العقوبات الاقتصادية ضد نظام الأسد، ومن ثم العمل على تعزيز جهود المسائلة عن طريق الآليات متعددة الأطراف وباستخدام القضاء الدولي في أوروبا، وأيضا الردع الدبلوماسي لأي جهود حكومية من دول أخرى تسعى للتطبيع مع نظام الأسد وعودته إلى المجتمع الدولي.