السبت 1 يونيو 2024

تطورات جديدة في سلسلة قتل المشردين بدم بارد بالولايات المتحدة

قاتل

الهلال لايت 16-3-2022 | 12:35

إيمان علي

أعلنت شرطة واشنطن، أمس الثلاثاء، اعتقال رجل يُشتبه بارتكابه سلسلة هجمات ليلية، استهدف فيها مشردين نائمين في شوارع العاصمة الأميركية نيويورك، أدّت إلى مقتل اثنين منهم وإصابة ثلاثة آخرين، ما أثار الذعر في المجتمع الأمريكي.

وأوضحت قوات الأمن في تغريدة عبر تويتر، أن المشتبه به "يخضع حاليًا للاستجواب" على خلفية الاشتباه بضلوعه في الجرائم التي شهدتها المدينتان الأميركيتان، خلال الأيام العشرة الماضية.

ويأتي توقيف الرجل إثر إطلاق قوات الأمن في نيويورك وواشنطن، عملية ملاحقة واسعة للقبض على المشتبه به.

وقال الرئيسان الديموقراطيان لبلديتي المدينتين الكبيرتين في بيان مشترك، أمس: "هناك مجرم عديم الرحمة طليق لكنّنا سنوقفه ونضعه في السجن".

وتابع البيان المشترك لرئيس بلدية نيويورك إريك أدامز، ورئيس بلدية واشنطن مورييل باوزر، اللذين عقدا مساء الإثنين، على غير عادة مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا بأنّ "الأمر عاجل، إذ لا ينبغي أن يصيب أو يقتل أي شخص آخر".

ودعا أدامز وباوزر المشرّدين في نيويورك وواشنطن إلى الاحتماء في ملاجئ حتى يُلقى القبض على المجرم.

وعرض المسؤولان صورًا عدّة للمشتبه فيه، وهو رجل شاب ملتح وحليق الرأس ونحيل، ووعدا بتقديم مكافآت تصل إلى سبعين ألف دولار مقابل أي معلومات تسهم في تحديد هوية المجرم.

وأفادت السلطات بأنّ الرجل مسؤول عن خمس هجمات على الأقل نُفِّذت "بدم بارد وبالطريقة نفسها تجاه أشخاص كانوا ينامون في الشوارع".

وأكّدت رئيسة شرطة نيويورك كيشانت سول الاثنين أيضا أنّ المحققين تواصلوا مع نظرائهم في أنحاء البلاد كلّها، للتأكد من عدم قتله ضحايا آخرين، وأشارت إلى أن المشردين "يكافحون يوميًا للبقاء على قيد الحياة"، واعدةً بالقبض على جلادهم "بسرعة".

ووقع أوّل هجومين في 3 و8 مارس في شمال شرق العاصمة الأميركية. ونجا الرجلان الضحيتان اللذان أصيبا بالرصاص.

وفي واشنطن كذلك، أخمد المسعفون الأربعاء 9 مارس حريقًا نشب في خيمة أحد المشردين عثروا في داخلها على جثة رجل. وأظهر تشريح الجثة أنّ الوفاة ناجمة عن طلقات نارية وطعنات عدة.

وأشار المحققون إلى أنّ القاتل انتقل إلى نيويورك على بُعد حوالى 400 كيلومتر إلى الشمال.

وعُثر صباح السبت على رجل يبلغ 38 عامًا مصابًا بالرصاص لكن لا يزال حيًا في جنوب مانهاتن، كما عثرت الشرطة بعد ظهر السبت على رجل آخر في الحي نفسه لكن هذه المرة مقتولًا ومصابًا بجروح في رأسه ورقبته.

وتظهر لقطات سجّلتها كاميرات المراقبة أنّ المشتبه فيه أطلق النار على الرجل حوالى الساعة السادسة صباحًا، أي بعد وقت قصير من الهجوم السابق.

ويظهر في اللقطات رجل يرتدي ملابس سوداء ويضع قبعة على رأسه ويرتدي قفازات زرقاء، يستدير تجاه رجل ينام في حقيبة نوم صفراء ويركله قليلًا ليتأكّد أنّه نائم ثم يلقي نظرة سريعة حوله قبل أن يطلق النار عليه.

وأوضح رئيس شرطة واشنطن روبرت كونتي أنّ أحد المحققين وجد من خلال التدقيق في هذه اللقطات صلة بين الهجومين، ما يمثّل وفق كونتي تقدّمًا "كبيرًا".

وينام آلاف الأشخاص في شوارع نيويورك كل ليلة، وأعلن رئيس البلدية الديموقراطي في فبراير عن خطة لطرد مشردين يستقرون في شبكة مترو الأنفاق العملاقة. وتحرّك إريك أدامز عندها بعد تسجيل سلسلة جرائم تصدّرت عناوين الصحف، من بينها مقتل امرأة دفعها مشرّد يعاني اضطرابات عقلية على مسار المترو.

وحمّلت جمعيات الدفاع عن المشردين التي تعارض خطة طردهم من شبكة مترو الأنفاق، إريك أدامز جزءًا من مسؤولية وقوع الجرائم الأخيرة.

وقال "الائتلاف من أجل المشردين" إنّ هذه الفئة "تمثّل على الأرجح ضحايا للجرائم أكثر من كونها مرتكبة لها"، داعيًا رئيس البلدية "إلى الاعتراف بأنّ سياساته تعرّضهم للخطر".

ورفض أدامز الدخول في الجدل، مكتفيًا بالقول إنّ "النوم على أرصفة شبكة المترو لا يمتّ إلى الحياة اللائقة بصلة".

وارتفعت أعداد المشردين في واشنطن منذ بداية جائحة كوفيد-19، وتتهم الجمعيات السلطات بإزالة عدد كبير من الخيم كانت توضع أحيانًا في أماكن قريبة من البيت الأبيض.

وفي ملجأ يقع قرب مبنى الكونجرس، أشار تروا، وهو رجل أميركي أسود يبلغ 53 عامًا عاش في الشوارع لخمس سنوات، لوكالة فرانس برس إلى أنّه تأثّر بموجة الجرائم هذه لكنه لم يُفاجأ بها. وقال: "عندما يستهدف أحد الهجمات شخصًا قريبًا منك يصبح الأمر مؤلمًا"، لكنّ "أمورًا سيئة كثيرة تحصل للمشردين".