رغم أن منتخب مصر الوطني الأول لكرة القدم يسعى جاهدا خلال الفترة الأخيرة إلى معاودة الظهور في نهائيات كأس العالم المقبلة في روسيا 2018، وبعد غياب طويل يزيد عن ربع قرن بعد المشاركة في نهائيات 1990 والخروج من دور المجموعات، وبرغم تأكيدات المسؤولين في اتحاد الكرة على أن التأهل للمونديال في صدارة أولوياتهم، إلا أن الواقع بعيد كل البعد عن تلك الأماني.
فالمدير الفني للمنتخب المصري الأرجنتيني هيكتور كوبر الذى يعانى فريقه في الفترة الأخيرة من إرهاق اللاعبين ونقص حاد في مركز المهاجمين، "بيدلع" بدلا من أن يعمل على توفير أوقات راحة للاعبيه الأساسين ويطالب الجبلاية بتوفير معسكر استعداد للمباراة الهامة أمام أوغندا والتي يعنى الفوز بها ضمان التأهل بشكل كبير جدا إلى النهائيات.
وبدلا من أن يتابع لاعبي الدوري واللاعبين المحترفين عسى أن يجد مهاجما يقنعه خلال الفترة المقبلة في ظل غياب المهاجمين الأساسيين "باسم مرسى ومروان محسن" نجده يحصل على إجازة طويلة ويغادر إلى الأرجنتين "يصيف" ويترك الأمر برمته غير متحملا لأي مسؤولية.
هذا الموقف جعل البعض يؤكد صحة المعلومات التي تقول أن أسامة نبيه هو الحاكم بأمره داخل المنتخب وأن كوبر يترك له حرية التصرف في كافة الأمور ويكتفى بالإشراف فقط.
والمشكلة هنا ليست في كوبر وإنما في المسؤول الذى سمح له بالحصول على إجازة في هذه المرحلة الهامة وكأنه يتهرب من المسؤولية "أو يبيع القضية" قبل أن يبيعه مسؤولي الجبلاية، خاصة وأن هناك أنباء عن أن كوبر سافر للبحث عن عقد تدريب تحسبا لإقالته حال الفشل في التأهل للمونديال، أي أنه يؤمن نفسه خاصة بعدما أعرب أكثر من مرة عن استيائه من الهجوم الذى يتعرض له في مصر سواء من الإعلام أو الجماهير برغم أن نتائجه في تصفيات المونديال حتى الآن جيدة جدا، كما أنه مقتنع بأنه أدى بشكل جيد أيضا في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة التي حصل فيها على المركز الثاني.
وكشفت مصادر داخل اتحاد الكرة أن هناك استياء من أعضاء مجلس الإدارة من سفر كوبر الكثير والمتكرر الأمر الذى دفع أبو ريدة إلى تحديد موعد لعقد جلسة مع كوبر فور وصوله إلى مصر لمعرفة ترتيباته خلال المرحلة المقبلة والوقوف على مدى صحة رغبته في الرحيل عن المنتخب.
كما سادت حالة من الاستياء لدى أعضاء المجلس بعد ظهور التصنيف الشهري للفيفا وتراجع منتخب مصر أربع مراكز بسبب خسارته الأخيرة أمام تونس في التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا 2019 في الكاميرون.
في حين شنت الجماهير هجوما على اتحاد الكرة تتهمه "بتدليع" مدرب المنتخب والاستهانة بحلم المونديال سواء بتركه يحصل على إجازة في هذا التوقيت أو بعدم إيجاد فترة إعداد تتناسب مع أهمية مباراتي أوغندا المقبلين، والجماهير "هتولع" من تصرفات كوبر ومن قبله مجلس الجبلاية.
هاني أبو ريدة أكد في تصريحات صحفية أكثر من مرة على أن اتحاد الكرة لا يتساهل في التعامل مع جهاز المنتخب كما يردد البعض وأنه يتابع أعمال الجهاز أولا بأول لافتا إلى أنه لا داعي للقلق وخلق حالة من عدم الاستقرار داخل الفريق في هذه المرحلة المهمة.
وأضاف أبو ريدة أن كوبر مدرب محترف ويحترم تعاقده مع الفراعنة رافضا الهجوم عليه بسبب كثرة سفره خارج البلاد مطالبا الجميع بضرورة مساندة ودعم المنتخب خلال الفترة المقبلة.
وأكد أحمد حسام ميدو المدير الفني لوادي دجلة أنه ليس مع هذه النظرة التشاؤمية لدى الجماهير خاصة وأنه يرى أن المنتخب يسير بخطى جيدة خلال الفترة الأخيرة ولا داعى للقلق فبالتأكيد الجهاز الفني يعلم التزاماته ويعمل عليها ولا يعتقد أن يكون هناك تخاذلا مقصودا من أحد، لافتا إلى ثقته في تأهل المنتخب إلى كأس العالم المقبلة.
ويواجه منتخبنا نظيره الأوغندي في الجولة الثالثة في الرابعة من بعد ظهر يوم 31 أغسطس المقبل في كمبالا، فيما تقام المباراة الثانية بين الفريقين في الثامنة من مساء 5 سبتمبر المقبل باستاد برج العرب بالإسكندرية، وستحسم المواجهتين صدارة المجموعة حيث يحتل المنتخب المصري المركز الأول برصيد 6 نقاط في حين تأتى أوغندا في المركز الثاني برصيد 4 نقاط.