«إحياء» القاهرة الخديوية عنوان عريض لخطة جديدة بدأتها لجنة القاهرة التراثية التى شكلها الرئيس عبد الفتاح السيسى لهذا الهدف .
اللجنة التى يترأسها مساعد الرئيس للمشروعات القومية المهندس ابراهيم محلب تعتبر أن ثروة وسط البلد أو القاهرة الخديوية بمبانيها التاريخية وتراثها العامر يمكن ان تتحول إلي مزار سياحى يضاهى أفضل عواصم العالم وخطة اللجنة وهدفها اعادة الجمال والوجه الحضارى لوسط البلد تاريخيًا القاهرة الخديوية ليست مجرد مبانى وانما أيضا ثقافة معمارية عمرها ١٥٠ عاما.
القصة تبدأ عندما تولي الخديوي إسماعيل حكم مصر فى العام ١٨٦٣ كانت حدود القاهرة تمتد من منطقة القلعة فى الشرق، إلى الأزبكية وميدان العتبة غربًا، ويغلب عليها التدهور العمراني في أحيائها، وكانت تفصلها عن النيل مجموعة من البرك والمستنقعات والتلال والمقابر، بمساحة لا تتخطي ٥٠٠ فدان، وكان تعداد سكانها في ذلك الوقت حوالي ٣٠٠ ألف نسمة.
الوضع القائم الذى وجد الخديو إسماعيل نفسه بمواجهته، لم يستمر طويلا، «فإسماعيل» رغم كونه الحاكم الرابع الذى يتولى حكم مصر، بعد محمد على باشا، الأكبر، إلا أن عهده شهد ما يمكن وصفه بـ«ثورة معمارية» فى القاهرة، بدأت بطلب شخصى منه للامبراطور نابليون الثالث، بأن يتولى المخطط « هاوسمان» الذى سبق وأن خطط باريس، تخطيط القاهرة الخديوية.
الإنجاز المعمارى الذى تحقق فى عهد الخديو إسماعيل،أكد أن حلمه كان أكبر بكثير من حلم جده محمد على باشا, فإسماعيل كان يحلم بقاهرة مختلفة تضاهي مدن أوروبا وأجمل من باريس عاصمة النور
القاهرة الخديوية التى أقامها الخديوي إسماعيل كانت بداية العمران المصري في صورته الحديثة خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وتعد من المشروعات العالمية التي تم بنائها عقب إجراء دراسات للتخطيط، والتعمير الشامل، بالشكل الذي جعلها فعلا تضاهي أجمل مدن العالم,وفي عام ١٨٧٢ افتتح إسماعيل شارع محمد علي بالقلعة بطول ٢.٥ كيلومتر، فيما بين باب الحديد والقلعة على خط مستقيم، وزانه على الجانبين بما يعرف بالبواكي, وفي العام نفسه افتتح كوبري قصر النيل على نهر النيل بطول ٤٠٦ أمتار، وكان يعد وقتها من أجمل قناطر العالم، حيث زُيّن بتماثيل برونزية لأربعة من السباع (الأسود) نحتت خصيصًا في إيطاليا.
كما افتتح كوبري أبو العلا على النيل على بعد كيلو متر تقريبًا من الجسر الأول، الذي صممه المهندس الفرنسي الشهير «جوستاف إيفل»، صاحب تصميم البرج الشهير بباريس، وتمثال الحرية بنيويورك, وشق شارع كلوت بك، وافتتح دار الأوبرا المصرية عام ١٨٧٥، ثم أنشأ السكة الحديد وخطوط الترام لربط أحياء العتبة والعباسية وشبرا، وتم ردم البرك والمستنقعات مع تنفيذ شبكة المياه والصرف الصحي، والإنارة، ورصف شوارع القاهرة بالبلاط، وعمل أرصفة، وأفاريز للمشاة، وتخطيط الحدائق التي تحيط القاهرة.. هذه هى القاهرة الخديوية الرائعة بطرازها المعمارية لكنها أهملت لسنوات طويلة قرر الرئيس السيسى لجنة القاهرة التراثية لتبدأ فى خطة جادة لإعادتها واحيائها من جديد خطة اللجنة التى قامت المحافظة بتنفيذها بالتعاون مع جهاز التنسيق الحضارى تتم على عدة مراحل و تشمل إعادة صيانة وتجميل واجهات العقارات التراثية والتي بلغ عددها ١٢٥ عقار حتى الآن ,علاوة على تطوير خمسة ميادين وخمسة شوارع رئيسية بقيمة إجمالية حوالي ١٠٠ مليون جنيه كلها تقريبا بتمويل من كيانات اقتصادية كبرى كالبنوك ورجال الأعمال وأصحاب شركات وعمارات بوسط المدينة,ليس هذا فقط ، بل ولأول مرة سيتم الاحتفال رسميا بمرور ١٥٠ عاما على بناء القاهرة الخديوية فكما المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة عن إقامة واحتفالية كبيرة تبدأ غدا الخميس تحت عنوان «١٥٠ عام من تراث مصر الحديث» وستستمر على مدار عدة أيام مابين ساحة ميدان عابدين وشارع الألفي وشارع المعز وتضم احتفالات كبري للفرق الشعبية وإمكانية مشاركة دار الأوبرا أو معهد الموسيقي وإظهار عبقرية المكان من خلال معارض وعمل نشرات تعريفية بأهمية المنطقة وتاريخها وقيمتها التراثية والفنية والثقافية.
«عبد الحميد» أشار إلى أن الاحتفالية تأتي متزامنة مع العيد القومي لمحافظة القاهرة ، وأنه من المقرر أن يتم إقامته في نفس الموعد من كل عام, ومن المنتظر أن يتم تنظيم رحلات للطلاب والشباب سيرا على الأقدام للتعرف على أهمية كل عقار وتاريخه، ونشر شاشات عرض كبرى لتعريف المواطنين بالقاهرة الخديوية ، وإعداد لوحات إرشادية بشكل موحد ونشرها على العقارات التراثية بوسط المدينة تحكي تاريخ العقار وسنة إنشائه واسم المصمم ونوع الطراز المنسوب إليه والمالك له وإظهار العبقرية في دمج الطرازات الغربية بالعربية في تصميمات المباني, ومن أجل ذلك سيتم إصدار طابع بريد يحمل رسم لعمارات الخديوية الموجودة بمنطقة عماد الدين وعملة تذكارية، علاوة على إقامة مسابقة للتصوير الفوتوغرافي تحمل عنوان «تراثنا في عيوننا بالقاهرة الخديوية».