مشاهدات يوم واحد.. من طابا إلى خطبة الجمعة إلى دراما رمضان.. الطريق إلى عقول تتمتع بالفهم الصحيح والرؤية العميقة فقد كنت أتمنى لو أن جميع المصريين كانوا فى طابا بالأمس ليروا نتاج الإرادة الصلبة والبطولات والتضحيات فهكذا تبني الأوطان أمجادها وتحافظ على خلودها.. وفى خطبة الجمعة تمتزج قضايانا وتحدياتنا وترتبط بتعليم الدين فلماذا لا تكون منابر الجمعة طريقنا إلى الفهم والإدراك والقناعة ومواجهة الزيف والتعصب والتطرف والتشدد وطرد الأفكار والمفاهيم البالية والمغلوطة.. ثم إلى مربع الشارع حيث اكتسى بتنويهات عن مسلسلات وأعمال رمضان الدرامية فيما يبدو أننا أمام وجبة درامية شديدة الدسم تتسم بالتنوع الذى يغذى شرايين الوعى ويؤكد جدارة مصر في امتلاك القوة الناعمة وأيضًا قدرتها الفائقة على الإبهار والإبداع لتتعانق أدواتنا إلى بناء وعى حقيقى هو بمثابة إكسير الحياة والبناء والأمن والاستقرار.
خلال مشاركتى في الاحتفال بذكرى استرداد آخر جزء من أرضنا الطاهرة في سيناء ورفع العلم على طابا بعد ملحمة مصرية ليس فقط في ميادين القتال وتحقيق النصر العظيم في أكتوبر 1973 ببطولات وتضحيات رجال القوات المسلحة وشهداء مصر الأبرار قفزت إلى رأسي العديد من الأفكار والانبهار بما قدمه الأبطال على مر العصور وكنت أتمنى أن يكون شباب وأطفال مصر من الذين لم يعيشوا هذه اللحظات الخالدة ..كنت أتمنى أن يكونوا موجودين معنا في طابا وعلم مصر يرفع في وجود أبطال قواتنا المسلحة وفى وجود الإعلام المحلى والدولى.
هذه اللحظات لايجب أن تسقط من ذاكرة الوطن ولا يجب أن ننساها بل علينا إحياؤها دائما فاسترداد طابا الذي تجلت فيه القدرة والإرادة والإصرار والعلم والدبلوماسية هو واحد من أيام الوطن المجيدة وللأسف بعد المكان ربما يحول دون زيارة هذه الرقعة الغالية من الجسد المصرى والذى أصرت مصر علي استعادة واسترجاع كل حبة رمل مصرية دون تهاون أو تفريط ومهما بلغت المراوغات.
الحقيقة أن هذا اليوم.. والاحتفال الذي كنت احد المشاركين فيه يحكى قصة وطن تعرض للغدر في 1967.. لكنه أبى أن ينكسر أو يستسلم أو يفرط وبعد 6 سنوات فقط من الاستعداد والكفاح والتخطيط والأخذ بأسباب العلم سطر معجزة أكتوبر وعبر المستحيل إلى النصر المبين.. لم يتوقف الأمر علي تحقيق النصر في ميادين القتال والحصول علي سلام الأقوياء فانتزاع الحق من المغتصب هو أمر معقد وشائك..لذلك كانت هناك ملحمة أخري هي ملحمة التحكيم والتفاوض عبر الاستعانة بأبناء مصر الأوفياء الذين امتلكوا الجدارة والاستحقاق فى دهاليز وتفاصيل القانون الدولى فتحقق النصر أيضا في ميادين الدبلوماسية والقانون الدولى وعادت طابا بإرادة مصرية صلبة.
لا أدري لماذا كنت اتمنى ان يكون المصريون جميعا في طابا يشهدون رفع العلم في محاكاة لما تم بعد استردادها وعودتها الي أرض سيناء في حضن الأمة المصرية ربما تمنيت أن يعلم هذا الشعب كيف كافح وضحي الأجداد والآباء من أجل الحفاظ علي كل حبة رمل كيف كانت الارادة ..وكيف تجلي الإصرار ربما قفزت إلي عقلى ممارسات من تسجل أوراقهم انهم مصريون لكن هذا لم يعد يكفى بعد ظهور فيروسات خبيثة ولقطاء خيانة الوطن أسهل شىء عندهم عقيدتهم فاسدة.. في استدعاء للقبح وسط الجمال والابداع تذكرت خيانة الاخوان المجرمين وأشباههم الذين في فترة من الفترات كادت مصر تضيع بسبب خيانتهم.
ما بين من مات شهيدا أو سقط مصابا.. أو عاش ليفخر بما قدمه لوطنه سعيدا وقد أقر الله عينه بمصر القوية القادرة الآمنة المستقرة وهو ينظر إلى حدودها ويطلق البصر ليجدها حرة يقف علي تأمينها خير أجناد الأرض. فيخر ساجداً فرحا بنعم الله وفضله علي مصر الطاهرة.
إن الاحتفال بذكرى عودة طابا أيضا يذكرنا بملحمة جديدة نعيشها الآن بشرف وفخر هذه الملحمة كانت علي محورين أو معركتين.. الأولي من أجل البقاء فانتصرت مصر على الإرهاب الأسود المدعوم والمدفوع والممول والذي كاد ـ لولا بطولات وتضحيات رجال الجيش والشرطة ـ يختطف سيناء من حضن الوطن.. والثانية كانت معركة البناء ولك ان تتخيل أن سيناء لوحدها تفوز بـ 700 مليار جنيه ميزانية البناء والتنمية علي أرض الفيروز في كافة المجالات والقطاعات وتوفير جميع الخدمات لأهلها الشرفاء وأن ينعموا بالامن والأمان والاستقرار فهم حراس بوابة مصر الشرقية سيناء نالت اهتماما وأولوية غير مسبوقة وأصبح التعمير والتنمية في سيناء الذي كان مجرد كلام وشعارات خلال العقود الماضية حقيقة وواقعاً علي الارض ومعجزة بكل المقاييس لتحمي مصر سيناء بقوة وقدرة الرجال والسلاح.. وبإرادة البناء والتنمية والخير والبشر والرضا والانتماء لذلك تعمير سيناء هو انجاز عبقرى من قائمة طويلة من إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى الذي حقق لمصر الانقاذ والإنجاز والاعجاز وهذه ليست مبالغة لكن كل مواطن مصرى شريف يستشعرها بالموضوعية وأمانة الشهادة وكلمة الحق.. فمصر كانت قبله مجرد ركام.. أطلال أشلاء على حافة السقوط لاتقوى علي الصمود أمام ريح الأزمات أو المؤامرات والمخططات.. والآن تقف علي أرض صلبة صامدة تستطيع بثقة أن تواجه الأزمات.. انظر كيف واجهت ثلاث أزمات قاسية سواء تداعيات الإصلاح او جائحة كورونا او الازمة الروسية - الاوكرانية ومايحدث من تضخم وزيادة عالمية في الأسعار لكن الدولة المصرية تتعامل بثقة وهدوء وقدرة علي المواجهة وبث الاطمئنان في نفوس المصريين بالأفعال.
من طابا ذكري الإرادة المصرية التي مازالت تسكن جينات المصريين لعبور الصعاب إلى اقتراب شهر رمضان الكريم.. يهل علينا بعد أيام وتدخل مصر شهر الصوم وكل شىء متوافر لدي المصريين وفي الأسواق..الدولة حاضرة لم تتوان عن الوقوف إلى جوار المواطن ومساندته وتوفير احتياجاته بجودة عالية وأسعار مخفضة في ظل ازمة عالمية قاسية علي دول العالم.
يطل علينا رمضان هذا العام ومصر في تكاتف وتلاحم واصطفاف ووعي لكن هذا الوعى بما أنه يحتاج دائما استمراراً ودعماً لذلك وعلي مايبدو أننا أمام وجبة رمضانية درامية عالية الدسم ربما اكثر من العامين الماضيين الذي تألقت فيها الشركة المتحدة للإنتاج الاعلامى خاصة بالنجاح الكبير الذي حققه مسلسل الاختيار الذي أعاد المشاهد المصري إلى الشاشات والدراما المصرية وأدى إلي ارتفاع مؤشر الوعي إلى أعلي درجاته ورسخ الولاء والانتماء في وجدان وعقول شبابنا وصغارنا.
علي مايبدو ومن خلال مشاهدتى لأفيشات مسلسلات رمضان في إعلانات الطرق أجد زخما كبيرا وتنوعا لافتا مابين أعمال درامية اجتماعية وكوميدية ووطنية وأعمال خفيفة لكنها راقية.. الأمر الثاني عودة نجوم اختفوا خلال السنوات الماضية وكذلك تأكيد نجومية فنانين شباب قدمتهم المتحدة بالاضافة إلى أدوار جديدة وشخصيات مختلفة يؤديها نجوم الصف الأول مثل أحمد عز وكريم عبدالعزيز وهاني سلامة وخالد النبوى وأمير كرارة وأحمد السقا وياسر جلال وغيرهم من النجوم وربما محمد رمضان في مسلسل المشوار.
النجمات أيضا حاضرات بقوة أرى يسرا وإلهام شاهين ونيللي كريم وتعود ليلي علوي وفيفى عبده بالإضافة إلى النجمات الشابات مثل منة شلبي ودينا الشربينى أعتقد أن الجميع متواجد هذا العام وهو ما خلق فرصا كبيرة وكثيرة للعمل والظهور فأرى الفنان الكبير توفيق عبدالحميد يعود هذا العام.
الواضح أننا أمام توليفة رمضانية خاصة هذا العام تقدمها المتحدة وشركات الإنتاج فيها تنوع في نجوم الصف الأول والنجوم الكبار والنجوم الصاعدين بقوة والذين قدمتهم المتحدة خلال العامين الماضيين بالإضافة إلى تنوع وكوكتيل النجوم والنجمات أتوقع أيضا زخما وتنوعا في الموضوعات والقضايا ما بين اجتماعى ووطنى وكوميدي.. فالشباب يتحدثون عن الجزء الثالث من الاختيار وتوقعات بما سيتناوله هذا العام وهم في لهفة لمعرفة تفاصيل العمل الذي سيكون مفاجأة قوية علي غرار الجزأين السابقين.. أيضا حديث الشباب عن عودة مسلسل الكبير أوى للنجم أحمد مكى والذى حقق نجاحات كبيرة في السنوات الماضية لكن الجمهور افتقده العام الماضى.
أسماء المسلسلات تحمل دلالات المضامين لكن هناك أسماء مسلسلات تتوقف عندها مثل «رانيا وسكينة» تعليقات البعض قالت حلوة ملعوبة لكن بصراحة أشفق علي من يضع خريطة عرض المسلسلات وتوقيتاتها واختيار بعض القنوات لما ستقدمه من مسلسلات وهذا يشير إلى عودة قوة مصر الدرامية كأحد مكونات قوتها الناعمة وأعتقد أن الجمهور العربي في انتظار ما سيقدمه نجوم مصر خلال شهر رمضان والذي سيكون مصدراً للمتعة والوعي علي مدار العام.
من أكثر المنابر التي يمكن استغلالها بما يفيد الناس ويسعدهم ويحقق الوعي خطبة الجمعة او دور المؤسسات الدينية في تنمية الوعى الدينى وربطه بتحدياتنا ومشاكلنا لقد استمعت الي خطبة الجمعة بالأمس فى طابا علي لسان الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف وقد سرد الكثير من الأحاديث القدسية والنبوية عن عقاب المولي عز وجل للجشع والاحتكار والمغالاة واستغلال الازمات في زيادة معاناة الناس وأهمية التيسير عليهم وأهمية ومكانة التاجر الصدوق الذى لا يميل الي رفع الاسعار او الكذب علي الناس او احتكار السلع، لذلك اتمنى ان تكون خطبة الجمعة منبرا عظيما للوعي الديني والدنيوى معا فنحن في حاجة الي القضاء علي الأفكار المغلوطة والملتبسة علي الناس خاصة قضية النمو السكانى والزيادة المنفلتة والعشوائية التي تهدد التنمية وبناء الانسان وتوفير احتياجاته ومقومات إتاحة الحياة الكريمة.
المصريون شعب ضعيف أمام الدين يعشق ويقدر الأديان السماوية لذلك علينا ضمان تقديم صحيح الدين له وأيضا تعاليم الأديان السماوية من رحمة ووسطية ومصلحة الانسان وتسامح واعتدال ولابد من التخلص من أفكار التطرف والتشدد والتدليس الإخواني التي رسختها الجماعة علي مدار عقود طويلة.
خطبة الجمعة هي أعلي وسيلة إعلامية تأثيرا وذات نسب مشاهدة تتعاظم في رمضان وتزيد لذلك علينا أن نقدم قضايانا وتحدياتنا وربطها بالإطار الدينى لتصحيح المفاهيم وإزالة القول المغلوط وطرد الأفكار المستوردة.
تحيا مصر