الإثنين 20 مايو 2024

دراسة تكشف سر رغبة القرود بالجري واللعب في مجموعات

صورة تعبيرية

الهلال لايت 19-3-2022 | 20:26

ميادة عبد الناصر

كشفت دراسة جديدة، أن قرود هاولر، والتي تنتمي إلى فصيلة أكبر قرود في العالم الجديد، والتي تنتج عواء يمكن سماعه على بعد ثلاثة أميال، ولهذا يطلق عليها اسم «قردة العواء»، أنها تحب اللعب دائمًا ولكن في مجموعات لأسباب تتعلق برغبتها في التخلص من القلق وكسر التوتر.

ووفقًا لموقع «ميرور» البريطاني، كشف باحثون من جامعة أنجليا روسكين، أن القرود البالغة تزيد اللعب عندما تواجه موارد شحيحة من الغذاء أو موارد الحياة الطبيعية، حيث تلجأ إلى اللعب كوسيلة لكسر التوتر داخل المجموعة.

وقد أوضح الدكتور جاكوب دن، المؤلف المشارك للدراسة: «على الرغم من مظهره وتصورنا الخاص لما يعنيه اللعب، إلا أنه لا يرتبط دائمًا بالغبطة أو التعليم».

وتابع: «بدلاً من ذلك، نعتقد أنه يؤدي وظيفة مهمة في مجتمع القردة العواء، من خلال تقليل التوتر عندما تكون هناك منافسة على الموارد الشحيحة»، وأوضح الباحثون أن «اللعب» في فصيلة قرود العواء، يتضمن أفرادًا يتدلون من ذيولهم ويقومون بتعبيرات الوجه وإشارات الرأس، وقد يكون هذا مكلفًا للطاقة بالنسبة للقرود، الذين عادة ما يكون لديهم نمط حياة مستقر يقضون وقتًا في أكل أوراق الشجر.

وفي الدراسة، درس الفريق اللعب في سبع مجموعات مختلفة من القرود العواء، التي تعيش في الغابات المطيرة في المكسيك وكوستاريكا، الذين ركزوا على كيفية اختلاف اللعب مع تقدم العمر، وقياس مقدار الوقت الذي يلعبه البالغون مع البالغين الآخرين، مقابل الوقت الذي يلعبون فيه مع الصغار في المجموعة.

وكشف تحليلهم أن مقدار لعب الكبار يزداد مع حجم المجموعة - فكلما زاد عدد الأفراد، زاد لعبهم، ويقضي البالغون وقتًا أطول في اللعب مع البالغين أكثر من الصغار، بينما تقضي الإناث وقتًا أطول في اللعب مقارنة بالذكور.

على وجه الخصوص، وجد الباحثون أن مستويات اللعب كانت أعلى عندما كانت القرود العواء تتغذى على الفاكهة - وهو مورد ثمين للغاية غالبًا ما يولد المنافسة بين أعضاء المجموعة، وبينما تشارك العديد من أنواع القرود الأخرى في الاستمالة الجماعية لتقليل التوتر الجماعي، تشير النتائج إلى أن العواء قد يختار اللعب بدلًا من ذلك.

قال الدكتور دن: «وجدنا أن مستويات اللعب تكون في أعلى مستوياتها عندما تتغذى القرود العواء على الفاكهة، وهي مورد قيم ويمكن الدفاع عنه، وتلعب الإناث البالغات أكثر من الذكور وهذا أمر مذهل، حيث ستكون الإناث أكثر عرضة للمنافسة الغذائية من الذكور».

تعتبر قرود هاولر نوعًا محافظًا على الطاقة بشكل خاص، وكنا نفترض أن الإناث ستلعب بشكل أقل، لأنها مقيدة أيضًا بمتطلبات الطاقة للتكاثر وفي حين أن البعض قد يجادل بأنه قد يكون الأمر بسيطًا مثل الفاكهة التي تزود القردة بالطاقة أكثر من نظامهم الغذائي المعتاد المكون من الأوراق، إلا أن الباحثين يجادلون بأن هذا ليس هو الحال على الأرجح، ونظرًا لأن الأحداث لا تشكل تهديدًا أو توفر منافسة على أشجار الفاكهة، فإننا نعتقد أن اللعب بين البالغين هو آلية لحل النزاعات داخل المجموعة، بطريقة مماثلة تستخدم فيها بعض أنواع الرئيسيات الأخرى الاستمالة.