السبت 1 يونيو 2024

الرئيس.. والشعب

مقالات19-3-2022 | 20:41

على مدار الساعة.. ومنذ نشوب الأزمة العالمية، وربما قبلها.. لم يتوقف الرئيس عبدالفتاح السيسى عن متابعة الموقف المتعلق بتوافر السلع.. والاحتياجات الأساسية للمواطنين.. واتخذ القرارات.. ووجه إلى العديد من الإجراءات حتى عمت الثقة والارتياح الشارع المصري.. لكن الرئيس هل يكتفى بذلك؟.. أبداً.. نزل بنفسه إلى شعبه ليطمئن على أحوالهم وظروفهم المعيشية.. ومدى رضاهم عن توافر السلع وأسعارها وجودتها.. وأيضاً الوقوف على صرف السلع التموينية ورغيف العيش فى حوارات إنسانية مع المواطنين البسطاء بتلقائية وعفوية.. وبما يدور بين رب العائلة الكبيرة وأفرادها.. ليعرف ويقف بنفسه على الأسعار وتوافر السلع لتحقيق مطالب  البسطاء ويوجه التحية لكل مصرى «جدع» وشريف، ويطلق عبارته الفريدة: «أنا عارف إن فى مصر جدعان كتير».

رئيس الجمهورية ينزل بنفسه إلى مواطنيه يلتقيهم فى الشارع بجوار سكنهم وفى منطقتهم.. ويتحاور معهم عن كل صغيرة وكبيرة تتعلق بأوضاعهم وظروفهم ويقول: «علشان أعرف نتيجة الإجراءات والقرارات والجهود المتواصلة لدعم ومساندة المواطن فى ظل تداعيات الأزمة العالمية».

إنها القيادة من أرض الواقع.. إنه التواصل الفريد والانشغال بأحوال وظروف الناس.. والجهد الدءوب لدعمهم والتخفيف عنهم.. رسائل كثيرة مهمة فى حوارات الرئيس مع أبناء شعبه البسطاء فى قلب الشارع المصري. 

لم يكتف الرئيس عبدالفتاح السيسى بالقرارات والتوجيهات التى أصدرها إلى الحكومة والمسئولين بتوفير السلع الأساسية للمواطنين بأعلى جودة وأسعار مخفضة لمواجهة تداعيات الأزمة العالمية وارتفاع نسبة التضخم وزيادة الأسعار.. لكنه فاجأ الجميع، وقرر أن ينزل بنفسه إلى الشارع المصرى ليطمئن على الأوضاع وتوفر السلع والاحتياجات الأساسية والظروف والأحوال المعيشية للمواطنين.

الرئيس السيسى مؤسس مدرسة الإدارة والقيادة بالواقع والتواصل المباشر مع الناس، فهو الرئيس الذى يؤكد دوماً أنه واحد من الناس.. من المواطنين الذين يعتبرهم أهله، وأنهم أسندوا إليه المسئولية.. فكان ومازال الأمين عليهم، والحريص على الاطمئنان على أحوالهم، وتخفيف المعاناة عنهم، وتقديم كل ما هو طيب لهم والاستماع والإنصات والاستجابة الفورية لمطالبهم.

ليس جديداً على الرئيس السيسى حرصه الشديد على لقاء الناس والحديث مع المواطنين للوقوف بنفسه على أحوالهم وظروفهم المعيشية، لكن العبقرية الرئاسية التى تكشف عن عقيدة إنسانية نبيلة مهمومة بأحوال الوطن والمواطن، هى حرصه على لقاء الناس والحديث مع المواطنين من الفئات البسيطة والمتوسطة فى هذا التوقيت الدقيق الذى يمر به العالم ويواجه تداعيات أزمة عالمية قاسية، ألقت بظلالها وتأثيراتها على جميع دول العالم.. وحياة وظروف الشعوب المعيشية.. وبطبيعة الحال نالت مصر نصيباً من هذه التداعيات.. لكن الحقيقة وبشهادة حق وموضوعية.. الدولة المصرية قيادة وحكومة كانت فى حالة استنفار، وجهود وحلول خلاقة من خلال الحرص على أن يكون المخزون والاحتياطى الاستراتيجى من السلع الأساسية آمناً ولفترات طويلة بالإضافة إلى زيادة المعروض.. وقيام الدولة بفتح منافذها الثابتة والمتحركة على مدار الساعة لتوفير احتياجات المواطنين، خاصة الفئات البسيطة والأكثر احتياجاً بأسعار مخفضة.

الجهود الرئاسية لم تتوقف لحظة للاطمئنان على كل صغيرة وكبيرة فى توفير احتياجات المواطنين.. الدولة خلية نحل سواء فى إتاحة السلع الأساسية أو التصدى لكل مظاهر الجشع والاحتكار، والضرب بيدٍ من حديد على أيادى التلاعب ومحاولات العبث فى مقدرات وقوت المواطن.. لكن الرئيس السيسى اتجه إلى حل آخر هو الاطمئنان على أحوال الناس وظروفهم المعيشية واستقرار وتوافر احتياجاتهم الأساسية وبأسعار فى متناولهم.

أحاديث الرئيس السيسى مع المواطنين المصريين فى القاهرة التاريخية ومصر القديمة، أى مع الطبقة الشعبية البسيطة التى يضعها الرئيس فى صدر أولوياته.. كانت تلقائية وعفوية.. وتميل إلى حديث رب الأسرة المصرية الكبيرة إلى أسرته.. يتحاور معهم فى كل التفاصيل ليطمئن .. لا تخلو من الدعاء الصادق للرئيس السيسى بكلمات تخرج من القلب.. فهو كبير العائلة المصرية الذى لم يبخل بجهد أو عطاء.. ولم يتوان عن توفير كل ما يسعد ويخفف معاناة المصريين، وتبديل أحوالهم إلى الحياة الكريمة والآمنة والمستقرة.. دعوات تخرج من قلوب راضية صادقة.. ترى أحوال مصر وما وصلت إليه من بناء حقيقى فى عهد السيسي، وصدق مع النفس والناس.. فلم يسبقه أى رئيس بالنزول إلى الناس بنفسه فى مناطقهم، وبجوار سكنهم، ليطلع على أمورهم وظروفهم المعيشية والحياتية، وسط مشاغل ومهام وظروف دولية وإقليمية معقدة، كل ذلك فى يوم الجمعة الذى يستريح فيه الناس من عناء عمل استمر على مدار أسبوع كامل.. لكن الأسبوع الرئاسى مختلف  تدور تفاصيله ما بين متابعة أمور الداخل والخارج، دولاب عمل دولة تواجه تحديات وظروف  استثنائية على الصعيدين الإقليمى والدولي.. واحتياجات شعب يزيد عدد سكانه على الـ100 مليون مواطن.. ومتابعة مشروع قومى عظيم لبناء الوطن القوى والقادر والمتطلع إلى التقدم وعلى مشارف عهد الجمهورية الجديدة.

حديث الرئيس السيسى لمواطنى شعبه عقب ظهر الجمعة الماضي، كان مليئاً بالإنسانية، حافلاً بالصدق.. غزيراً بالقضايا التى تناولها الحديث الرئاسى مع المواطنين.. فحالة الرضا تبدو على الوجوه وعلى ألسنة المواطنين.. الرئيس أراد أن يطمئن بنفسه على جدوى إجراءات الدولة فى الظرف القاسي.. حيث وفرت وتحملت عن طيب خاطر تداعيات الأزمة العالمية مع المواطن.. وصدرت التوجيهات للحكومة.. سواء القوات المسلحة أو الداخلية أو التموين أو الزراعة لتوفير احتياجات الناس بما يتسق مع ظروفهم وأحوالهم وقدراتهم.. ووجد الرئيس أثَّرا إيجابياً فى هذه الإجراءات على الأرض، وارتياحًا كبيرًا وإيجابيًا فى الشارع المصرى بشهادات وكلام الناس دون تجميل.. فالرئيس يطمئن بنفسه على أسعار« السمنة والزيت والسكر والخبز ورغيف العيش الحر أو السياحي» .. هل سبق لرئيس جمهورية من قبل أن حرص على الوقوف على كل هذه التفاصيل بنفسه.. ويتحدث لمواطنيه مباشرة؟

الحقيقة توقفت أمام العديد من الرسائل فى حديث الرئيس السيسى مع مواطنيه كالتالي:

أولاً: إن نتائج الإجراءات والتوجيهات الرئاسية للتعامل مع تداعيات الأزمة العالمية أدت إلى ارتياح فى الشارع المصرى تستطيع أن تصل إليه بالتعامل المباشر بالشراء أو فى أحاديث المواطنين سواء مع الرئيس أو أحاديثهم معاً أو اللقاءات التليفزيونية داخل وأمام المنافذ، التى وجهت إليها القيادة السياسية والسلاسل التجارية التى تدخل فى إطار مبادرات الدولة.

ثانياً: كما يقولون الكرة فى ملعب المواطن، عليه أن يذهب إلى هذه المنافذ الثابتة والمتحركة ليحصل ويشترى احتياجاته منها بدلاً من منافذ التجزئة.. وسوف يحصل على سلعة جيدة وبأسعار مخفضة.
الحقيقة لا أدرى هل ما أتحدث عنه سيكون أمراً واقعياً قابلاً للتطبيق.. حتى يتمكن المواطن من شراء احتياجاته مثل الحصول على قرض ميسر بدون أو بفائدة بسيطة للغاية، ليقوم بشراء احتياجاته كاملة قبل شهر رمضان، ربما يتعارض ذلك فى التأثير على المعروض، لكننى أطرح ذلك من أجل أن يكون لدى المواطن ما يستطيع من خلاله الذهاب إلى المنافذ والسلاسل التجارية التى تبيع بسعر مخفض.. ولابد أيضاً من الإعلان عن أماكنها وأسمائها حتى يستطيع المواطن الذهاب إليها بسهولة.

الأمر المهم أيضاً.. هو كثرة حديث المواطنين بالاحتياج إلى شقة أو وحدة سكنية رغم أن وزارة الإسكان حققت إنجازات كبيرة فى مجال الإسكان الاجتماعي.. والرئيس السيسى أكد مراراً وتكراراً أن كل مواطن سيطلب شقة سوف يحصل عليها.. لذلك لابد من التوعية والإعلان وسهولة الإجراءات وسرعة الوصول وبساطته إلى أماكن الحجز، ليس فقط بالوسائل الحديثة والمواقع والصفحات الإلكترونية، خاصة إذا تعلق الأمر بالمواطن البسيط.. فالوحدات موجودة والدولة توفرها وبأسعار فى المتناول.. والإسكان الاجتماعى حاجة تفرح، لكن لابد من الأخذ بيد البسطاء للوصول إليها.

ثالثاً: فى حديث الرئيس السيسى لإحدى السيدات البسيطات التى حصلت على وحدة سكنية فى المناطق التى أقامتها الدولة.. جاءت شهادتها لتعبر وتجسد حجم الإنجاز الذى تحقق، فالسيدة تقول: «الوحدات والفرش حاجة جميلة»، وسط دعوات صادقة للرئيس.. وهذا يشير إلى الوعى بالإنجاز والرضا الشعبى متوهج وحاضر بقوة.

رابعاً: الرئيس السيسى أيضاً حرص خلال حديثه مع المواطنين على الاطمئنان على صرف السلع التى تضمها بطاقات التموين، وأيضاً رغيف الخبز.. فكانت الإجابة معبرة عن حرص ونجاح الدولة ، فالمواطنة تقول: «البطاقة ماشية كويس جداً.. ورغيف العيش أبوشلن شغال كويس» .. لتطلق الدعوات الصادقة والسعادة الغامرة بما يتحقق للمواطن وأيضاً بلقاء الرئيس.

خامساً: الرئيس حرص على السؤال عن المدرسة والمسجد والكنيسة فى المناطق الجديدة التى أقامتها الدولة.. فكانت إجابة المواطنين: كل شيء موجود يا ريس.. الذى قال: « أنا عاوز أعمل كل شيء طيب لكم.. وكل حاجة موجودة للناس» .. وهذا يجسد حالة العطاء الرئاسى والتسامح والتعايش والاصطفاف الشعبي.. فالمدرسة تمثل حجر الأساس فى أى تقدم.. والمسجد بجوار الكنيسة يرمز إلى أن المصريين سواء فى كل شيء.. فهناك احترام متبادل وتسامح وتعايش وحرمة العقيدة والأديان.. لتبقى فى النهاية مصر لجميع أبنائها.. هذا ما رسخه الرئيس السيسى على مدار السنوات الماضية.

سادساً: قال الرئيس السيسى لإحدى المواطنات: إن أفضل ما نقدمه للأبناء هو التعليم الجيد.. والحقيقة أن الدولة تعمل فى هذا الاتجاه.. وتسهر على حل مشاكل وأزمات التعليم.. وتؤسس لنظام تعليمى متقدم وتقيم المدارس.. وتعين المعلمين الجدد.. وتنهض بأحوال المعلم قدر استطاعة وقدرات الدولة.

سابعاً: كلمات الحب والتقدير والاحترام لعطاء الرئيس السيسى لشعبه سواء فى تعبير المواطنين عن ذلك: «بنحبك يا ريس» أو الدعوات بالصحة والتوفيق والنجاح.. هى دعوات صادقة لقيادة أعطت ومازالت همها وأولويتها هو المواطن المصري، فالرئيس يعتبر المصريين أهله.. ويقول باعتزاز: «يشرفنى ويسعدني».. إنه رُقى رئاسى فى التعامل مع الشعب.. وتتطابق أقوال الرئيس مع أفعاله على الأرض.. فهو دائم التعبير بأنه واحد من أهل مصر.. وبالفعل لا يعمل إلا من أجل مصر وشعبها.. ولا يتأخر الرئيس عن الاستجابة لطلب أى مواطنة مصرية سواء العلاج أو مواجهة الظروف.. لذلك كانت استجابة الرئيس لسيدتين سواء بالعلاج والفحص الشامل أو العلاج، وتوفير سكن كريم وسط دعوات صادقة تخرج من القلب.. فهذا القائد الذى يحرص على جبر خواطر الناس، وتخفيف المعاناة عنهم.. ويطمئن على مدار الساعة على أحوالهم وظروفهم المعيشية وتوفير احتياجاتهم والحياة الكريمة لهم.. لذلك فتوفيق المولى عز وجل ووقوفه إلى جوار هذا البلد الطيب غير محدود.. ولعل الشكر الدائم من الرئيس لرب العالمين يجسد ذلك بشكل واضح.

الحقيقة.. ربما يكون تقصيراً من الإعلام أو بعض المؤسسات فى الإعلان عما توفره الدولة للمواطنين وفى القلب منهم البسطاء، لذلك نحتاج نشر المنافذ غير المحدودة والسلاسل التجارية التى تقدم السلع للمواطنين بجودة عالية وأسعار مخفضة، وكذلك كيفية الحجز والتقديم فى الإسكان الاجتماعي.. فالدولة ترحب، وفعلت وقدمت وأنجزت.. يتبقى أن يعرف الجميع.

فى النهاية لا أملك إلا أن أقدم التحية لهذه القيادة السياسية التى نجحت بعطائها وإنجازاتها وإنسانيتها فى الوصول إلى قلب المواطن بالأقوال والأفعال، بالنجاح على أرض الواقع.. بالحرص على رفع وتخفيف المعاناة عن الناس، وجبر خواطرهم، من إبعاد شبح العوز والاحتياج، والعجز والنقص، لتكون مصر دائماً هى أرض الخير والمحبة والوحدة والرضا والتسامح والأخوة الصادقة.. وأرض الشرف والشرفاء.. ليطمئن كل مواطن أن له قيادة تعمل من أجله على مدار الساعة.. وتنزل إلى الشارع وتطمئن وتقف على كل ما يحتاجه المواطن البسيط.. قيادة لا تعرف إلا العمل والإخلاص والشرف.. تمنحنا دوماً دروساً فى التفانى والإدارة والقيادة التى ترتكز على الواقع والتواصل مع الناس.

تحيا مصر