قال الدكتور أبو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي في الأزهر الشريف، إن الاحتفاء بالأم وبرها لا يقتصر على حياتها فقط، فأوصى النبي صلى الله عليه وسلم من فقد أمه ألا ينساها، فعندما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ فقال: نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنقاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما، فالاستغفار للوالدين بعد موتهما في المرتبة الأولى لبرهما، يقول النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول يا رب من أين لي هذا فيقول باستغفار ولدك لك".
وأضاف سلامة، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال": "هكذا قال العلماء ما زال الإنسان يستغفر لأبويه حتى يدخلهما الجنة، أي من الممكن ألا تدخل أعمال الوالدين الجنة ولكن كثرة استغفار الإبن لهما تكون سببًا في دخولهما الجنة، ثم الدعاء للوالدين المتوفين، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، جاء منها "ولد صالح يدعو له"، فالدعاء لهما فيه إشارة للولد أن دعوتك لوالديك دلالة على صلاحك، فمن علامات صلاح الإنسان دعاؤه لوالديه المتوفين في كل صلاة.
ففعل البر للوالدين بعد وفاتهما بالدعاء والاستغفار والصدقة، وقراءة القران وهبة ثوابه إلى الوالدين يصل للهما، وكل ذلك من شأنه إدخالهما الجنة، وهو أعظم من تقديم الهدايا البسيطة التي يشتريها الإنسان لوالديه في حياتهما.