نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالة افتتاحية تدين فيها المجزرة التي يتعرض لها مسلمو الروهينجا في ميانمار علي مدار الخمس سنوات الماضية علي أيدي السلطات هناك.
وقالت الصحيفة إن وحشية سياسة الأرض المحروقة التي تمارسها السلطات في ميانمار ضد مسلمي الروهينجا في مدينة راكين شمال البلاد علي مدار السنوات الخمس الماضية تسببت في مقتل العديد من مسلمي الروهينجا إلي جانب تشريد ما يزيد علي 740000 الذين هجروا البلاد إلي بنجلاديش.
وأضافت الصحيفة، أن وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن وصف في تصريحات له بالأمس الممارسات ضد مسلمي الروهينجا في ميانمار بالمجزرة وأنها جرائم ضد الإنسانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسلمي الروهينجا تعرضوا لموجتين من العنف من جانب الجيش في ميانمار علي خلفية هجمات من جانب جماعة متمردة من الروهينجا ضد قوات الأمن، كانت أولاهما عام 2016 وثانيهما عام 2017 حيث ارتكبت قوات الجيش هناك عمليات قتل واغتصاب وتعذيب وحرق للقري التي يقطنها مسلمو الروهينجا.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن الهجمات ضد مسلمي الروهينجا تتم بشكل منتظم وعلي نطاق واسع مما دفعهم إلى هجرة منازلهم بأعداد كبيرة علي الرغم من أن ميانمار كانت تعتبر دولة ديمقراطية وليدة في ظل رئاسة أون سان سو تشي الحاصلة علي جائزة نوبل للسلام والتي كانت تتولي الحكم بمشاركة الجيش. ولكنها لم تبدي أية رغبة في منع قوات الجيش من استهداف مسلمي الروهينجا حين بدأ الجيش عملياته ضدهم.
وتابعت الصحيفة قائلة، إنه في فبراير من العام الماضي أطاح الجيش بحكومة أون سان سو تشي وتولي الجنرال مين أونغ هلاينج القائد العام للقوات المسلحة الحكم في البلاد حيث توالت ممارسات الجيش الوحشية ضد مسلمي الروهينجا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك العديد من الإجراءات التي يجب اتخاذها لإنقاذ مسلمي الروهينجا من تلك الممارسات ، فعلي الرغم من قيام الولايات المتحدة من فرض عقوبات علي 65 شخصية و26 كياناً من المساندين للمجلس العسكري في ميانمار إلا أنه من الضروري الحيلولة دون تدفق الدولارات الي يد السلطة الحاكمة الحالية في ميانمار إلي جانب السعي لمحاكمة المجلس العسكري أمام محكمة دولية لمحاسبتهم علي جرائمهم ضد مسلمي الروهينجا.
وتنسب الصحيفة إلي بلينكن قوله أنه سيأتي اليوم الذي يتم فيه محاسبة هؤلاء الذين ارتكبوا كل هذه الجرائم الوحشية والمجازر بحق مسلمي الروهينجا، مؤكدة في ختام المقال الافتتاحي أنه بإمكان باقي دول العالم العمل علي قدوم هذا اليوم بأسرع وقت ممكن لإنقاذ مسلمي الروهينجا من الممارسات الوحشية التي يتعرضون لها في ميانمار.