جسَّدت الأحاديث الرئاسية الثقة والاطمئنان لدى المواطنين في أن كل شيء موجود ومتوفر ومصر بلا مشاكل أو أزمات بفضل اللَّه ليس أقوالاً ولكن أفعالاً «روحوا واشتروا اللى انتوا عاوزينه وبأى كميات» أيضاً حديث الرئيس عن البناء والإصلاح ووضع أطر أخلاقية لطبيعة العلاقة مع المرأة المصرية يسودها الاحترام والتقدير وبناء أسس جديدة للدراما المصرية لتكون أداة للبناء وأساس للجمال والإيجابيات والتماسك فالمشاهد التى تظهر ضرب المرأة والشتائم ليست إبداعاً على الإطلاق.. فى نفس الوقت فإن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وضع مجموعة من المعايير التى يجب أن تلتزم بها الأعمال الدرامية فى نفس السياق الرئاسى لنكون أمام دراما تبنى ولا تهدم.. بعظمة الفضائل والقيم، ولا تمس ثوابت المجتمع المصرى.
جاءت رسائل الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال كلمته فى الاحتفال بيوم الرأة المصرية لتجسد نجاحات مصر وإنجازاتها خلال الفترة الماضية التى أضافت قوة وصلابة للاقتصاد المصرى فى مواجهة أزمات قاسية على الصعيد العالمي.. كما أنها زادت من الثقة والاطمئنان لدى المواطن المصرى فى ظل تأكيد الرئيس على توافر كل أنواع السلع الأساسية والاحتياجات الرئيسية للمواطنين.. وأنهم لهم مطلق الحرية فى شراء ما يحتاجون من الأسواق بأى كميات فى إشارة إلى توافر كل شيء، وهو ما يؤكد قدرة الدولة المصرية ونجاحها فى التعامل مع الأزمات وإدارتها وتوفير احتياجات شعبها وتجنيبهم أى معاناة من خلال إجراءات استباقية.
رسائل الرئيس السيسى فى الاحتفال بيوم المرأة المصرية جاءت كثيرة ومتعددة، تشمل العديد من القضايا المهمة، لكنها فى النهاية تجسد أننا فى دولة قوية وقادرة وواثقة بعد أن كانت على وشك السقوط والضياع، وهو ما أشار إليه الرئيس السيسي.. ولكن عناية اللَّه وإخلاص الشرفاء من أبناء هذا الوطن حال دون ذلك.
الرئيس أيضاً وجه رسالة ربما تكون غير مباشرة للمتربصين أو الذين ينشرون الكذب والشائعات والتشكيك فى الإنجازات المصرية التى يشيد بها القاصى والداني، وهى محل احترام وإشادة العالم.. لذلك أكد أنه لولا نجاح الإصلاح بفضل اللَّه ودعم المصريين، لما نجحت مصر فى مواجهة الأزمات العالمية الصعبة مثل جائحة «كورونا».. والأزمة الروسية ــ الأوكرانية.. وضرب الرئيس عدداً من الأمثلة البسيطة.. فماذا كانت مصر ستفعل إذا لم تنفذ المشروع القومى للصوامع العملاقة.. التى حفظت الغلال وفى مقدمتها القمح، وتوفير الكميات المهدرة التى تصل إلى 20٪.. وأيضاً نفس الموقف بالنسبة لمستودعات البوتاجاز، الذى كان يكفى لمدة 8 أيام، وأصبح يكفى لمدة شهرين، ونفس الأمر لزيت الطعام.. الحقيقة أن الإصلاح والمشروعات العملاقة، هى التى وقفت بشموخ وقوة وصلابة فى وجه الأزمات القاسية والقادمة من الخارج، التى تحمل الصفة العالمية.
رسالة مهمة أيضاً أكدها الرئيس وهى ليست من باب التوفير لوجود أزمة أو نقص أو تجويع، كما قال.. فكل شيء أمام المواطن.. يشترى ما يريد.. ولكن من أجل الإنفاق الرشيد، حتى لو امتلكت الكثير.. فليس الأساس فى توافر مال كثير، ولكن الأهم هو كيفية توزيعه لعدم الإسراف والاكتفاء بما تحتاج، خاصة ونحن على بعد أيام من شهر رمضان الكريم، وهو ما يجب أن ننظر معه إلى سلوكياتنا واستهلاكنا، ونعيد النظر فى مضمون «السفرة» أو العزومات.. وربما تحوى أشياء كثيرة لا نمد أيادينا عليها خلال وجبة الإفطار.. فلسفة الصوم هى القدرة على التحكم بالنفس ومعايشة ظروف الآخرين.. واكتساب القدرة على التحمل والصبر والجلد، وليس البذخ والإسراف والإهدار.
سأتوقف كثيراً عند حديث الرئيس عن دور الدراما فى إصلاح المجتمع.. ودورها أيضاً فى تفشى بعض الظواهر السلبية.. فالإبداع كما قال الرئيس: ليس بالضرب والإساءة والشتائم.. ولابد أن تتعانق جهود الإعلام والمسجد والكنيسة وكل مؤسسات الدولة ومكوناتها فى إرساء قواعد الاحترام للمرأة المصرية
مقولة الرئيس السيسي: إن الإبداع ليس بالضرب والشتائم.. وربما فى اعتقادى أمور أخرى كنا نراها على الشاشة من بلطجة وعنف ومخدرات وألفاظ سوقية.. لكن الرئيس يريد أن تساهم الدراما بأعمال إيجابية فى إصلاح سلبيات المجتمع لاستعادة الطابع والشخصية المصرية فى التسامح والمحبة والاحترام وتقدير المرأة.. والتماسك الأسرى والدعوة إلى الفضائل والتفانى والإخلاص والابتعاد عن السلوكيات المنحرفة والألفاظ الخادشة والجارحة، والمظاهر السلبية.. ولابد أن تتجنب الدراما هذه السياقات التى أثرت سلباً على مجتمعاتنا.. فى نفس الوقت لابد للأسر المصرية أن تركز فى تربية أبنائها وتقويمهم علمياً وتربوياً.. وليس مجرد شهادات علمية رفيعة، ولكن لابد من الجمع بين الحسنيين: التربية.. والعلم.. كما يقول «أولاد البلد»: (الأدب فضلوه على العلم).
تطرق الرئيس إلى حديث تناوله من قبل هو: تورط بعض الأعمال الدرامية والأفلام السينمائية فى تحويل الدولة إلى خصم.. رغم أن المواطن يتحمل مسئولية كبيرة لا يمكن إلقاؤها على عاتق الدولة.. فالتفانى فى العمل أو التقصير فى أداء الواجب أو إلقاء الأشياء فى عرض الشارع، أو ارتكاب الرشوة والفساد، وغيرها من الأمور أو الزيادة السكانية المنفلتة، فالدولة لها قدرات وإمكانات محدودة، وإذا حدث خلل فى التوازن بين هذه الموارد وعدد السكان، فهنا تقع المشكلة أو الكارثة.. لكن الدراما لا تعرض الأمور بهذا الشكل، ولكن تعرضها من جانب واحد.
الرئيس السيسى يتابع كل صغيرة وكبيرة فى جميع ربوع البلاد، ويضع يده على أمورٍ مهمة للغاية ومفصلية فى تعديل مسارنا وحساباتنا وترسيخ الأفضل والأصلح ومعالجة سلبيات الماضى والبناء السليم للمستقبل.. فقد تحدث عن واقعتين أو حادثين لفتاتين على خلفية التزوير والفبركة ثم ابتزازهما، وهو ما أدى إلى انتحارهما، تحت ضغط الابتزاز.. ومن هنا يجب على الدراما كما أشار الرئيس، الانتباه لما تعرضه من مضامين ومحتوى فى المسلسلات والأفلام، ومراعاة قيم وأخلاقيات المجتمع وترسيخ الإيجابيات، وتعظيم الفضائل مع توخى الحذر فى التعامل مع السلبيات وعدم تداولها حتى لا يألفها الناس أو تنتشر بشكل أوسع، فالتركيز على مثل هذه الأمور ليس إبداعاً على الإطلاق، كما أن الأسرة المصرية يجب أن تنتبه لأولادها وبناتها، والقيام بمسئولياتهم تجاههم.
ومن هذا المنطلق وفى سياق الاهتمام بالدراما المصرية ودورها جاءت المعايير التى وضعها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام للمسلسلات والأعمال الدرامية التى ستعرض خلال شهر رمضان الكريم.. والحقيقة أن هذه المعايير جاءت فى محلها لضمان أعمال درامية راقية، تؤكد سلامة المجتمع والحفاظ على منظومة القيم والأخلاق والثوابت المصرية فى توقيت بالغ الدقة يتعرض فيه المجتمع المصرى لحملات وحروب، ويواجه بعض السلوكيات السلبية.. وهو الأمر الذى يتطلب بناء وعى حقيقي، تساهم الدراما بقدر كبير فيه.
الحقيقة أيضاً أن المعايير التى وضعها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام تتسق مع ما أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى بالأمس، خلال الاحتفال بيوم المرأة المصرية، حول أهمية الدراما فى إصلاح المجتمع وبناء الشخصية المصرية، فالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أكد فى معاييره الالتزام بالكود الأخلاقى والمعايير المهنية والآداب العامة، وهو محور وقضية مهمة للغاية.. فلا يجب أن تخرج الأعمال الدرامية عن مسار الأخلاقيات المصرية وثوابتها، بالإضافة إلى الالتزام بالمعايير المهنية والآداب العامة، بعيداً عن الإسفاف والتدني، خاصة فى شهر رمضان.. وكعقيدة مستمرة تحافظ عليها الدراما المصرية التى حققت نجاحات كبيرة خلال العامين الماضيين فى استعادة المشاهد المصري، ورفع ترمومتر الولاء والانتماء من خلال أعمال تتناول بطولات وتضحيات أبناء هذا الوطن، بالإضافة إلى أعمال اجتماعية يظهر فيها بوضوح ما شهدته مصر من تطور وبناء وتنمية.
لم يفت على المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أن يؤكد على احترام عقل المشاهد، والحرص على منظومة القيم والأخلاق المجتمعية وتقديم أعمال تحتوى على المتعة وتتصف بالبهجة وترتقى بالذوق العام، وتظهر مواطن الجمال والإيجابيات فى المجتمع وتقديم النماذج الإيجابية والمضيئة بدلاً من التركيز على نماذج تشيع السلبية وتنشر سلوكيات غريبة على المجتمع المصري.
لم تقتصر معايير المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام على الأعمال الدرامية فحسب، ولكن أيضاً الإعلانات لضمان عدم خروجها على النص أو الآداب، أو الإساءة لقيم وأخلاقيات وثوابت المجتمع، أو تسيء للواقع المصرى والمصريين، خاصة أننا تعرضنا لحملة درامية وسينمائية شعواء ركزت على مظاهر سلبية فى المجتمع المصري، وقدمته فى أسوأ صورة مثل أفلام العشش والعشوائيات، أو البعيدة عن الأخلاق المصرية، ونشر المخدرات وعصابات البلطجة والفتونة.. ومثالية البطل المجرم، أو القاتل، أو المدمن، وتقديمها للجمهور وكأنها نماذج محببة وملائكية.
لا شك أيضاً أن العالم العربى يعشق الدراما المصرية.. لذلك أكد المجلس الأعلى تجنب الألفاظ المسيئة والشتائم والبذاءات والحوارات المتدنية والسوقية التى تشوه ثوابتنا الأخلاقية على مر العصور، وتشويه القواعد السلوكية والقيمية المصرية بذريعة أنه أمر واقع.
ما أكد عليه الرئيس السيسى بأن الشتائم والضرب والعنف فى الأعمال الدرامية ليست إبداعاً.. وأقصد هنا التطاول والتعدى بالضرب على المرأة.. وهو ما وصفه المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فى معاييره، وهو ما يعكس حرص الدولة المصرية على الرقى وتنمية الوجدان والحفاظ على منظومة القيم المصرية، فالرجل يعتبر أن التعدى على امرأة أو ضربها «عيبة كبيرة».. لكن تناول الدراما هذه السلوكيات الغريبة أو اقتحام المشاهد بالشتائم والسباب والمشاهد الفجة التى لا تتناسب مع أخلاقيات المصريين.. فهذا مرفوض تماماً.. أو التسابق حول الإيحاءات والإشارات غير السوية والمسيئة من خلال لغة هابطة للحوار.
الأمر المهم للغاية فى الأعمال الدرامية خاصة الدينية، والحقيقة أن المجلس يستحق التحية عليها وأنا واحد من الذين انتابتهم حالة من القلق من عرض أحد المسلسلات لأحد الكُتَّاب.. فالمجلس أشار فى معاييره إلى أهمية الرجوع إلى أهل العلم والخبرة والاختصاص فى كل مجال فى حالة تضمين المسلسل أفكاراً أو نصوصاً دينية أو علمية أو تاريخية، حتى لا تصبح الدراما مصدراً لتكريس أخطاء معرفية، وبالتالى حتى لا تسير الفتنة والانقسام والتعصب والاختلاف، فلا يجب تجاوز الثوابت.. ولا يفوتنا استشارة أهل العلم والتخصص انطلاقاً للنص القرآني: «فاسألُوا أهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونْ» (صدق اللَّه العظيم).. وأرى فى هذا البند ذكاء واستباقة وحكمة، حتى نقطع الطريق على كل أنواع اللغط أو الجنوح، ونخطط لمجتمعنا حالة تماسكه واصطفافه، خاصة فيما سيتعلق بالأمور الدينية والعقائدية والعلمية والمعرفية.
المجلس أيضاً ركز على أمرين مهمين، ربما أشرت إليهما فى السطور السابقة لكن لابد من التوقف أمامهما.. الأول: ضرورة خلو الأعمال الدرامية من تمجيد الجريمة باصطناع أبطال وهميين يجسدون أسوأ ما فى الظواهر الاجتماعية السلبية التى تسهم الأعمال الدرامية فى انتشارها، بالإضافة إلى ضرورة خلو هذه الأعمال من العنف غير المبرر أو التحريض والحض على الكراهية والتمييز وتحقير الإنسان والتأكيد على الصورة الإيجابية للمرأة والابتعاد عن تشويه صورتها عمداً أو التى تحمل الإثارة الجنسية سواء قولاً أو تجسيداً، وتجنب مشاهد المخدرات والتدخين التى تغرى صغار السن والمراهقين لتجربة التدخين أو تعاطى المخدرات.
من هنا وأمام ما تناوله وأكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي.. ووفق معايير الأعلى لتنظيم الإعلام، يصبح لدينا ميثاق شرف و نموذج لأعمال درامية تبنى ولا تهدم.. تنمى ولا تدمر.. تشيع الجمال فى المجتمع المصري.. ولا تصدِّر أو تنشر أو تعمم بعض السلبيات فيه.. إننا أمام استعادة الدراما الصحية التى تصلح لكل المجتمعات الراقية والمحترمة، ولكل الدول والشعوب العربية.. ونعيد الزمن الجميل الذى تحمل فيه الدراما رسائل جمال وبناء وإيجابيات وإصلاح.
بالأمس كان يوماً جميلاً حافلاً بالمشاعر الراقية والإنسانية من رئيس هو مؤسس مدرسة جبر الخواطر والرقى والإنسانية بلا حدود.. لقد كانت أحاديث الرئيس السيسى مع الأمهات المثاليات وعظيمات مصر تشع إنسانية ورقيًا وسط دعوات صادقة وخالصة لهذا القائد العظيم الذى امتلك الإيمان والثقة باللَّه والتواضع أمامه، والشكر والعرفان لكرم المولى عزَّ وجل.. قائد لديه طاقة فياضة للعطاء والإنسانية وإنكار الذات، فبعد الواحد الأحد رب العالمين.. الرئيس السيسى هو صاحب الإنقاذ والإنجاز، وانتشال هذا الوطن من الضياع.. امتلك الرؤية والشجاعة والإخلاص لوطنه.. فمنحه المولى نجاحات وإنجازات لم يسبقه إليها أحد.