الأحد 5 مايو 2024

السيسى فى «أكاديمية الشرطة» فجرًا

مقالات24-3-2022 | 22:34

حماية الوطن والمواطن تحتاج دائماً الاطمئنان على كل صغيرة وكبيرة.. ومتابعة كل عناصر ومصادر قوة وقدرة الدولة الشاملة والمؤثرة.. فمن اتخاذ الإجراءات والقرارات والتوجيهات إلى المتابعة والتواجد على الأرض وبين الناس للتعرف على أحوالهم وظروفهم المعيشية.. وأيضاً فى ظل توافر كل احتياجات المصريين فى أزمة عالمية قاسية.. واستكمال مسيرة مصر للبناء والتنمية والحفاظ على معدلات النمو والتقدم.. ولكن هناك بُعْدًا لم يغب عن رؤية الرئيس السيسي، بل يحظى بنفس الأهمية والاهتمام والمتابعة.. فهى أهم مكونات الصلابة والقوة فى مواجهة صراعات وأزمات واضطرابات دولية وإقليمية.. وهى الاطمئنان على قوة ووعى الرجال.. قوة وقدرة الأمن والأمان والاستقرار.. فمن الكلية الحربية إلى أكاديمية الشرطة.. تتجلى الرؤية فى وضوح أن لمصر قوة وقدرة شاملة ومؤثرة تحميها.

 

الاطمئنان على قوة ووعى الرجال

الرئيس عبدالفتاح السيسى قال فى الاحتفال بيوم المرأة المصرية: إن مصر كانت على وشك السقوط والضياع، لولا عناية اللَّه وجهود الشرفاء والمخلصين لهذا الوطن.. وعلى مدار الأسابيع الماضية، تابع الرئيس بنفسه إجراءات الاطمئنان على توافر السلع الأساسية والاحتياجات الرئيسية للمصريين من خلال إجراءات وتوجيهات وقرارات وإستراتيجيات خلاقة للاحتفاظ بمخزون واحتياطى من السلع الأساسية لتوفير كل ما يحتاجه المواطن المصرى من احتياجات بأى كميات، كما قال الرئيس.. وبالأمس فجراً تفقد الرئيس السيسى مقر أكاديمية الشرطة فى إطار حرصه على متابعة منظومة إعداد وتدريب أبنائه من طلبة كلية الشرطة والوقوف على البرامج التدريبية التى تواكب الأحدث فى العالم.

أجد فى المحاور الثلاثة التى ذكرتها ارتباطاً وثيقاً.. فقد كادت مصر تسقط وتضيع بسبب الفوضى والانفلات وعدم الوعي، وعدم شعور المواطن بمسئولياته عن حماية وطنه.. وعدم فهمه للأبعاد والتحديات التى تواجه الدولة.. وعدم إدراكه للتهديدات والمخططات والمؤامرات واستغلال مناخ الفجوة الكبيرة بين تطلعات المواطنين وواقعهم، وبين قدرة وموارد وإمكانات الدولة سواء بسبب عدم قدرة هذه الموارد على تلبية احتياجات الشعب.. أو بسبب غياب الرؤية والإرادة آنذاك للبناء والتنمية.. وهو الأمر الذى أحدث فجوة عميقة بين التطلعات والآمال الشعبية.. وبين قدرة وموارد الدولة، بالإضافة إلى تحديات أخرى مثل الزيادة السكانية.

لا شك أن مصر كانت على شفا السقوط والضياع قبل أكثر من 10 سنوات، وفى عهد نظام الإخوان الفاشل والعميل.. وباتت أوضاع البلاد وظروفها خصبة لإقناع الأعداء وبعض فئات المجتمع بمخططاتهم لتدمير البلاد، أى أن الظروف والأوضاع كانت سبباً مباشراً مع غياب الوعى بالتحديات فى نجاح مخطط أعداء مصر فى إحداث هزَّة عنيفة للبلاد، وكادت تلقى بها فى غياهب المجهول والضياع والسقوط.

الرئيس السيسى بنجاحاته وإنجازاته وإرادته ورؤيته قرر ألا يسمح بتكرار هذه السيناريوهات والمخططات من خلال العمل على عدة محاور مهمة تشكِّل صمام الأمان وحائط الصد لحماية هذا الوطن، سواء فى تحقيق آمال وتطلعات وطموحات المواطنين فى «حياة كريمة» من خلال العمل على تلبية احتياجاتهم، وتوفير الحياة الكريمة لهم.. من هنا انطلقت الدولة قبل أكثر من 7 سنوات فى تنفيذ أكبر ملحمة وطنية للبناء والتنمية والتقدم من خلال مشروعات عملاقة بالآلاف فى كافة المجالات والقطاعات، وفى مختلف ربوع البلاد، وتحسين ظروف وجودة الحياة للمواطن وأحواله المعيشية، وأيضاً عدم شعوره بالعوز والاحتياج حتى فى ظل تداعيات الإصلاح الاقتصادي، انتبهت الدولة إلى أهمية حماية المواطن من الفئات الأكثر احتياجاً والأوْلَى بالرعاية من خلال برامج حماية اجتماعية خلاقة.. لعل أبرزها برنامج «تكافل وكرامة» الذى يغطى احتياجات ما لا يقل عن 17 مليون مواطن مصري، بعد إضافة 450 ألف أسرة جديدة مؤخراً.. ناهيك عن جهود القضاء على العشوائيات وفيروس  (سي) وقوائم الانتظار، ومشروع القرن الذى أطلقته المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتنمية وتطوير قرى الريف المصري، الذى يستهدف تحسين حياة ورفع جودة الحياة لـ60 مليون مواطن مصرى فى 4584 قرية مصرية، وتوفير كافة الخدمات للمواطن فى الريف المصري.

النماذج كثيرة وعديدة لجهود الدولة لتوفير الحياة الكريمة للمواطن.. لأن النقص والعوز أخطر أعداء الأمن القومي، مع غياب الوعى والفهم والإدراك لطبيعة التحديات، لكن الحقيقة أن الدولة فى عهد السيسى تفعل وتقدم ما هو فوق طاقتها.. وتسهر على توفير احتياجات المصريين.

سقوط الدول يأتى عندما يغيب الوعى الحقيقى والفهم الصحيح الذى يتلاقى مع عدم القدرة على الوفاء باحتياجات ومتطلبات المواطن، وعجزها عن توفير الحياة الكريمة له، وعندما يحدث ذلك يسهل العبث والتلاعب وتزييف وعى المواطنين وتحريضهم على التدمير والتخريب.

الملاحظ أيضاً.. والقراءة المتأنية لدفتر أحوال الدولة المصرية خلال عهد الرئيس السيسى أن الدولة لا تتوقف عن العمل على مدار الساعة برؤية وإرادة من أجل المواطن وبناء الدولة القوية والقادرة بشكل شامل ومؤثر.. وجُلَّ جهودها موجهة إلى حماية المواطن وتقليل معاناته، وبناء الاقتصاد الوطنى القوى والواعد والقادر على مواجهة وامتصاص الصدمات والأزمات.. وهو ما حدث بالفعل خلال أزمتين عالميتين قاسيتين.. الأولي: «جائحة كورونا».. التى أثَّرت على دول العالم. لكن مصر من الدول المحدودة التى خرجت منها وتتعامل بسلام مع تداعيات الجائحة، وحققت نمواً ضمن عدد قليل من دول العالم.. أما الأزمة الثانية التى بلغت شهراً منذ انطلاقها خلال الشهر الماضى فهى الأزمة الروسية ــ الأوكرانية.. التى أدت إلى ارتفاع غير مسبوق فى معدلات التضخم العالمى وارتفاع أسعار الطاقة، وبالتالى ارتفاع أسعار السلع.. وتباطؤ سلاسل الإمداد والتوريد على مستوى العالم، وهو الأمر الذى يؤدى إلى تأثيرات سلبية على اقتصادات الدول جميعاً.

الحقيقة أن الإدراك الرئاسي.. وإرادة القيادة التى تؤكد دوماً أن بناء الدول وحمايتها ليس بالكلام أو الشعارات أو الأغاني، ولكن بالعمل والإرادة والصبر والوعى الحقيقي، والفهم الصحيح.. حتى لا تتكرر مشاهد الماضى المأساوية.. أو مؤامرات الإسقاط أو الخوف من المجهول.. لذلك إرادة وصلابة وقوة الدولة المصرية وعزيمتها تتجسد فى كل المؤسسات دون استثناء.. فالجميع خلية عمل ساهرون على توفير كل شيء، للاطمئنان على عدم وجود أى معاناة أو مشاكل للمواطنين، بالإضافة إلى الاطمئنان على سلامة وقوة الاقتصاد المصري، وألا تنال منه هذه التداعيات والتحديات العالمية.. وألا تتوقف ماكينة التقدم والإنجازات والنجاحات المصرية.

دائماً أحرص على قراءة حركة ونشاط المؤسسة الرئاسية.. لأنها تمنحنى تفسيراً موضوعياً وشاملاً لفلسفة ومكونات الرؤية المصرية، فأحياناً تدور ما بين جهود الداخل والخارج.. وأيضاً خطوات الداخل توفر لى فهم الجهود المصرية فى كيفية بناء هذا الوطن برؤية وإرادة ومتابعة وعمل شاق ومستمر.. لذلك فجهود البناء والمشروعات واتخاذ الإجراءات والقرارات وإصدار التوجيهات على صعيد المؤسسة الرئاسية لا يتوقف، بالإضافة إلى الاطمئنان المباشر وغير المباشر بمعنى المعلومات أو التواجد بين المواطنين وسؤالهم عن أحوالهم وظروفهم المعيشية والاستماع إلى وجهات نظرهم ومطالبهم والاستجابة لها.. هذا من ناحية.. لكن الاطمئنان على الأمن القومى والأمن والأمان والاستقرار وجاهزية وكفاءة القائمين على هذه المحاور الاستراتيجية والمصرية هو أمر حيوى ووجودي، ويشكل عصب وجود الدولة فى إطار تغييب كل مسببات خطر السقوط فى ظل عالم متغير يواجه تحديات وتهديدات وصراعات وأزمات خطيرة ونقطة شديدة الاضطرابات فى ظل أطماع وأوهام ومخططات.

إن رؤية الرئيس السيسى الشاملة والمتكاملة لامتلاك الدولة المصرية كل أسباب القوة والقدرة للحفاظ على الوجود وإرادة التقدم شديدة الإبهار فى حمايتها للوطن والمواطن على كافة المحاور والأصعدة، وعدم السماح بتكرار أخطاء الماضي.

حرص الرئيس السيسى على الاطمئنان على وعى وقوة الرجال سواء فى الكلية الحربية أو أكاديمية الشرطة.. هو محور مهم لامتلاك القوة والقدرة على الصمود فى وجه التحديات والتهديدات والمخاطر والمتغيرات الحادة والعالم المضطرب.. فالرئيس تابع منظومة التدريب والإعداد لأبنائه من طلبة كلية الشرطة وأيضاً على المنظومة الإلكترونية لتقييم الطلبة فى شتى المجالات للوقوف على مستواهم، ثم تفقد ميدان التحدى والقدرة البدنية وشاهد الطلبة والطالبات أثناء أدائهم لتدريبات اللياقة المتنوعة واجتياز الموانع والتى عكست المستوى البدنى والمهارى المتميز للطلاب للوقوف على مستوى الجاهزية الذهنية والبدنية.

من أهم المحاور فى زيارة الرئيس السيسى لأكاديمية الشرطة هو الحوار المفتوح بين الرئيس والطلبة حول أبرز القضايا والمستجدات على الساحة الداخلية وجهود الدولة من خلال سلسلة المشروعات القومية الكبرى فى مختلف ربوع البلاد، وآخر المستجدات والأزمات على المستوى الدولي، وتداعياتها على الاقتصاد المصري، وجهود الدولة فى احتواء تداعيات الأزمة العالمية.

الجمع بين قوة الجاهزية والاستعداد والكفاءة البدنية والذهنية والاحترافية والتدريب والإعداد وقوة الفهم والوعى الحقيقى هى صمام أمان هذا الوطن للاطمئنان على البناء والتقدم والوجود.. وامتلاك القوة والقدرة والصلابة فى مواجهة محاولات الإسقاط والإفشال والإضعاف والأكاذيب والشائعات وحملات التشكيك.. فمن المهم أن تمتلك اللياقة البدنية والذهنية واحترافية العمل الأمنى وفى نفس الوقت نتسلح بالوعى والفهم.. وهذه المحاور تمثل ركائز إستراتيجية ورؤية السيسى فى بناء وطن قوى وقادر، متسلح ونشط ويقظ فى مواجهة التحديات والتهديدات والمخاطر وحملات تزييف الوعى لتمكين البلاد من امتلاك الصمود والمقاومة.. وتغييب مسببات السقوط.

إن رؤية الرئيس السيسى لحماية هذا الوطن شديدة الإبهار والتكامل والشمولية، تعمل على كافة المحاور والأصعدة، وفى جميع المجالات والقطاعات، وفى القلب منها الاطمئنان على قوة ووعى الرجال والأبطال حُماة الأمن القومى وأمن وأمان واستقرار البلاد والعباد.. لتستحق مصر أن تنعم بالسلام والأمن والاستقرار فى عالم شديد الاضطراب.. وفى ظل دول أصبحت فى عداد الماضي، وقد تلاشت من على الخرائط، لكن تظل «مصرــ السيسي» شامخة قوية صلبة منطلقة، مسالمة لا مستسلمة.

 

تحيا مصر