السبت 20 ابريل 2024

«تبني الأصوات» وخطوات نحو الحل

مقالات28-3-2022 | 12:41

ما أجمل أن تتلقى الدعوة للمشاركة في هدف نبيل هو دعم وتبني أصوات جديدة من أصحاب الهمم مع موهوبين آخرين في إطار توجه مبادرة  "قادرون باختلاف" ودعوة الرئيس السيسي لتمكين ذوي الهمم ودمجهم في المجتمع، وما أنبل أن تأتي الفكرة من شركة إنتاج خاصة، وأن تحتضنها نقابة المهن الموسيقية لتشرف عليها في أول سابقة من نوعها في هذا الاتجاه، وأن ترحب جمعية المؤلفين والملحنين تلقائيا بالوقوف وراء هذه المسابقة بما تحمله من توجه نبيل ومن سعي لطرح البديل الذي طالما نادينا به وطلبنا التكاتف من أجله.

كانت مفاجأة سارة بالنسبة لي أن تسعى نقابة الموسيقيين لتوسعة دورها ليمتد للإشراف علي مسابقات تبني أصوات جديدة وهو الدور الذي أصبح مطلوبا منها ومن جمعية المؤلفين والملحنين في هذه المرحلة التي علا فيها صوت التردي، ولم يعد بإمكان النقابة ولا الجمعية أن تقفا مكتوفتا الأيدي حتي وإن عز وجود ممولين وطنيين مثل هذا الرجل الوطني "علاء الزير" صاحب الشركة التي فكرت في هذا المشروع وذهبت به للنقابة كمؤسسة شرعية تستطيع مع جهات أخرى القيام بالتبني السليم للمسابقة وللأصوات الفائزة فنيا وإعلاميا، وهو ما سعت النقابة لفعله ولتدشينه في المؤتمر الصحفي الذي أقامته الثلاثاء الماضي في مسارح أحد المولات التجارية الكبري بمدينة نصر ودعت العديد من وسائل الإعلام لتعلن تفاصيل المسابقة التي سيكون خمسين بالمئة من المشاركين فيها من أصحاب الهمم من خلال برنامج اختاروا له اسم "المزيكاتي" .

وأظن أن النقابة سوف تحتاج لمؤتمرات صحفية أخرى يحضرها الفنان هاني شاكر ومزيد من مجلس النقابة وأطراف أخرى، يتحدد فيها تفاصيل أكثر تخص عدد المشاركين وتوقيت بدايات ونهايات مراحل المسابقة الأربعة التي ستكون ثلاثة منها "أون لاين" عبر وسائل التواصل الاجتماعي والأخيرة من خلال الأداء المباشر على المسرح، وكذلك تفاصيل تخص العدد المقرر للفائزين وللأوبريت الغنائي الذي سيقدم من خلاله هؤلاء الفائزين، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لأن هذا الملتقي كشف عن تعطش وسائل الإعلام لمعرفة الردود على أسئلة كثيرة تخص ساحة الغناء وما وصلت إليه ودور النقابة والمؤسسات الشرعية في التعامل مع هذه الأزمة، وهو ما ذهب بالحوار في جوانب عدة ربما لوجود أعضاء من مجلسي نقابة الموسيقيين وجمعية المؤلفين والملحنين أكثر الجهات المعنية بالردود على هذه الأسئلة.

وانطلق سؤال: هل يجب علينا أن ندرس هذه الظواهر وأسبابها؟ وأجبت نعم لابد من دراسة متخصصة لأساتذة في علم النفس وعلم الاجتماع تلجأ إليهم نقابة الموسيقيين وجمعية المؤلفين والملحنين لدراسة هذا الخلل الذي حدث في مجتمعنا وخاصة الشباب بعد ٢٥ يناير ٢٠١١ والذي أفرز أشكال من الغناء غلب عليها الصخب والحدة وتغليب لغة الأنا وإحساس" البارانويا" علي أغلب مفردات هذه النوعية من مهرجانات ثم راب ثم تراب ومسميات أخرى، ولماذا هذه الرغبة في "الأمركة" وكأننا نعيش في "شيكاغو" أو وسط عصابات المافيا في ولايات أمريكا الشمالية؟ أسئلة كثيرة تحتاج لإجابات يشارك فيها أهل الاختصاص إن نحن أخلصنا لدورنا وإن تطلب منا ذلك توسيع هذا الدور وأن يصبح من أدوار نقابة الموسيقيين وجمعية المؤلفين والملحنين اللجوء لعلماء النفس والاجتماع لتحليل ما يحدث وعمل الأبحاث والندوات من أجل ذلك.