يمكننا أن نفهم الكثير من تداعيات الأزمة «الروسية الأوكرانية» فمن الواضح ان مركز قيادة المؤامرة انتقل إلى مسرح عمليات آخر لكن تداعياته على دولنا أخطر بكثير، إنها أفكار الشيطان التى سعت إلى خنق دول المنطقة اقتصادياً.. وتعطيل مسيرتها.. خاصة الاقتصادات الناشئة والصاعدة بقوة.
فقوى الشر خططت بضرب عشرات العصافير بحجر الأزمة العالمية.. تريد إحداث وقيعة بين الدول وشعوبها بسبب تداعيات الأزمة.. والتحديات الاقتصادية المترتبة عليها.. لكن هناك دولاً واعية وملهمة فى اتخاذ الإجراءات التى تمنع وتحول دون الاضرار بالمواطن أو الاقتصاد.. الأزمة أيضا وما شهدته من ممارسات عنصرية وتمييز كشفت الوجه الحقيقى لقوى الشر المتشدقة بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وعدم التمييز.. الشعوب أصبحت أكثر وعياً بالمؤامرات التى سوقوها للشعوب.. فأصبحت الدول التى سقطت تحت شعارات الحرية والديمقراطية والازدهار سيفاً يقطع دابر الأكاذيب التى روجها الشيطان الأكبر.. لذلك على الإعلام أن يمتلك الجرأة ليقول ويكشف الوجه الآخر «الشيطانى» لقوى الشر.. وما فعله فى دول كثيرة فى المنطقة خراباً وتدميراً وإرهاباً وتشريداً لشعوبها.
ما وراء الأزمة «الروسية- الأوكرانية».. وتداعياتها على الدول والشعوب.. يكشف أهداف قوى الشر.. التى نقلت مركز إدارة المخطط الشيطانى من المنطقة لتضرب عشرات العصافير بحجر واحد.. لكن استرداد الشعوب لوعيها أبرز النقاط المضيئة.
هل نحن أمام عملية تغيير لقواعد اللعبة أو المؤامرة أو الاستهداف لدول المنطقة العربية.. أو الدول الخارجة على الطاعة وترفض الهيمنة.. الحقيقة.. ان قوى الشر ظلت فى منطقة الشرق الأوسط على مدار 3 عقود كاملة.. أسقطت فيها دولاً كثيرة انتهت بما أطلقوا عليه الربيع العربى الذى تفوح منه روائح عفنة ومؤامرات ومخططات بهدف رسم صياغة جديدة لمنطقة تابعة ودول ضعيفة بعد تقسيمها.. لكن معظمها باءت بالفشل ولم تنجح بفضل الله والشرفاء فى مصر.. لكنها نجحت فى سوريا وليبيا واليمن.
دعونا نتحدث بوضوح.. كانت الأمور والمخططات والمؤامرات خلال وجود مركز قيادة قوى الشر.. وغرف عملياتها التى تدير هذه المؤامرات فى دول المنطقة العربية.. ونالت من العراق والصومال وسوريا وليبيا واليمن.. وهددت مصر وتونس وعندما انكشف المخطط وفشل- وأقصد الشرق الأوسط الكبير- ولم يحقق غالبية أهدافه حيث كانت مصر هى قلب «الخرشوفة» والجائزة الكبرى لكنها نجت من براثن مؤامرة شيطانية تكالبت عليها قوى الشر من كل صوب وحدب.
السؤال الذى أعيد طرحه.. هل انتقلت مراكز قيادة المؤامرة على المنطقة العربية إلى مسارح عمليات أخرى تستهدف قوى ترفض الهيمنة أو ارجاعها للخلف فى ظل تنامى قوة هذه الدول العسكرية والاقتصادية مثل روسيا والصين.. لتضرب قوى الشر وبحجر واحد عشرات العصافير وتحقق أهدافاً كثيرة بدلاً من التواجد فى الشرق الأوسط فقط.
لا شك أن الأزمة «الأوكرانية- الروسية» ولا أريد تكرار أسبابها وتفاصيلها لكن من الواضح ان هناك قوة كبرى مهيمنة تدير المشهد من خلف الستار وتصر على تهديد أمن قوى أخرى بالتنصل من الاتفاقيات التى تمت الموافقة عليها مسبقاً.. ومحاولة الاقتراب من حدودها بترسانة من الأسلحة الخطيرة.. فى حين ترفض القوى الأخرى هذا الاقتراب والتواجد على حدودها.
لكن تداعيات وتأثيرات وتحديات الأزمة العالمية أخطر من التواجد المباشر فى المنطقة ومن الواضح ان من يرسم من خلف الستار يدرك ماذا يريد.. وما هى الأهداف التى يريد تحقيقها لتضرب بقوة أهدافه القديمة والجديدة معاً.
لا شك أن الأزمة «الروسية الأوكرانية» كشفت العديد من الخبايا.. فوجود الصراع بين روسيا وأوكرانيا.. بطبيعة الحال له تداعيات خطيرة وكارثية على دول العالم وفى القلب منها دول المنطقة العربية.. وتضييق الخناق عليها.. وتحد من تقدمها بوثبات وقفزات عالية وتسعى قوى الشر للإضرار والوقيعة بعلاقة الدول بشعوبها مما يؤدى إلى احتقان بسبب تداعيات وتأثيرات اقتصادية سلبية على الدول والاقتصادات الناشئة.. وهو الأمر الذى يحتم على هذه الدول ترتيب أولوياتها وإعطاء أولوية لأول الهدفين التاليين:
الأول: هو الحفاظ على حالة الرضا لدى المواطن بتوفير احتياجاته من السلع الأساسية والتوسع فى إجراءات الحماية الاجتماعية ومحاربة الجشع والاحتكار والمغالاة فى الأسعار وأيضاً زيادات فى المرتبات والمعاشات لمواجهة التحديات الاقتصادية لتداعيات الأزمة العالمية.
الثانى: هو الحفاظ على الاقتصاد وبقدر الإمكان على معدلات النمو وتنشيط السوق واستمرار العمل والإنتاج.. ومنح امتيازات للمودعين واتخاذ إجراءات تضمن توفر الدولار والاستغناء عن الأمور التى تعد من الكماليات والرفاهية ولا تعد سلعاً أساسية لتوفير الدولار.. وطبعاً لفقه الأولويات الأساسية.. وهو ما فعلته قوى الشر حيث تريد من خلال الإدارة الشيطانية للأزمة الروسية- الأوكرانية والعمل على مقاومة انتهائها تعزيز استمرار التداعيات لمزيد من خنق الدول بهدف إحداث بلبلة وسخط ووقيعة بسبب تداعيات الأزمة على المواطن.. من هنا تسعى قوى الشر للتخلص من الصداع الروسى وتنفيذ مخططاتها ضد الدول التى دخلت ضمن ربيع الخراب العربى.. بعد فشله فى اصطيادها.
قوى الشر تريد من الأزمة العالمية أهدافاً كثيرة.. لكن وعى الدول وكفاءة إدارتها تحول دون ذلك من خلال الإجراءات الاقتصادية.. وأيضاً بوعى شعوبها لكن قوى الشر تلعب على إطالة أمد الأزمة لإحداث أكبر قدر من الخسائر والتأزيم الاقتصادى.. وتعطيل مسيرة الاقتصادات الناشئة والصاعدة بقوة.
الحقيقة أن خروج إدارة المؤامرة من المنطقة إلى مناطق أخرى.. يحقق نفس الأهداف وربما أكثر وبتكلفة أقل وأدوات مختلفة فالأزمة العالمية.. تحقق أحلام وأهداف قوى الشر فى إضعاف الدول اقتصادياً وتنشيط حركة بيع الأسلحة ومنظومات التسليح كما ان أزمة كورونا أدت إلى نشاط شركات الأدوية فى بيع اللقاحات وتحقيق أرباح طائلة.. أهداف خبيثة ومحاولة لاستمرار الهيمنة والسيطرة من خلال التصدى مبكراً للقوة الكبيرة الصاعدة وتحجيم قدراتها واستنزاف اقتصاداتها.. وهو فكر خبيث ومخططات شيطانية تحت شعار «ليه تدفع أكتر لما ممكن تدفع أقل» والمستفيد الوحيد هى قوى الشر التى مارست الهيمنة وقتل ملايين البشر بالسلاح والفيروسات.. ودمرت وأسقطت العديد من الدول وشردت شعوبها تحت شعارات خدعت الشعوب للأسف منها الديمقراطية وحقوق الإنسان والازدهار والرخاء ولم تجن هذه الدول التى ذهبت إلى غياهب الضياع سوى الإرهاب والدمار والقتل والانفلات والتشرد حتى تحول العالم إلى معسكر ومخيم للاجئين من كل فج عميق ومعاناة إنسانية بفعل الشيطان الأكبر الذى يدير المؤامرات والمخططات من خلف ستار ولا يبحث سوى عن مصالحه ويخدع ويدغدغ عواطف ومشاعر شعوب العالم المغيبة بشعارات رنانة تحولت إلى كوابيس وكوارث وضياع حتى باتت الشعوب تلعن نفسها واليوم الذى صدقت فيه هذه الخزعبلات وتعض أصابع الندم.
لكن من وراء الأزمات تظهر الدروس والعبر.. فأحاديث الإفك التى تروجها قوى الشر عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وعدم العنصرية والمساواة وعدم التمييز والتطرف والتشدد كلها سقطت بلا رجعة وانكشفت أهدافها الخبيثة.. فهل بعد كل ذلك التمييز والدمار والخراب والقتل والعنصرية يمكن أن تثق شعوب العالم فى أحاديث قوى الشر والهيمنة التى تجثم على صدر العالم.. هل الحديث عن حقوق الإنسان فى ظل ما نراه مما اقترفت أيديهم من تشريد الملايين وطرد اللاجئين والتفرقة والتمييز والعنصرية حتى فى دخول دولهم.. له جدوى أو مصداقية؟!.. هل يجرؤن على مخاطبة الدول بتقارير حقوق الإنسان المفبركة ومسبوقة الدفع.. هل الذين تم تجنيدهم من أفراد وشخصيات وجماعات الخيانة.. لهم قدرة على مخاطبة الناس بعد أن سقطت الأقنعة من على الوجوه.
من أهم إيجابيات الأزمة الروسية- الأوكرانية انها كشفت الحقيقة لشعوب العالم وأكدت ان الدول التى تتشدق بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان هى أقل من أن تتحدث عن هذه المبادئ.. وان الدول المتهمة بالتقصير والتفريط فى هذه المبادئ أفضل بكثير من دول قوى الشر التى لطالما خدعت وذلت وتآمرت على الانسانية ودمرت وأسقطت الدول وشردت الشعوب.
نحن أمام حالة من الانكشاف التاريخى لقوى الهيمنة والخداع والتآمر.. لم يعد خطابها المصدر للدول والشعوب يأتى بجديد أصبح مستهلكاً منتهى الصلاحية بعد أن ظهر الوجه الحقيقى لقوى الشرى.. فبعد ما حدث فى العراق وأفغانستان وسوريا وليبيا واليمن والصومال وبعض الممارسات التى جاءت فى خضم الأزمة الروسية- الأوكرانية من عنصرية وتمييز وتآمر ومخططات شيطانية ومحاولات الاضرار بالدول عن بعد.. كل ذلك أيقظ وعى الشعوب.. لكن نحتاج جرأة فى الخطاب الإعلامى لتوضيح واستعراض حالة التناقض والانكشاف التى تمارسها قوى الشر والهيمنة حتى نفسد خطاباتها التى تنشر الفتن وتدعى الفضيلة والانسانية.. وهى بؤر للشر والمعاناة والإرهاب والتمييز والتعصب والتشدد والعنصرية لم تعد الشعوب متيمة بالشعارات التى تروجها قوى الشر.. الشعوب تريد العيش فى سلام.. لم يعد يخيل أو ينطلى عليها ألاعيب قوى الهيمنة والمؤامرات لذلك فإن تكاتف وتضافر واصطفاف الشعوب حول أوطانها ودولها هو الحل الوحيد والسبيل الأمثل للنجاة من براثن المؤامرات والمخططات والعبور الآمن بقارب الوعى والفهم والإدراك لما يدور ويحاك لبعض الدول وشعوبها.. التاريخ أثبت أن هؤلاء الأشرار لا يبحثون عن الحق أو الخير أو صالح الشعوب إنما يبحثون فقط عن أهداف الشيطان وإغراق الإنسانية فى مستنقع المعاناة والعنصرية وجحيم الفقر والمرض والتشرد.
خلوا بالكم من أوطانكم.. خلوا با لكم من دولكم.. آن الأوان أن ندرك عظمة وقيمة هذه المقولة، إنهم لا يريدون لنا الخير.. ويرفضون تقدمنا.. ويعطلون مسيرتنا.. لكن إرادتنا وعزيمتنا واصطفافنا أقوى وأعظم من المؤامرات والمخططات الشيطانية.