الثلاثاء 4 يونيو 2024

كاتب سياسى: يجب إتاحة الفرصة لتتوصل لتسوية سلمية للأزمة الأوكرانية

روسيا وأوكرانيا

عرب وعالم29-3-2022 | 10:45

دار الهلال

أعرب الكاتب الصحفى سيمون جنكينز في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن موقف الرئيس الأمريكى جو بايدن من الحرب الحالية في أوكرانيا تخدم مصالح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، مؤكداً في نفس الوقت علي أهمية التوصل لتسوية سلمية للصراع هناك.

وأشار جنكينز في مقاله إلى أن القاعدة المعروفة في الحرب تقول أنه يجب عليك أن تتخيل أهداف خصمك التى يريد تحقيقها وتفعل عكس ما يريده.

ويوضح الكاتب أن الرئيس بوتين تمكن من إقناع الشعب الروسى أن العملية العسكرية التي بدأها في أوكرانيا أواخر الشهر الماضى لها مبرراتها وتهدف إلى إجهاض مخططات حلف شمال الأطلسى والدول الغربية التى تستهدف روسيا وتسعي إلى الإطاحة به شخصياً وهو ما صدقه الشعب الروسى ولذلك منحه تأييده.

ويضيف الكاتب أنه علي الجانب الآخر، فإن حلف شمال الأطلسي مازال متردداً في تقديم الدعم العسكرى لأوكرانيا لتعزيز قدراتها العسكرية في مواجهة القوات الروسية على أساس أن الصراع فى أوكرانيا صراعاً ثنائياً يقتصر على طرفيه فقط - روسيا وأوكرانيا - وهو صراع له جذوره التاريخية بين الجانبين.

ويوضح الكاتب أن مجاراة بوتين في موقفه ينطوى على مخاطر كبيرة لإنه يعنى إحياء العداوة القديمة التي شكلت ملامح مرحلة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتى والدول الغربية لأن تقديم الدعم العسكرى لأوكرانيا قد يؤدى إلي تصعيد خطير لايمكن التنبؤ بعواقبه.

ويشير الكاتب إلي أن الموقف الأمريكى من الحرب في أوكرانيا يتسم بالتناقض، فقد أعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن في يناير الماضى أن أى عملية عسكرية في روسيا ستكون محدودة النطاق ولن تستمر لفترة طويلة بينما عاد وأصدر تصريحاً الأسبوع الماضى أثناء زيارته للجنود الأمريكان فى بولندا أن المقاومة الأوكرانية ستواجه القوات الروسية ببسالة حين يقوم الجنود الأمريكان بمساندتهم هناك وأن أمريكا سوف ترد بالمثل على أى هجوم بالأسلحة الكيماوية على أوكرانيا واستطرد بايدين في حديثه متهماً الرئيس بوتين بأنه "سفاح" و" لا يجب أن يستمر في السلطة".

ويضيف الكاتب أن البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية أسرعوا بالتأكيد على أن الرئيس بايدن لم يكن يقصد ما يقوله إلا أن تصريحاته تلك - كما يقول الكاتب - تشى بأن قائلها لا يمكنه السيطرة على لسانه، فقد سارعت وسائل الإعلام فى موسكو بنشر تصريحات بايدن العدائية ضد الشعب الروسى بينما أكدت فرنسا وألمانيا موقفهما الرافض للتورط فى الحرب في أوكرانيا وهو موقف ينذر بحدوث حالة من الانقسام فى الوحدة الهشة بين أعضاء الحلف.

ويقول الكاتب إن تعليق الدبلوماسى الأمريكى المخضرم ريتشارد هاس على تصريحات بايدن أوضح خطورة الموقف حيث قال أن تصريحات بايدن تعكس اختلاف الرؤي وحالة من الانقسام داخل الإدارة الأمريكية لأنها كشفت عن موقف بايدن الحقيقى من الصراع في أوكرانيا والداعي لتوسيع نطاق الحرب هناك.

ويعرب الكاتب عن اعتقاده أن الحرب في أوكرانيا تتسم بحالة من الالتباس فلا ندرى إن كانت هذه الحرب في بداية النهايات أم نهاية البدايات فالصراع على الأرض يكاد يكون متوقفاً تماماً الآن بعد أن قدمت الدول الحلفاء ما تستطيع تقديمه من الدعم اللوجيستى الذى يضمن لها عدم التورط المباشر فى مواجهة مسلحة مع روسيا لأنهم يدركون تماماً أن مجرد تواجد قوات لحلف شمال الأطلسى على أرض المعركة فى أوكرانيا سوف يؤكد رواية بوتين للشعب الروسى حول مبرراته للقيام بالعملية العسكرية فى أوكرانيا وفى الوقت نفسه ينذر بتصعيد خطير للصراع هناك بحيث تصبح أوكرانيا حماماً من الدماء.

ويختتم الكاتب مقاله مؤكداً أن الفكرة التى يجب أن تسود عن الحرب الدائرة حالياً فى أوكرانيا هى أنها صراع أوكرانيا مع بوتين وليس صراع الغرب مع روسيا، وذلك من أجل إتاحة الفرصة لتحقيق تسوية سلمية لهذه الحرب.