أكد د. سامح فوزي الكاتب والمحلل السياسي ان الشرق الاوسط يمر بهندسة إقليمية جديدة، لم يكن أحد يتوقعها منذ عشرة سنوات.

وأضاف أن اجتماع وزراء خارجية الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل والإمارات والبحرين في النقب دلالة علي ذلك. 

وأضاف في برنامجه الاسبوعي "اخر الاسبوع" علي قناة مي سات الذي تقدمه الاعلامية ألفت كمال، ان هناك ترتيبات أمنية واقتصادية جديدة في المنطقة تقف في خلفيتها ايران، واعادة ترتيب الولايات المتحدة لاولوياتها في المنطقة، فضلا عن تداعيات الازمة الازمة الروسية الاوكرانية علي صعيدي الغذاء والطاقة في منطقة تعاني من مشكلات اقتصادية واجتماعية وتحديات ارهابية وضعف لجهاز الدولة في العديد من البلدان. 

وأشار فوزي الي ان زيارة وزير خارجية قطر الي مصر، وايضا رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق اول عبد الفتاح برهان يؤكد علي محورية الدور المصري، وصعوبة تجاوزه، وهو ما ظهر في قمتي شرم الشيخ والعقبة.

وعلى صعيد الازمة الروسية الاوكرانية، قال د. سامح فوزي ان روسيا علي ما يبدو بدأت تتبنى موقفا فيه بعض المرونة في المفاوضات الجارية في تركيا خاصة بعد ان جاء الرد الصيني المحايد علي غير ما توقعت، فضلا عن ان التقديرات الأولية لديها لم تكن دقيقة بشأن سير العمليات العسكرية، والدعم الغربي الكثيف لاوكرانيا، وكذلك موقف الدول الاوروبية حيث تصورت مثلا إمكانية حياد ألمانيا وإيطاليا في هذه الازمة، وهو الأمر الذي لم يحدث، وتسعى موسكو حاليا الى بسط سيطرتها علي الجزء الشرقي من أوكرانيا، ويصعب ان تقبل اوكرانيا وحلفائها الغربيون بذلك. وأضاف أن هزيمة روسيا او ضعفها قد يترك آثارا علي المنطقة العربية ليس أقلها سعي داعش وغيره من التنظيمات المتطرفة الي ملء الفراغ. ولفت إلى أن الساحة الروسية علي ما يبدو تموج بتغيرات كثيرة، ليست لدينا معلومات كثيرة عنها، لكن هناك مؤشرات بأن هناك تململ في الجبهة الداخلية، وشعور بقسوة العقوبات الاقتصادية المفروضة، وخلافات داخل النخب السياسية والامنية والمالية.  وتابع فوزي: ان أوروبا لن تستطيع أن تستغني عن النفط والغاز الروسي في الأمد المنظور، وأن اصرار روسيا علي استخدام الروبل بدلا من الدولار او اليورو يعقد الموقف، وإذا نجحت في ذلك فسوف تخلق نظاما عالميا جديدا تنفصل فيه الطاقة عن الدولار.