الأربعاء 22 مايو 2024

أشهر الأضرحة والمقامات.. «سعد زغلول» (4-30)

صورة ارشيفية

ثقافة5-4-2022 | 21:41

بيمن خليل

تعتبر الأضرحة هي مُشيَّدة معمارية تُبنى على قبر أحد الأشخاص تخليدًا لذكراه، ويختلف عنه المقام لأنه ليس بالضرورة أن يكون المقام مكان دفن أو قبر بل من الممكن أن يكون مكان إقامته في يوم من الأيام أو مكان كان يمارس فيه طقوسه الدينية، أو كان يمر عليه في يوم من الأيام، فأخذ المكان شهرته أو ذاع بين الاس على أنه أحد مقاماتهم فيشيدوا على هذا المكان بناء أو مكان مخصص للعبادة يزوره الناس، ومن أشهر هذه الأضرحة والمقامات:


ضريح سعد زغلول


ضريح سعد زغلول هو الضريح الذي يحتوي أو يضم رفات زعيم الأمة المصري سعد زغلول، والذي بدأ إنشاؤه عقب وفاته عام 1927م، ومن ثم نُقل إليه رفاته بعد أن اكتمل بناؤه بحوالي 9 سنوات.

يقع ضريح سعد زغلول في شارع الفلكي، الموازي لشارع قصر العيني، وتبلغ مساحة أرض الضريح 5225 مترًا مربعًا (55 × 95 مترًا)، والضريح مبني في وسطها على مساحة 625 مترًا مربعًا تقريبًا (25 × 25 مترًا) تحيط به حديقة تشغل باقي المساحة. 


عقب وفاة سعد قررت الحكومة المصرية حينذاك إقامة وبناء ضريح له يُبنى بالقرب من بيته، وقبل أن يكتمل البناء، دفن أولًا لفترة مؤقتة في مقابر الإمام الشافعي لحين اكتمال البناء، كما قامت الحكومة أيضًا بتشيد تمثالين للزعيم الراحل سعد زغلول الأول في القاهرة بالجزيرة والثاني في الاسكندرية بمحطة الرمل.


تبع قرار الحكومة ببناء ضريح وتمثالين لسعد زغلول رفض وغضب السراي الملكية والإنجليز اعتراضًا على هذين الأمرين، وكان اعتراض السراي وقتها أن ليس لمحمد على باشا الكبير وابنه إبراهيم باشا الكبير سوى تمثال واحد فقط، وأن الخديوي إسماعيل لا يوجد له أي تمثال، فكيف لسعد أن يبنى له تمثالان؟


وجاء اعتراض الإنجليز في الصحف حينذاك على هذا المشروع لأنهم يروون أن بناء التمثالين والضريح محاولة إذكاء دائمًا للشعور الوطني وهذا ما كان يرفضه الإنجليز، ولكن بعض المسؤولين الإنجليز قد نفوا وقتها ما قيل عن اعتراض حكومتهم.


اكتمل بناء الضريح  في عهد وزارة إسماعيل صدقي عام 1931، وكان من أشد خصوم سعد زغلول، وعارض وقتها جعل الضريح الضخم لشخص واحد فقط، واقترح تحويل الضريح إلى مقبرة كبرى تضم رفات كل الساسة والعظماء، غير زوجة سعد زغلول رفضت ذلك بشدة، وأصرت على أن يكون الضريح خاص لسعد فقط، وفضلت أن يظل جثمانه في مقابر الامام الشافعي إلى أن تتغير الظروف السياسية وتسمح بنقله في احتفال يليق بمكانته التاريخية كزعيم للأمة.


وشيد الضريح على طراز فرعوني به أعمدة ضخمة من الجرانيت، والتركيبة فوق المدفن كتلة ضخمة من الجرانيت الفاخر، واختير الطراز الفرعوني ليكون الضريح لكل المواطنين دون طائفة منهم، غير أن اختيار الطراز الفرعوني واجه بعض الانتقادات، أشار إليها الشاعر يوسف حمدي يكن في رباعية قصيرة نشرها بمجلة الهلال في نوفمبر 1932، قال فيها:


يا سعدُ: مثواكَ القلوبُ، بها .. ذكراكَ متصلٌ بها الأملُ
عابوا ضريحكَ ـ جاهلينَ ـ على .. رغمِ الحقيقة، إنهم جهلوا
إنّا بنو مصرٍ نُتابعُ ما .. تركَ الجدودُ لنا، وما عمِلوا
نبني كما كانت أوائلُنا .. تبني، ونفعلُ مثلما فعلوا

 

الاكثر قراءة