فى «ناس بتعيش بينا» غاوية هجوم وسب ولعن وإلقاء المسئولية على الآخرين.. فى حين لو أنهم نظروا تحت أقدامهم أو سألوا أنفسهم أو نظروا فى المرآة.. لوجدوا أنهم ليسوا من الشعب بل إنهم ممن يبيع ضميره.. ومن يمارس الفساد والرشوة.. ومن هو الموظف الذى يمنح من لا يستحق ويحرم من يستحق.. هى عزبة اتحاد الكرة مين السبب فيها.. هل هؤلاء الأعضاء ليسوا من المواطنين المصريين.. وإيه حكاية «اليوروهات» اللى عاوزين نخلصها.. وإيه الموظف اللى ضميره انتحر.. وطول النهار بيلعن فى الحكومة ويتهم الدولة بالتقصير هو إحنا ليه بنتهم الدولة.
رغم أن «شغل الـ 3 ورقات» والأبواب الخلفية.. بدعة مصرية 100٪ والبطل فيها المواطن بنسبة 100٪ اسأل السايس أو بتاع الشاى والبوفيه.. اسأل «القهوة» آخر النهار.. اسأل بعد الـ «ابجنى تجدني».. اسأل عن مبدأ شيلنى واشيلك.. يا عالم إحنا السبب.
من هو الفاسد والحرامى والمهمل والمقصر والمحرض والمتطرف والمجرم والنشال واللى بيخلف عشرة واللى يتعاطى مخدرات.. للأسف العيب فينا.. مش فى الحكومة.. اسأل نفسك.. واسأل روحك.. قبل ما تقول عني!!
«الفهلوة» فتح مخك.. «مال الحكومة حلال».. الشاى بالياسمين.. «ابجنى تجدنى».. أمراض مجتمعية وشعبية مزمنة
أخطر تحد وتهديد يواجهنا ليس من الخارج.. لأننا نمتلك القوة والقدرة على المواجهة.. ولم يعد الإخوان المجرمون مصدراً للتهديد بعد أن دخلت الجماعة فى الرمق الأخير من حياتها وتعيش حالة الوفاة «الإكلينيكية» بعد التعرى والافتضاح والانكشاف وسقوط التنظيم الإرهابى حتى تحول إلى خرقة بالية وسلعة منتهية الصلاحية وسوف تلقى الشعوب بالإخوان فى سلات «القمامة» بعد سقوط كامل الأقنعة عقب عرض مسلسل «الاختيار ــ 3».
إذا كانت المخاطر والتهديدات الخارجية لا تخيفنا لأننا قادرون على التصدى لها.. ولم يصبح الإخوان المجرمون خطراً بعد اكتشاف الشعوب خيانتهم بفضل عبقرية المصريين.
إذاً من أين يأتى الخوف؟.. الخوف من داخلنا.. العيب قد يكون فينا لابد أن نحافظ على وحدتنا واصطفافنا ووعينا وفهمنا وإرادتنا.
للأسف الشديد هناك ظواهر غريبة وشاذة وعودة إلى الوراء.. وأقولها بكل أمانة ونزاهة وتجرد وموضوعية.. فإن الدولة المصرية على مدار ٧ سنوات تخوض حرباً شرسة ومقدسة ومعركة بلا هوادة.. وتبنى عقيدة ثابتة واستراتيجية وطنية لاستئصال الفساد واقتلاع جذوره وقطع دابره وإزالة هذا الورم الخبيث وبالفعل حققت نجاحات كبيرة وأصبحت محل احترام وتقدير العالم.. الحقيقة أن الفساد غادر الرأس ونزل إلى الأرجل بالمعنى البلدى الفساد لم يعد فى الكبار كما كان فى الماضى ولكن فى الصغار.. بعض الموظفين.. بعض المسئولين.. مقدمى الخدمات التى توفرها الدولة.. فى بعض الاتحادات الرياضية.. والحقيقة أن مقاصد الدولة هى توفير الخدمة للمواطن بأعلى جودة وبأعلى معايير النزاهة والشفافية وبتيسيرات كبيرة، لكن شغل الـ «3 ورقات» واحتيال بعض الموظفين والالتفاف من أجل ابتزاز المواطن.. وهناك قصص وحكايات تبدأ من السايس أبو «نوتة» فى الشارع إلى الموظف فى الطابق الأعلى فى المجمع الخدمى تحت شعار «أبجنى تجدني».
المواطن أيضاً يتحمل المسئولية لأن يستسلم بسرعة ولا يصر على الحصول على حقه بالطريق المشروع الذى كفلته ووفرته الدولة وأنفقت عليه المليارات.. اسأل عن الرخص والتراخيص أو إصدار الشهادات أو البيانات أو قصص الورق المضروب.
قصة غريبة.. دخل الموظف المنزل فى مصر القديمة ليحدد للمواطنين الوحدات السكنية البديلة.. وفاجأ إحدى السيدات بقوله ليس من حقك الحصول على وحدة سكنية.. قامت الدنيا ولم تقعد.. شتائم وبذاءات وتعديات وتراشق.. لكن الابن الأكبر للسيدة أدرك أين يكمن الحل «والفولة» فين؟، وضع يده على كتف الموظف ونزل به إلى الشارع وعزمه على شاى واضح أنه بالياسمين فجأة تحول بقدرة قادر إلى أن السيدة لها حق فى وحدة سكنية.. لا أدرى ما سأقوله حقيقى أم لا بعض الموظفين يتلاعبون بالناس يضعون أوراق القرعة بأسماء الفائزين مسبقاً من الأحباب وطبعاً الشاى بالياسمين وعند السحب.. يفوز هؤلاء لأنه لا توجد أسماء غيرهم حتى لو سحب الطفل «الرضيع» والسيناريو متفق عليه والسيد المحافظ لا يعلم شيئاً.. لكن شغل ٣ ورقات بتاع موظفين فاسدين.
«شغل ٣ ورقات» فى اتحاد كرة القدم تحول إلى ورم خبيث سرطان كتبنا وقلنا كثيراً مراراً وتكراراً إن الفساد فى اتحاد الكرة متجذر.. وصنع أجيالاً وراء أجيال حتى ورثوها للأحفاد.. فساد فى كل خطوة وقرار حتى فى الهواء الذى يتنفسونه عمولات وسمسرة وعلاقات وسفريات ومجاملات و«شيلنى واشيلك».. كلام حسام البدرى مع بسمة وهبة لابد أن يؤخذ بمأخذ الجد.. وأول شخصية يجب أن تستدعى ويحقق معها ويسمع أقوالها هو حسام البدرى نفسه.. فلماذا تحدث حسام الآن.. ولماذا سكت وصمت وهل يمكن أن يتصور بشر أن يقول أحمد مجاهد «عندنا شوية يورهات عاوزين نخلصها ونجيب فينجادا».. طبعاً أنا لا أتهم أحداً.. ولكن أسمع أن تعاقدات المديرين الفنيين الأجانب فيها رقم مكتوب على الورق العقود يعني.. لكن المدرب يأخذ رقم.. والشلة رقم من تحت الترابيزة وطبعاً يوافقون على أى رقم للمدرب الأجنبى الكبير الجهبذ يعنى ممكن يأخذ على الورقة 100 ألف دولار شهرياً ولا يستحق 25٪.. يتقاضى هو من 40 إلى 50 ألف دولار.. وتوزع النسبة الباقية على شلة الفاسدين والمنتفعين.. حد قدر يمسكها.. المدرب يتسلم مرتبه وبيوقع.. أقول لك سر هناك لاعبون أفارقة ومن شمال إفريقيا وقعوا عقوداً بالملايين من الدولارات لم يحصلوا منها على 40٪ والباقى فى جيوب «البهوات» الفاسدين فى الأندية.
اتحاد الكرة وبعض الأندية وبعض الاتحادات تحولت إلى «عزب» وحتى لا أظلم اتحاد الكرة الحالى فأنا لا أعلم عنه شيئاً إلا تصريح لجمال علام أنه استلم الاتحاد والخزينة لا يوجد فيها مليم، والسؤال أين ذهبت ملايين اتحاد الكرة.. إذا كان رئيس الفيفا «سيب بلاتر» تم عزله وحياتو وغيره.. فهل من حساب لهؤلاء الذين تاجروا وأفسدوا وحرقوا دم المصريين لأنهم لديهم برود أعصاب غريب وتفريط فى سمعة الكرة المصرية.. فكروشهم انتفخت وخزائنهم عامرة بالمال الحرام.. وسهرات ولقاءات وشاليهات وقصور وعلاقات إياها ورمضان كريم.
والله والله وبكل نزاهة وموضوعية العيب فينا كمواطنين البعض طبعاً.. تقصير.. وجرأة على المال الحرام والفساد وشغل الـ 3 ورقات.
اتحاد الكرة نموذج لتخليق الفساد.. والسؤال لماذا الإصرار على المدرب الأجنبى والفريق المعاون له.. لماذا الإصرار على المدير الفنى لاتحاد الكرة.. ولماذا لا يكون شخصية مصرية كروية دولية.. هل أحمد حسام ميدو لا يصلح ولعب فى أعرق الأندية.. هل هانى رمزى لا يصلح؟ هل محمد زيدان وأحمد حسن وأحمد المحمدى لا يصلحون، على الأقل شبعوا من فلوسهم الحلال اللى كسبوها باجتهادهم وتعبهم بدلاً من «كدابين الزفة» والمنتفعين والأرزقية وكشوف ومظاريف.
لو شفتوا الناس كانت عاملة إيه فى نفسها بعد نهائى كأس الأمم وخسارتنا البطولة أمام السنغال.. والدموع والمحزنة فى مباراة الصعود للمونديال بداكار على يد نفس الفريق.
شغل «3 ورقات» أخطر تحد يواجه المجتمع أن المواطن يقصر فى عمله.. يعانى من السلبية واللامبالاة.. إنه يمد أيده على الحرام.. إنه يكذب.. إنه يهاجم وينتقد ويدعى الفضيلة.. وهو فاسد ومقصر ومهمل.. هو عاوز ينام.. والدولة والحكومة تصرف عليه وترسل له الطعام والشراب والمزاج كمان يسرق ويفسد.. ويدعى الشرف ويتاجر بالمبادئ.. حالة الازدواجية عند بعض الناس تحتاج خطة مواجهة وتنشئة جديدة.
الحقيقة أيضاً هناك مواطن من نوع آخر يصر على التمسك بأهداب الشرف والتعفف والالتزام والاجتهاد والضمير رغم الصعوبات التى تواجه حياته لا يكذب ولا يسرق ولا يفسد ولا يرتشي.. يكفيه أقل القليل وهو النموذج الأغلب بين المصريين الذين اختاروا طريق الحلال والشرف مهما تحملوا من مشاق وصعوبات.
بعض الناس «غاويين» شغل الـ «3 ورقات» و«التنطع».. للأسف فى قطاع من الموظفين عندهم كل مصلحة لازم تخلص بثمن حتى لو كانت فى يده وتخلص فى ثانية أو لى ذراع القانون يمنح الشيء لمن لا يستحقه على حساب من يستحقه.. وللأسف المستشفيات فيها أكثر وأمراض كثيرة، ربما يرحمنا «اطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة» وقال المولى عز وجل.. «وكان أبوهما صالحاً».. صدق الله العظيم من أجل تقوى الوالدين أو الأجداد.. المهم إن التقوى تقوى وتكسب وتربح وأكل الحرام والسحت هو نار فى البطون وكان الله فى عون الدولة والحكومة المصرية فى عهد لا يعرف إلا النزاهة والشفافية والطهر.. لكن البعض منا مفيش فايدة.
«الشيخة».. والإمام
نفسى أعرف إيه الفائدة التى يجنيها المواطن من مشاهدة برنامج الأستاذ إبراهيم عيسي.. وما هو المضمون والمحتوى الذى يهم الشعب المصرى وما هو الوعى فى ما يقوله الأستاذ إبراهيم عيسى ولماذا يصر على طرح هذه الأفكار الغريبة والشاذة التى وصلت إلى تقديس وأنوثة «البقر» وأنه يتعذب بسبب الأذان والتراويح.. ولماذا يخرج علينا بإنكار المعراج ثم يقول لنا ويخبرنا بأنه لم يقل هذا على الإطلاق.. وما أجبره على قول ذلك إلا الخوف.. وما هو سر إصرار الأستاذ إبراهيم عيسى على استفزاز مشاعر الناس سواء عموم المسلمين فى مصر والعالم العربى أو أهالينا فى الصعيد.. وما هى فائدة هذه المضامين الشاذة التى ترسخ الفرقة والانقسام والاحتقان وتنذر بفتن وكوارث خاصة أنها مضامين أقرب إلى التفاهة وتمضى فى مسيرة خالف تعرف.. واستعراض الذات المتضخمة والنرجسية غير المستندة على أى مبرر أليس هناك من يواجه ويعقب لله ويقول للسيد إبراهيم عيسى أنت أخطأت.. وأن برنامجك لا يسمن ولا يغنى من جوع.. يهدم ويخرب.. لا يبنى أو يعمر.
خطاب السيد إبراهيم عيسى لا يقل خطورة عن خطاب الإخوان أو الدواعش فنحن أمام أقصى اليمين.. وأقصى اليسار.. وربما أنا مطمئن لأمر مهم أن ما يقوله إبراهيم عيسى ليس بهدف بناء الوعى الدينى أو تصحيح مفاهيم مغلوطة أو حتى تطهير أو تنقية التراث.. ولكن مجرد لزوم السبوبة والصنعة وإزاى تربى الأرنب من الأرنب طبعاً مع اختلاف أنواع الأرانب حتى لو كان الثمن التجرؤ على الله ورسوله.
البعض من الناس يعتقد خطأ ويزعم أن السكوت فى حالة إبراهيم عيسى علامة رضا.. وهذا غير صحيح على الإطلاق.. ولكن الحقيقة أن ما يقوله السيد إبراهيم عيسى -وأجرى على الله- ليس إبداعاً ولا حرية رأى وتعبير.. ولا له علاقة بالدين بل خزعبلات وأمراض نفسية قديمة ومتوطنة فى الذات الخفية التى جاءت إلينا لتصنع تابوهات الفضيلة المزعومة.. وكلنا نعرف أن أدوار البطولة والمعارضة المزيفة كانت مرسومة ومصنوعة «أيام مبارك».. ولا تنطلى علينا «طرابيش» الإمامة التى يرتديها السيد عيسي.
الحقيقة أننا أمام مشايخ جدد.. وأئمة ودعاة «استايل».. مثل الشيخة إلهام شاهين والإمام إبراهيم عيسى «كرم الله وجهه».. ولا أدرى إذا كنا نتحدث عن إعلام الوعي.. فهل خروج إلهام شاهين وإبراهيم عيسى له علاقة ببناء الوعي؟! كامل احترامى وتقديرى للأستاذ إبراهيم عيسى والفنانة إلهام شاهين.. نختلف فى الرأى ووجهة النظر لكن لا نختلف على الاحترام والتقدير.
اتفقنا بعد كارثة ومكافحة الإرهاب والتطرف والتشدد.. إنه لا يحق لأحد الحديث فى الدين إلا أهل العلم والذكر والتخصص.. لكن هذا الرأى والقاعدة الراسخة لا تعجب السيد إبراهيم عيسي.. مش عارف هو عاوز إيه؟ وليه ولمصلحة من؟
تحيا مصر