أكد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أن تحقيق سلام دائم في كولومبيا يتطلب معالجة الثغرات الأمنية في البلاد.

وقال متحدثا في اجتماع لمجلس الأمن الدولي: "تكمن المشكلة الرئيسية في عدم قدرة الحكومة الكولومبية على ضمان الأمن المادي للمشاركين في عملية السلام والقادة العامين، ومهام التغلب على فراغ سلطة الدولة في المناطق النائية من البلاد، وكذلك تنفيذ إصلاح زراعي شامل وبرامج الزراعة البديلة للمخدرات".

وأضاف: "من الواضح أن خفض مستوى العنف وضمان سلامة المشاركين في عملية السلام هما عاملان رئيسيان في تحقيق سلام دائم".

وأشار إلى أن "هناك فجوات كبيرة في هذه القضايا، فالبلاد من حيث الجوهر، تعاني من مواجهة مسلحة وإعادة توزيع عنيفة لمجالات النفوذ الإجرامي، وصراع للسيطرة على تهريب المخدرات".

وتابع: "لقد تدهور الوضع الأمني لدرجة أن المحكمة الدستورية في كولومبيا اضطرت إلى إعلان بند غير دستوري وإلزام الحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة لتصحيح الوضع، وهناك شيء ما يجب تصحيحه، وعلى وجه السرعة".

ونوه إلى أن "315 مشاركا في عملية السلام قتلوا بالفعل في الاتفاق النهائي، وخلال العام الماضي وحده، زاد عدد حالات العنف المسلح بـ6 أضعاف".

وبدأ النزاع المسلح بين السلطات الكولومبية ومتمردي "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك) في الستينيات من القرن الماضي، إذ سقط نتيجته أكثر من 200 ألف شخص قتلى، وأصبح عدة ملايين لاجئين.

وفي عام 2016، في هافانا، وقع ممثلو الحكومة والقوات المسلحة الثورية لكولومبيا اتفاقية لإنهاء الصراع، تحت إشراف بعثة مراقبة دولية برعاية الأمم المتحدة، وتم إنشاء حزب سياسي للقوات، وعلى الرغم من ذلك، قرر بعض الأعضاء السابقين في المنظمة المتمردة لاحقا استئناف الكفاح المسلح.