الخميس 25 ابريل 2024

الابتسامة جواز مرور السياحة

مقالات14-4-2022 | 17:49

نتألم ونحزن لفقدان عزيز، بينما هناك ضرورة تفرض علينا مواصلة العمل ونحن مبتسمين، ربما تكون تلك قصة قرأتها على لسان أحد الفنانين وهو يروي موقفا حزينا مر به قبل أن يصعد إلى خشبة المسرح ليؤدي دوره الذي يسعد به الآخرين بينما هو يتألم، ربما يكون الموقف غريبا على البعض من خارج الوسط الفني. 

كان الأمر يظل لفترات طويلة حبيس النفس، إلى أن يخرج خلال مقابلة صحفية أو تليفزيونية، بينما اليوم يمكنك أن تتداول الصور والفيديو، وتعلق عليها من وجهة نظرك دون مراعاة للسياق الذي ترد فيه تلك الصور أو الرسالة التي تحملها بل يمكنك التأثير في صناعة المواقف من خلال السوشيال ميديا، وهو تأثير ناتج عن توجه جماعي تجاه حدث معين. 
وبحكم عملي الصحفي ومتابعة ملف السياحة والسفر، تداول بعض من جمهور السوشيال ميديا صورا لـ "سامية سامي" رئيس الإدارة المركزية لشركات السياحة، وهي تزور مصابي حادث أتوبيس معبد أبوسمبل، بعضهم انتقد ابتسامة المسئولة خلال زيارتها للمصابين، بحجة أن هناك ضحايا للحادث توفاهم الله، رحمة الله عليهم، لكن ما استوقفني تماما هو أن المسئولة تصرفت بالشكل الذي تحتمه عليها طبيعة عملها، بل إنها كانت مدركة لثقافة السائح الوافد من أوروبا والذي تعرض لحادث في بلادنا، وبالتالي كانت الابتسامة هي جواز المرور لهؤلاء المصابين وهي شكل راق من أشكال الاعتذار، وجزء أساسي من بناء الصورة الذهنية عن المصد السياحي، وطريقة إدارته، وهو أمر يؤثر في قرار زيارة السائح لمصر. 
علينا أن ندرك جيدًا أننا لسنا خبراء في كل الملفات، طريقة استقبال الآخرين لردود الفعل تختلف بين شخص وآخر كذلك بين مجتمع آخر، ربما تحرك الكتابة على منصات التواصل الاجتماعي الأمور بشكل سريع بحكم (اللايك والشير والتعليق) لكن يظل لدينا عقل يجب أن يدرك، ويزن كل فعل. 
 لك أن تتخيل عزيز القارئ أن هناك شركات للعلاقات العامة تتلقى الملايين من الدولارات لتقوم بتقديم النصائح للمقاصد السياحية حول إدارة الأزمات التي قد تحدث فيها، وذلك وفق دراسة مدققة حول السائحين وثقافتهم. 

صناعة السياحة ملف اقتصادي يؤثر بشدة في اقتصاديات الدولة، يمكن أن يؤدي تصرف فردي خطأ فيه إلى ضياع جهد حملات كبرى تتكلف ملايين من الدولارات لجذب السائحين وزيادة معدلات الحركة، بينما يمكن لصورة واحدة تتداولها وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، تمنحك فرصة لاستقبال مزيد من الحركة وهو ما يترجم إلى مزيد من العملة الصعبة التي تدعم العملة المحلية. 
علينا أن ندرك الجهد المبذول من مختلف القطاعات لزيادة معدلات الحركة خاصة وأن تأثير وباء كورونا وأزمة روسيا أوكرانيا لا تزال تلقي بظلالها على الأسواق، نحن في حاجة لدعم صناعة السياحة، إذا كان لدينا رغبة في خلق فرص العمل، ودعم العملة المحلية، تذكروا أن موقف مصر من السائحين العالقين خلال الحرب الحالية بين روسيا وأوكرانيا كان له أثر إيجابي على الحركة الوافدة من ألمانيا وبريطانيا. 

Dr.Randa
Dr.Radwa