السبت 18 مايو 2024

تكريم الإسلام لأهل الكتاب عامة وللرتب الكنسية المسيحية خاصة

مقالات15-4-2022 | 13:14

من المقرر شرعًا عصمة دماء وأعراض وأموال رجال الدين من أهل الكتاب، لأدلة شرعية إسلامية منها: في القرآن الكريم " وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ  (82)" سورة المائدة، وفي السنة النبوية "لا تقتلوا أصحاب الصوامع" (مسند أحمد المجلد الأول ص300)، وحديث "ستجدون قوما حبسوا أنفسهم لله فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له" (المنتقى للباجي مجلد3 ص167).

وفي الفقه التراثي الموروث الإسلامي تقرر شرعا أن "الراهب والراهبة حران لا يقتلان ولا يأسران ويترك لهم قدر الكفاية من الوسائل المعيشية" (حاشية الدسوقي المجلد2 ص177).

وابن حزم قال في كتابه مراتب الإجماع: "إن أهل الكتاب إذا جاء أهل الحرب -عدوان خارجي- يقصدونهم وجب على المسلمين أن يخروجوا لقتال المعتدين على أهل الكتاب ونموت دون ذلك لمن هو في ذمة الله ورسوله، فإن تسليمه يعتبر إخلال بعقد الذمة، وقال الإمام القرافي في كتابه الفروق: "إن عقد الذمة يوجب لهم حقوقا علينا لأنهم في جوارنا وفي خفارتنا وفي ذمة الله وذمة رسوله ودين الإسلام، فمن اعتدى عليهم ولو بكلمة سوء أو غيبة في عرض أحدهم أو أي نوع من أنواع الأذي أو أعان على ذلك، فقد ضيع ذمة الله وذمة رسوله وذمة دين الإسلام".

كتب خالد بن الوليد لأهل الحيرة: أيما شيخ من أهل الكتاب ضعف عن العمل أو أصابته آفة أو كان غنيا فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه، عِيلَ هو وعياله من بيت مال المسلمين، وكتب عمر بن العزيز إلى عدي ابن أرطقة عامله على البصرة بالعراق: وانظر قبلك من أهل الذمة من كبرت سنه وضعفت قوته وولت عنه المكاسب من الحق له ان يجرى له من بيت مال المسلمين ما يصلحه.

الحرية الدينية لأهل الكتاب من التسامح والمحافظة على الحقوق وتأمين العيش الكريم " لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" الأية 8 الممتحنة، وفي الحديث: من ظلم معاهدا أو انتقصه من حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شئيا بغير طيب نفس فانا حجيجه يوم القيامة" سنن أبي داوود كتاب الخراج 3052.

ومن حقوق أهل الكتاب الإقرار على دينهم والإبقاء على معابد أهل الكتاب وتحريم دمائهم وأموالهم وأعراضهم.

وتأسيسا على ما ذكر يجب الأخذ بالتدابير الأحترازية الوقائية بالحجر الفكري تماما على المؤسسات التي تدعو إلى الاحتقان الطائفي وتنشر الكراهية والازدراء، لأن مما تقرر لا يفتخر العلماء بكثرة العقاقير ولكن بجودة التدابير.

ختاما، الثقافة الأزهرية -بفضل الله عز وجل- تحترم أهل الكتاب ولأن ما ذكرته هي مراجع في الأزهر الشريف والمكتبة الإسلامية، أما الشواذ فيجب الحجر عليهم وهناك -للأسف- مؤسسات متسلفة نبهنا المجتمع منها مرار وتكرارا، بدون فائدة وبدون أن يستجيب أحد لكن المؤسسات المتسلفة يجب إغلاقها فورا من باب تجفيف المنابع، ويجب منع غير المتخصصين من الإفتاء في دين الله بغير تأهيل؛ ذلك إذا أردنا فعلا المعالجات بموضوعية وواقعية.

حفظ الله العالم بمسلميه وغير مسلميه واغتنم هذا التسجيل للمشاركة في ندوة المعالجات للوحدة الوطنية، وانا أقول الإيخاء الديني، ونحن ندين الإعتداءات على الرتب الكنسية، وعلى إخوتنا أهل الكتاب، وكذلك ندين وصفهم -لا قدر الله- بأنهم كفار وكذلك أغتنم المناسبة واقترابنا من عيد القيامة والانتهاء من الصوم المسيحي فكل التهاني والأماني لإخوتنا أهل الكتاب وهم بخير ونسيج واحد.

وأنا لا أقول جناحي الوطن فهم نسيج واحد لا يعلم المسلم من المسيحي ونسأل الله أن يحفظ مصر من الشرور والأشرار.

الاكثر قراءة