الجمعة 26 ابريل 2024

الهوية المصرية وطبيعة النسيج الوطنى

مقالات15-4-2022 | 16:18

 

هويتى الدينية كمسلم ، لا تتنافر  مع هوية أخى المسيحى الدينية ، بل تتناغم فى المشتركات الأخلاقية وتتسامح فى الاختلافات العقائدية (لكم دينكم ولى دين ) ، وهويتنا الدينية كمسلمين ومسيحين لا تتعارض مع هويتنا الوطنية كمصريين .

فالمصري القديم ركع وسجد وقدس وزرع أرضه وحماها وكان ظهيراً لجيشه، وهو الذى استقبل العذراء والسيد المسيح وحماهما من بطش الروم، وهو الذى استقبل المسيحية واعتنقها، وهو نفسه الذى استقبل الإسلام واعتنقه الكثير وحافظ على المسيحية فى نفس الوقت .

هو نفس المصرى الذى لم يسمح بالذوبان فى ثقافات وحضارات الغير ، بل ذابت بين يديه كل الثقافات والحضارات

إن مصر تجربة إنسانية حضارية عجيبة (نسخة واحدة لا تتكرر)، ويمثل الدين جزءًا كبيرًا من تكوين المصرى القديم والمصرى الحديث.

ولم يكن يوماً اختلاف العقائد بين المصريين أداة ضعف  للدولة المصرية ، بالعكس.. كان هذا الاختلاف أداة قوة وإصرار على التمسك بالولاءوالانتماء لمصر ، وقد شهد بذلك  الكثير من المؤرخين ، فضلاً عن التاريخ القديم والحديث للمحروسة المؤكد لذلك .

والمصريون  القدماء كانوا أشد الأمم تديناً بإجماع المؤرخين، حتى قال شيخهم هيروديت: "إن المصريين أشد البشر تديناً، ولا يُعرف شعب بلغ فى التدين درجتهم فيه، فإن صورهم بجملتها تمثل أناساً يُصلون أمام إله، وكتبهم فى الجملة أسفار عبادة ونسك."

والآثار المصرية القديمة تحكى لنا كيف شكلت العقيدة محور حياة المصرى القديم ، فلولاها ما قامت تلك الأهرام، ولا شيدت تلك الآثار بجمالها وزخرفها وقوة بنيانها، ولولا الإعتقاد بحياة الأرواح ما اخترعوا تحنيط الأجسام.

لقد دخل الدين كعنصر قوى فى كل أعمال المصريين القدماء  الخاصة والعامة، وكل دارس لتلك الحضارة العظيمة سيجد الدين فى الإرشادات الصحية، وأوامر الجند، وفى الحرب والسلم، وفى الزراعة .. إلخ.

وقامت فلسفة المصريين على العقيدة، وإعمال الفكر والعقل بحيث أن يكون الدين والعقل فى إطار فكرى واحد.

وهذه الجزئية ينبغى الوقوف عندها جيداًً، فالدين فى حياة المصريين القدماء لم يكن حجر عثرة أمام تقدمهم وانتصاراتهم وبناء وعيهم الدنيوي ، وهذا ردٌ مباشر وفاحم لمن يسوق ليل نهار  لأكذوبة أن الدين والتدين سبب تخلف المصريين.

وفى فترات كثيرة من تاريخ المصريين القدماء ظهر التوحيد وظهرت الأخلاق المرتبطة بها وكذلك الصلوات والأدعية التى تظهره، حيث يقول العلامة عالم المصريات جاستون  ماسبيرو (1846-1916) : " وكان إله المصريين واحداً فرداً، كاملاً، عالماً بصيراً، لا يُدرك بالحس، قائماً بنفسه ، حياً، له الملك فى السموات والأرض، لا يحتويه شيء، فهو أبو الآباء، وأم الأمهات ، لا يفنى ولا يغيب، يملأ الدنيا، ليس كمثله شيء ، ويوجد فى كل مكان.

هذا وقد تواردت عقيدة التوحيد على العقل المصري ،إما  بدعوة من الرسل الذين عاشوا فى مصر ، أو بالفطرة الإنسانية التى تميل إلى خالق واحد فرد صمد .

وقد ورد فى القرآن الكريم أن  نبى الله يوسف عليه السلام - وقد نشأ فى بيت عزيز مصر كما ورد فى سورة يوسف - ورد ما يفيد دعوته لصاحبيه فى السجن باعتناق التوحيد . قال تعالى : (قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّى إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخرةِ هُمْكَافِرُونَ* وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَآ أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ذلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَالنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ* يا صَاحِبَيِ السِّجْنِ ءَأَرْبَابٌ مُّتَّفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ* مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَآءً سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَءَابَآؤُكُمْ مَّآأَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ " ( 37- 40) سورة يوسف

ثم جاء موسى عليه السلام ، وذكّر  المصريين بدعوة يوسف عليه السلام كما فى قوله تعالى : " وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْفِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ (34) سورة غافر

ولعل أبرز مظاهر الدين عند المصريين القدماء اعتقادهم فى الحياة الآخرة، وأنها الباقية بعد هذه الدنيا الفانية ، فقد كانت الدنيا فى نظرهم  فترة قصيرة، وبعدها حياة سرمدية، بل إن الدنيا ما هى إلا ممر إلى دار الخلود.

وقد قام اعتقادهم بالحياة الآخرة على أساسين :

1- أن هذه الدنيا معترك يتنازع فيه الخير والشر ، والبر والفجور ، فَلَو لم يكن هناك يوم يحاسب فيه المسيء على إساءته، ويكافأ المحسنبإحسانه ما استقام العدل الإلهى .

وهذا بالطبع إجمالاً ما جاءت الأديان بتأكيده.

2- اعتقادهم فى النفس الإنسانية بأنها تنفصل عن الجسد، وهى لا تعيش إلا إذا كان الجسم سليماً، وسلامته هى الشرط لعودة الروح إليه ولذلك اخترعوا" التحنيط "

وكتاب " الموتى " من أعظم كتب التاريخ عظمة، وقد نقل الكثير من أسرار المصريين القدماء فى هذا الشأن .

ويشتمل الكتاب أيضاً على الكلمات السحرية التى تستعمل لعلاج الأمراض، وكذلك على الصلوات والأدعية، وعلى ما يجب للميت من تحنيط وطقوس دينية، وما يقوله الميت الذى أقيمت له المحكمة الإلهية فى اليوم الآخر.

وفي  خمسينيات القرن الماضي،  ظهر كتاب "الديانة المصرية القديمة"  ، لعالم المصريات التشيكوسلوفاكي ياروسلاف تشرني،  والذى يؤكد فيه  أن الدين لعب دورا هاما في حياة الإنسان المصري القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين ، فقد سيطر على كل شيء تقريبا، حتي إنه كان سبباً مباشراً ورئيسيا في تطور حياته المدنية والعلمية والفنية والأثرية، فلولا معتقدات المصريين الدينية ما رأينا المعابد والأهرامات والمقابر والتماثيل والتحنيط وغيرها.

 لقد سبق المصريون  سكان الكرة الأرضية إلى حمل لواء المعرفة, وفتح كثير من مغلقات العلم، وحل ألغاز الكون.

وفى كتابه "المصريون أول الحنفاء"،  ذكر الأستاذ الدكتور نديم عبدالشافى السيار أستاذ علم المصريات فى جامعة عين شمس (1946-2018) الكثير من  المعلومات حول المشتركات الدينية بين  المصريين القدماء والدين  الإسلامى.

 فكلمة «حنف» فى القواميس المصرية ، ولها صورة تفسيرية "إنسان راكع على ركبتيه ورافع يديه  إلى السماء، وكلمات هيروغليفية تقول الخاضع للإله الواحد.

وهذا المعنى لكلمة "حنف"  يتوافق مع معنى نفس الكلمة فى اللغة العربية  وفى القرآن الكريم ، حيث يقول الله تعالى: "وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ" البينة : 5

(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) النحل : 120.

وتدل كلمة حنفاء فى اللغة العربية  على الميل عن الضلال إلى الاستقامة، وذكر الدكتور السيار فى نفس الكتاب الكثير من الكلمات القرآنية المنبثقة عن اللغة المصرية القديمة.

يقول فى نفس الكتاب، كلمات: دين ، صوم ، حج، ماعون، حساب، آخرة، موت، سقر ، ثواب، كابا «كعبة»، كلها كلمات مصرية قديمة، وأن أجدادنا كانوا يصلون بعد الوضوء ، وكان لهم إمم أى إمام، وكانوا يصومون ، ويحجون ، ويزكون.

ويقول أيضاً  عالم المصريات نديم السيار : المصريون كانوا يتوضأون بنفس طريقة المسلمين حاليا وتبدأ بغسل الوجه والأذن والأنف ثم اليدين ثم وضع القدم اليمنى فى إناء ماء ثم القدم اليسرى.

 ويستدل بقول  والس بدج فى كتاب الموتى الفرعونى ترجمة د . فيليب عطية: أنه  كان لابد من ستر العورة قبل الصلاة ثم يبدأ المصلى يولى وجهه ناحية قبلى ناحية قبر اوزير فى ابيدوس

وكانت  أوضاع الصلاة خمسة :

1- الأذان

2- وضع الوقوف مع وضع اليد اليمنى على اليسرى  3- وضع الركوع

 4- وضع السجود

 5- وضع القعود

 يبدأ المصرى بالصلاة ويقول: "أيها الواحد الأحد.. الذى يطوى الأبد .. يا موجد نفسك بنفسك.. يا مرشد الملايين إلى السبل .. يا من يجعل الجنين يكبر فى بطن أمه .. لم أُلحق ضررا بإنسان.. ولم أتسبب فى شقاء حيوان .. ولم أعذب نباتا بأن نسيت أن أسقيه ماء .. بل كنت عينا للأعمى .. ويدا للمشلول .. ورجلا للكسيح وأبا لليتيم .. إن قلبى نقى .. ويدى طاهرتان " .

"أقدسك يا سيد الكون بما يليق من كلمات بصلوات تزيد من عظمتك بأسـمائك العظيمة ومظاهرك المقدسة التي ظهرت بها في اليـوم الأول للعالم".

"إني يا إلهي لم أجع ولم أبك أحدًا.. وما قتلت وما غدرت .. وما كنت محرضًا على قتـل".

ومن خلال هذه النظرة التاريخية لحقيقة الدين عند المصريين القدماء ، يتبين  الآتى:

1- لا يزال  الدين هو الدافع الأساسى   عند المصريين  للتعامل  فى كافة شئون الحياة ، وتطبيقاً لنظرية اللاوعى الجمعى التى اكتشفهاعالم النفس السويسرى ( يونج) ( 1875-1961)

فإن المصريين فى العصر الحاضر ورثوا صفات عديدة  من أجدادهم عبر مساحة اللاوعى الجمعى .

ونظرية التحليل النفسى فى علم النفس تقسم عقل الإنسان إلى قسمين:

 1- الشعور ( العقل الواعى )

 2- اللاشعور ( العقل الباطن )

وقد اكتشف يونج اللا شعور الجمعى وهو مساحة تختزن فيه خبرات الجنس البشرى المتراكمة عبر الأجيال مثل التدين وحب الأم والتضحية للوطن والتماسك المجتمعى.. إلخ

وبناءً على ذلك فإننا نجد التوافق فى كثير من جوانب السلوك بين المصريين وأجدادهم، ومثال ذلك ما يسميه المصريون بالشهامة، وهى سرعة الاستجابة لإغاثة ملهوف  أو تضحية بلا تفكير أو حساب.

فسلوك المصرى اليوم يتشابه كثيراً مع سلوك جده القديم بشهادة التاريخ والقرآن والواقع .

أما فى القرآن فقد ذكر  أن ثلاثة  من الأنبياء أنقذهم الله تعالى بشهامة المصريين القدماء ، وهم يوسف عليه السلام الذى باعه إخوته بدراهم معدودة وظل يتنقل كسلعة من تاجر إلى تاجر، حتى وصل إلى يد المصرى الذى قال كما سجل القرآن: "وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُمِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21).    سورة يوسف

بالطبع إشارة القرآن إلى جنسية هذا الرجل ( من مصر ) لها مدلول واضح  فى إظهار شهامة  المصرى الذى يمنح الخيربلا مقابل.

والنبى الثانى هو موسى عليه السلام ، فقد صنعت امرأة  فرعون مع موسى  ما صنعه عزيز مصر مع يوسف.

"وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9) سورة القصص.

والنبى الثالث هو عيسى عليه السلام مع عائلته المقدسة: "وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)  الأنبياء

وبنفس تلك الشهامة استقبل المصريون عدة ملايين من  دول عربية  بعدما سقطت بلادهم ، سوريين ويمنيين وليبيين وعراقيين .. إلخ.

وبنفس تلك الشهامة اصطف الشعب المصرى خلف جيشه فى الثلاثين من يونيو فى ملحمة ثورية تاريخية ليحافظوا على بلادهم من المؤامرات الدولية التى حيكت ضد مصر باسم الدين.

ومما يميز المصريين أيضاً دون غيرهم من الشعوب، هو  أن طبيعة المجتمع المصرى لا تسمح بتشكيل طائفيات..  فالمصرى  لا يمكن صبغه بأدوات وثقافة الطائفية ، ومن الإهانة الكبيرة للمصريين جميعاً وصف الإخوة الاقباط بأنهم طائفة .. هذا منافٍ للحقيقة والواقع ، لأن ما يجمع المصريين هو الوطن وفقط، وعلاقة جميع المصريين بالوطن فى إطار المواطنة .

وخلال سبعة آلاف عام  مرت على مصر الكثير من الثقافات والأديان والمذاهب  .. إلخ.  ظل المصريون  مصريين وفقط بهذه المواطنة .

نعم يوجد اختلاف فى العقيدة بين المصريين المسلمين والمصريين المسحيين ، ولكن توجد الكنائس بجوار المساجدوالعكس، والمصريون المسيحيون صمموا وشيدوا فى المساجد، والمصريون المسلمون شيدوا وبنوا فى الكنائس ، 

ولا يوجد فى مصر كما فى كثير من الدول التى تعانى من الطائفية  أحياء يعيش فيها المسيحيون وحدهم  أو العكس.

فأرجو من السادة الاعلاميين عدم ترديد هذه الكلمة المقيتة  "الطائفية"، لأنها لا تعبر عن الواقع المصرى.

وعليه.. فلا ينبغى الزج بالدين  فى المشاكل التى تحدث من حين لآخر  بين مسلمين وأقباط.. فالإرهاب قد استهدف المصريين جميعاً وكل المصريين دفعوا فواتير الإرهاب وسقط الشهداء من كل الفئات، من الجيش والشرطة  ومن الكنيسة ومن المساجد حتى من الأطفال، فتوحد المصريون من جديد وهزموا الإرهاب على هذه الأرض المقدسة.

ومن ظن من أعداء مصر أنه باستطاعته خلق فوضى خلاقة من جديد بملف المسلمين والأقباط، فهو واهم ..  لم يقرأ التاريخ جيدًا، وهوجاهل  بطبيعة نسيج هذا المجتمع الذى لا يمكن أن تضعفه تلك المحاولات الهزيلة القديمة .

ولا احتماء  للمصريين جميعاً  إلا بالله أولاً، ثم  بمصر ومؤسساتها الوطنية، وإذا كان بعض أهل الشر يخطط لإيقاع المصريين فى فخاخ العنصرية والطائفية، ويحلم بأن تكون الكنائس حماية للأقباط من المسلمين، وتكون المساجد حماية للمسلمين من الأقباط ، فإن المصريين سيبددون هذا الحلم الشيطانى  بالفعل وليس بالكلام والشعارات.

ولا أدل على ذلك من الموقف الوطنى والإنساني لنيافة الأنبا تواضروس  وقت استهداف الإرهاب للكنائس،  قال: "إذا أحرقتم الكنائس سنصلى فى مساجد إخواننا المسلمين".

كما وقفنا جميعاً  ضد من استهدف الإخوة الأقباط وقلنا له:  "لن نسمح لك بالنيل منهم  إلا بالمرور على جثثنا "، لأننا بالفعل جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالوجع والألم.

أنا هو وهو أنا.. اثنان حلا فى جسد

أنا هو وهو أنا .. اثنان

Dr.Randa
Dr.Radwa