أبو بكر الخوارزمي الشاعر الأديب الذي نافسه الهمذاني، وهو «أبو بكر محمّد بن العبّاس الخوارزميّ»، و يقال له أيضا الطبرخزيّ لأنّ أباه كان من خوارزم، وكانت أمّه من طبرستان أختا للمؤرخ محمّد بن جرير الطبريّ (توفي 310 ه-923 م) ، فنحتت له نسبة من اسمي البلدين.
وفق المرجع الإلكتروني للمعلوماتية ، فقد ولد أبو بكر الخوارزميّ سنة 323 ه(935 م) في خوارزم.
و لمّا شبّ بدأ يتطوّف في البلاد في سبيل العلم و المال.
و قد أقام حينا في الشام و اتّصل بسيف الدولة.
ثمّ أنه غادر حلب إلى بخارى و اتّصل بأبي عليّ البلعميّ وزير منصور (الأول) بن نوح السامانيّ (350-366 ه) ، و لكنّه فارقه وشيكا و ذهب إلى نيسابور.
ثمّ استأنف رحلة إلى سجستان و لكنّه لم يسرّ فيها فهجا و اليها طاهر بن محمّد فألقي في السجن مدّة.
بعدئذ قصد الصاحب بن عبّاد في أرّجان، و لكنّه هجاه أيضا و غادر أرّجان.
ثم عاد إلى نيسابور؛ فلمّا لم ينل حظوة عند الوزير أبي نصر العتبيّ هجاه، فصادر العتبيّ أمواله و ألقاه في السجن.
ولكن الخوارزميّ استطاع أن ينجو من السجن و هرب إلى جرجان.
فلمّا قتل العتبي خلفه أبو الحسين المزنيّ فاستقدم الخوارزميّ إلى نيسابور، فقد كان صديقا له و محبّا، ثمّ عوّضه عمّا كان قد صودر من أمواله.
و تعرّض أبو بكر الخوارزميّ في أواخر أيامه لمنافسة بديع الزمان الهمذانيّ و ناله من جرّاء ذلك أذى كبير، و خصوصا في المناظرة المشهورة
و كانت وفاة الخوارزمي في نيسابور في 15 رمضان من سنة 382 ه (993 م) في الأغلب.
تميز أبو بكر الخوارزميّ كون أنه أديب شاعر ناثر فقد كان إماما في اللغة عالما بأشعار العرب عارفا بأنسابها و أخبارها كثير الحفظ للأشعار.
أما شعره القليل الذي سلم من الضياع فهو أقرب إلى شعر الكتّاب منه إلى شعر الشعراء المطبوعين: إنه حسن المعاني قويّ السبك صافي الأسلوب و لكنّه قليل الرونق و الطلاوة.