يزخر تراثنا العربي بالكثير من الأعمال الأدبية القيمة، والتي حظيت بقراءة واهتمام أجيال عدة منذ وقت صدروها وحتى الآن، واستطاعت الرواية العربية ان تفرض نفسها كلون أدبي في ساحات الأدب العالمية، وتحصد الجوائز أيضا وتظل خالدة، كما أنها ألهمت السينما للإستنتاد على أحداثها وتحويلها إلى أفلام حققت هي الأخرى التفرد والنجاح مثلما فعلت الرواية الأصلية، تاركة هي الأخرى بصمة في تاريخ الفن والأدب.
رواية "بين الأطلال" للروائي والكاتب القصصي والمسرحي الكبير يوسف السباعي، وقد انتشرت هذه الرواية وذاع صيتها، وتُرجمت للعديد من لغات العالم، لتنتشر أفكار كاتبها في جميع الأوساط الثقافية المختلفة.
وتعد رواية بين الأطلال من أعمال السباعي المميزة والتي تحولت إلى عمل سينمائي، حيث يتناول فيها السباعي قصتين مختلفتين ففي الجزء الأول من الرواية يتناول قصة فتاة طموحة ومجتهدة تلتقي بشاب تحبه لتكتشف بعد ذلك أنه ابن والدتها، أما الجزء الثاني من الرواية فيتناول قصة فتاة صغيرة في السادسة عشر من عمرها يقع في حبها كاتب مشهور ويكبرها بسنوات كثيرة، ثم يربط يوسف السباعي بين القصتين ببراعة شديدة.
وولد الاديب الكبير يوسف السباعي في عام 1917، في حي الدرب الأحمر بالقاهرة، لأب يتقن اللغة الإنجليزية ومتعمقا في الآداب العربية والفلسفات الأوروبية.
عمل السباعي مترجما للروايات الغربية وكاتبا في مجلة "البيان"، شاءت الاقدار أن يلتحق بالكلية الحربية في نوفمبر 1935، وكان طالبا نابغا استطاع أن يرقى إلى درجة "الجاويش" وهو في السنة الثالثة من الكلية، وفور تخرجه مباشرة تم تعيينه في سلاح "الصوارى"، وأصبح قائدا لفرقة من فرق الفروسية.
شغل السباعي العديد من المناصب منها رئيس مؤسسة الأهرام ونقيب الصحفيين، بالإضافة إلى الرئاسة التحريرية للعديد من الصحف والمجلات المصرية، كما شغل منصب وزير الثقافة في عهد الرئيس الراحل أنور السادات 1973 وظل في منصبه حتى اغتيل في قبرص 1978.
كتب السباعي العديد من الأعمال الأدبية التي لاقت نجاحا كبير ومنها ما تحولت إلى افلام سينمائية ومن أعماله الأدبية: "نائب عزرائيل، يا أمة ضحكت، أرض النفاق، إنى راحلة، أم رتيبة، السقا مات، بين أبوالريش وجنينة ناميش، الشيخ زعرب، فديتك يا ليل، البحث عن جسد، بين الأطلال، رد قلبى، طريق العودة، نادية، جفت الدموع، ليل له آخر، أقوى من الزمن، نحن لا نزرع الشوك، لست وحدك، ابتسامة على شفتيه، العمر لحظة، أطياف، اثنتا عشرة امرأة، خبايا الصدور، اثنا عشر رجلًا، في موكب الهوى، من العالم المجهول، هذه النفوس، مبكى العشاق".