السبت 27 ابريل 2024

من آن لآخر.. نعمة الإنسانية

مقالات19-4-2022 | 00:45

كان من الممكن في ظل أجندة عمل الرئيس اليومية.. وفي ظل التحديات الاقتصادية الصعبة.. بسبب تداعيات الأزمة «الروسية ــ الأوكرانية»..وفي ظل محاولات استهداف الدولة المصرية.. عبر ضخ إعلامي مشبوه وغير مسبوق على عقل المواطن المصري بهدف التشويه والتشكيك ونشر الأكاذيب والشائعات التحريض.

كان من الممكن ألا يلتفت الرئيس السيسي لموضوع الغارمين والغارمات في هذا التوقيت.. لكن هذا لا يتسق مع إنسانية الرئيس..وحرصه الشديد على جبر الخواطر.. والاهتمام النبيل بالفئات الأكثر احتياجا.. فهذه الصفات الراقية والإنسانية الجميلة في الرئيس انتصرت على ضغوط المسئولية والتحديات والمتابعة واللقاءات..وما يحدث في المنطقة والعالم.

إنه الرئيس عبدالفتاح السيسي الإنسان النبيل جابر الخواطر بالفطرة.. لم تغير أو تنل من إنسانيته المسئولية والتحديات.. ستظل نعمة إنسانية الرئيس هي صمام الأمان لفئات كثيرة من المصريين..لا يقبل معاناتهم ودائما ينتصر لهم.

 

«مصر بلا غارمين» .. المعني الحقيقي للعطاء وجبر الخواطر..

و في نفس الوقت مطلوب منها العمل على الوعي وتغيير الثقافات والموروثات.. وتقليل حدة التباهي والسباق المحموم للشراء والشروط والتجهيزات.. الزواج لابد أن يمضي بمبدأ يسروا ولا تعسروا

 

نعمة الإنسانية

 اهتمام الدولة بملف الغارمين والغارمات.. ومتابعة القيادة السياسية لهذا الملف وتشكيل لجنة وطنية.. يجسد أننا أمام دولة تتمتع بأعلى قدر من الإنسانية وجبر الخواطر وحقوق الإنسان.. فربما هؤلاء الناس ارتكبوا خطأ في حق أنفسهم عندما تحملوا ما لا طاقة لهم به وبالغوا في تحمل نفقات زواج أبنائهم وبناتهم.. ووضعوا أنفسهم في مأزق كبير وكانت النتيجة هي السجن.

علي مدار أكثر من 5 عقود ماضية لم ألحظ هذا الاهتمام الرئاسي غير المسبوق بملف الغارمين والغارمات.. ولم يسأل فيهم أحد أو يقدر ظروفهم ويتعاطف معهم أو يفرج كربهم أو يقضي حوائجهم.

انظر إلى المرادفات والمعاني السابقة كم فضيلة عددتها.. لذلك فإن الاهتمام الرئاسي بملف الغارمين والغارمات هو تجسيد لإنسانية الدولة المصرية وقيادتها السياسية التي لا تتواني عن تقديم الدعم والعون والمساندة للمصريين من مختلف الفئات.. سواء العلاج المجاني الناجع للملايين من فيروس أو القضاء على العشوائيات أو قوائم الانتظار أو مبادرة مائة مليون صحة أو حياة كريمة فالرئيس السيسي أولويته الأولي المواطن المصري.. يعمل على توفير الحياة الكريمة لهم.. وسبل العيش الكريم.

الرئيس بالأمس اجتمع برئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي والدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي لمناقشة ومتابعة جهود اللجنة الوطنية للحد من ظاهرة الغارمين والغارمات في إطار المبادرة الرئاسية (مصر بلا غارمين) الحقيقة وبمنتهي الموضوعية أن الجانب الإنساني لدى الرئيس السيسي غير محدود ولم نعهده في أي رئيس سابق.. فهناك ملفات لم يتعرض لها أي رئيس سابق تكشف وتجسد الإنسانية العميقة والنبل لدي السيسي.. عرفه شعبه بأنه الرئيس الإنسان.. جابر الخواطر.. الذي يتحري أحوال وظروف المصريين.. ويبذل جل جهوده للارتقاء بحياتهم والتخفيف عنهم.

ربما البعض يقول واحنا مالنا بهؤلاء الناس.. لقد اقترفوا الخطأ بأياديهم.. وأقدموا على فعل شيء فوق طاقاتهم واستدانوا واقترضوا.. واشتروا بضائع عجزوا عن تسديد أقساطها فالأمثال الشعبية والأقوال المأثورة تقول لنا «مد لحافك على أد رجليك» وقالوا «اللي يحمل يشيل» وجنت على نفسها براقش.. ومحدش ضربه على إيده.. والحقيقة أن إنسانية الدولة المصرية وحرصها على مواطنيها وتوجيه الرئيس السيسي الدائم بحصر أعداد الغارمين والغارمات والمسجونين فعلياً ودراسة حالاتهم تمهيداً للإفراج عن دفعة جديدة منهم.. كل ذلك يشير إلى أن القيادة السياسية لا يمكن أن تتخلى عن هؤلاء أو تتركهم وشأنهم بل وخصصت لهم لجنة وطنية ومبادرة رئاسية تحت عنوان (مصر بلا غارمات).

لكن هل نسدد الغرامات.. ونفرج عن الغارمين والغارمات دون إيجاد حل حقيقي لهذه الظاهرة.. ألا يجب أن نقف مع الرئيس السيسي في توجهه وأولوياته الإنسانية؟.. الحقيقة أن الأمر يحتاج حملات وعي حقيقية في هذا الأمر من خلال القضاء على ثقافات ومظاهر التفاخر والتظاهر على حساب الإمكانيات والقدرات الحقيقية للمواطن.. فالمولي- عز وجل- يقول: «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها».. لابد هنا أن ننشر ثقافة القناعة والرضا وعدم المبالغة في تحضيرات ومتطلبات الزواج مثل الشبكة والمهر وعفش وأدوات وأجهزة.. فلا يمكن أن يشتري العريس والعروسة 3 شاشات و3 ثلاجات ومعها ديب فريزر.. وبوتاجاز وموبيليات.. ومفروشات بالمئات والعشرات.. لماذا كل هذا؟.. ولماذا الاشتراطات بين أسرة الزوجين «هات وهات».. للأسف جميعها عادات وثقافات سيئة ومبالغ فيها هدفها «الفشخرة» والتفاخر ثم بعد ذلك عجز وعدم قدرة على السداد.. ثم السجن بسبب أخطاء سطحية وعدم رضا وقناعة.

الزواج محبة ويسر وليس تعقيداً ومشقة.. فمن استطاع الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصيام وأيضا هناك مبدأ يسروا ولا تعسروا والمولي- عز وجل- يقول: «ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً» إذن خير الأمور الوسط.. والرضا بالقليل فالإسراف والمبالغة والمغالاة والتبذير والتفاخر جميعها آفات اجتماعية ندفع ثمنها باهظاً ومكلفاً ربما يكون المصير في النهاية إلى السجن أيضا لابد من إطلاق مبادرات لتيسير الزواج.. من خلال وحدات سكنية ميسرة بنظام الإيجار الشهري والدولة بدأت بالفعل.. ثم معارض لمستلزمات الزواج ترعاها منظمات العمل الأهلي والجمعيات الخيرية.. تعتمد على تعزيز مصادر تمويل وموارد صندوق الجمعيات الأهلية لأهميته في دعم عمل المجتمع المدني خاصة في مثل هذه الحالات.

لابد أيضاً أن تنطلق حملات التوعية على منابر المساجد في خطب الجمعة.. وأيضاً في العظات الأسبوعية بالكنائس.. وعلي صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون.. والمحاضرات والندوات والنقاشات والوصول إلى الفئات المستهدفة خاصة في الصعيد والفلاحين أحياناً تكون الشبكة زنة كيلو جرام من الذهب أو على الأقل 100 جرام.. والطلبات حدث ولا حرج.. ويشترط ذلك أهل العروسة حتي يدفع العريس دم قلبه.

علينا أن نعلم أبناءنا أن المصاهرة والزواج هدفها المحبة والتقارب وتوسيع دائرة العائلة.. وأننا لابد أن نتخير في الزواج بمعني التركيز على الأخلاق والمعدن النفيس والجدية والعمل والرجولة والإخلاص والاحترام.. «فأظفر بذات الدين تربت يداك».. فالهدف هو المودة والرحمة وليس الطلاق والانفصال والمحاكم والسجون والقتل والسحل والضرب.

الدراما أيضا عليها دور كبير في هذا الأمر وبدأت بالفعل في طرق هذا الملف في بعض الأعمال وهو أمر غاية في الصعوبة في مجال الدراما وشاشات الأفلام.. فكيف تعرض حياة أكثر رفاهية في المنتجعات والمدن السكنية الجديدة و«الكومباوندات» وهذا الثراء لدي بعض الفئات.. وهو ما يخلق تطلعات غير محدودة لدي بعض الفئات من الطبقة المتوسطة أو الأكثر احتياجاً وهو ما يجعل الأم والأب يضعفان أمام تطلعات الأبناء.. هعملك أحسن فرح وهجيبلك أحسن فرش وجهاز والنهاية فوق إمكانياتهم وقدراتهم.. والمصير السجن.. والدولة هي اللي تواجه المشكلة.

الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ أن تولي مسئولية حكم وقيادة مصر أولي هذه الملفات الإنسانية اهتماماً كبيراً وغير مسبوق.. انحيازاً وتعاطفاً وجبراً لخواطر هؤلاء الناس وهذا الاهتمام.. لفت نظر قطاع كبير من المصريين.. لكنني سأتوقف عند مشاهد مضيئة في تصرفات وسلوكيات بعض الضباط والمبادرات من أبنائنا أبطال الجيش والشرطة بجمع مبالغ مالية للمساهمة في إطلاق سراح عدد من الغارمين والغارمات.. ولكن القيادة السياسية تدعم وتوفر الإمكانيات للإفراج عن دفعات جديدة منهم.. وأيضا إنهاء هذه الظاهرة الذي لن يتأتي إلا بالوعي والعمل والقضاء على أسباب هذه الظاهرة والتخلص من الثقافات والأفكار البالية.. وترسيخ الموضوعية والواقعية.

 في اعتقادي أن الإفراج عن الغارمين والغارمات وحل مشاكل هذه الفئات هو نوع من الحياة الكريمة والجديدة وكذلك منتهي حقوق الإنسان لذلك بالوعي والإصلاح وتوضيح المفاهيم والأفكار المغلوطة والعمل والإنتاج نستطيع أن نقضي على هذه الظاهرة التي تؤلم قطاعاً من الناس وبمنتهي الأمانة والموضوعية.. لم أر أو أعلم أن هناك رئيساً سابقاً تناول واهتم بهذه الملفات الإنسانية التي لا حدود لها نحن نعيش عصر الإنسانية والإحساس بالناس وجبر الخواطر.. الرئيس الذي ينزل للناس ويتواجد بينهم ليعرف ويتعرف على أحوالهم وظروفهم المعيشية ويلبي طلباتهم واحتياجاتهم هو صمام الأمان لهذا الشعب.. خاصة وانه يعتبر نفسه واحداً منهم وأنهم أهله.. فهذا الرقي الرئاسي والنبل غير المسبوق.. والإنسانية المتدفقة هي المعني الحقيقي للحنو.

تحيا مصر

Dr.Randa
Dr.Radwa