الإثنين 6 مايو 2024

رئيس صربيا: لا نعرض مصالحنا للخطر من خلال الانضمام للعقوبات المفروضة على روسيا

رئيس صربيا

عرب وعالم21-4-2022 | 17:24

دار الهلال

قال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش اليوم /الخميس/ إن بلاده لن تُعرّض مصالحها الوطنية للخطر من خلال الانضمام إلى العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، بسبب عمليتها العسكرية الأخيرة ضد أوكرانيا.
ودافع فوسيتش - الذي أُعيد انتخابه مؤخراً، في لقاء أجراه مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية نشرته عبر موقعها الرسمي - عن شراء بلاده لنظام صواريخ صيني على الرغم من اعتراضات الاتحاد الأوروبي،

وقال: إن بلجراد لن "تختار أحد الجانبين" على الرغم من دعوات بروكسل للدول التي تسعى إلى الانضمام إليها أن تُشدد العقوبات الاقتصادية ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ولصربيا، المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، علاقات سياسية واقتصادية وأمنية قوية منذ فترة طويلة مع روسيا التي تزودها بالغاز ودعمت رفض بلجراد الاعتراف باستقلال إقليمها السابق كوسوفو.

وأضاف فوسيتش: لدينا نوع من الحماية من قبل روسيا، فماذا تريد الدول الغربية؟! أن نترك كل مصالحنا الوطنية لأن شخصًا ما يحتاج إلى شيء ما لنفسه؟!!... وذلك في إشارة إلى أوكرانيا والرغبة الغربية في الوحدة ضد روسيا.

وتابع: أن الناس يتحدثون عن ضرورة اختيار أحد الجانبين، ولكننا نرفض؛ حيث أن لدينا جانبنا الخاص، وهو مصالح صربيا. لقد قصفتنا 19 دولة من دول الناتو في عام 1999 وفُرضت علينا عقوبات، مشيرًا إلى تدخل الناتو في محاولة لوضع حد للحرب الدموية في كوسوفو بين يوجوسلافيا والمسلحين الانفصاليين من أصل ألباني في تسعينيات القرن الماضي.

وأردف قائلاً: لم نفرض عقوبات على أحد، ولا نعتقد أن العقوبات تغير أي شيء. يمكنك الضغط وإجبار صربيا ولكن هذا هو رأينا الحقيقي. تعليقا على ذلك، اعتبرت "فاينانشيال تايمز" أن تصريحات فوسيتش، الذي فاز بفترة ولاية جديدة مدتها خمس سنوات في انتخابات رئاسية أجريت هذا الشهر، تشير إلى أن بلجراد ستتمسك بخطتها المتوافقة مع روسيا والصين على الرغم من ضغوط بروكسل.

وذكرت الصحيفة أن قادة الاتحاد الأوروبي أكدوا - باستمرار وبشكل علني - رغبتهم في أن تصبح صربيا عضوًا مستقبليًا في الكتلة، لكنهم عبروا - بشكل خاص - عن انزعاجهم المتزايد من علاقات بلجراد مع موسكو وبكين.

مع ذلك، كان المسئولون في بروكسل وداخل الدول الأعضاء يخشون اتخاذ موقف متشدد للغاية ضد دولة البلقان؛ مما قد يدفعها إلى السقوط في أيدي روسيا والصين //بحسب قول الصحيفة//، فيما أثارت حرب روسيا على أوكرانيا دعوات من جانب البعض في الاتحاد الأوروبي لتسريع محادثات العضوية كطريقة لجذب البلقان بقوة أكبر نحو الغرب.

وتابعت الصحيفة البريطانية: إن عملية شراء صربيا الأخيرة لنظام صواريخ صيني مضاد للطائرات من طراز "إف-كيه 3" أثارت قلق ومخاوف الغرب من أن يمنح ذلك نفوذاً متزايداً لبكين في منطقة البلقان، لكن في حين أن امتلاك أسلحة صينية لا يتعارض مع لوائح الاتحاد الأوروبي، إلا أنه يجعل من الصعب أو المستحيل على الدولة التي تمتلك مثل هذه الأسلحة المشاركة في مشاريع دفاع مشتركة للاتحاد الأوروبي أو تدريبات بسبب الأنظمة غير المتوافقة والمخاوف بشأن قدرة بكين المحتملة على مراقبة أي استخدام لمعداتها.

وقالت مفوضية الاتحاد الأوروبي - في هذا الشأن -" أنه عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية والأمنية، فإن صربيا تدرك جيدًا أنه كدولة مرشحة، ينبغي عليها أن تتفق مع معايير وسياسات الاتحاد الأوروبي". 
في حين قال فوسيتش إن مشتريات الأسلحة التي أقدمت عليها صربيا مؤخرًا، وشملت أيضًا طائرات مقاتلة فرنسية وطائرات مقاتلة تركية بدون طيار، كانت جزءًا من جهود بلده للحفاظ على الاستقرار حيث اشترت الدول المجاورة أسلحة أيضًا، وتابع: لقد أبلغنا جميع شركائنا الغربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة ، بشأن شراء أنظمة الإف-كيه 3 في عام 2018. وقد وقعنا العقد النهائي في عام 2019. وكانوا يعرفون كل شيء عنه".

وأكد الرئيس الصربي حاجة بلاده إلى حل وضع كوسوفو، حيث اندلعت التوترات - مرة أخرى - العام الماضي بسبب مشكلة بسيطة تتعلق بالتعرف على لوحة أرقام مركبات السيارات الخاصة!.

وأعلنت كوسوفو استقلالها من جانب واحد في عام 2008، وهي خطوة تقول صربيا إنها انتهكت اتفاقية السلام المُوقعة في نهاية الحروب اليوجوسلافية في تسعينيات القرن الماضي، فيما دعمت روسيا والصين بلجراد في معارضة الاعتراف بكوسوفو.

Egypt Air