الأحد 24 نوفمبر 2024

عرب وعالم

المونيتور: داعش يصّعِد هجماته في البادية السورية ثأراً لمقتل زعيمه السابق

  • 21-4-2022 | 18:18

داعش

طباعة
  • دار الهلال

أعد موقع (المونيتور) الأمريكي المختص بشؤون الشرق الأوسط تقريراً تحدث فيه عن تصعيد تنظيم داعش لهجماته منذ مطلع أبريل الجاري ضد قوات الحكومة السورية والمليشيات الموالية لها في البادية السورية.

وذكر التقرير أنه بالتوازي مع تلك الهجمات، ازداد عدد استهدافات غارات الطيران الروسي مخابئ ومواقع تنظيم داعش في منطقة البادية، مع إرسال قوات الحكومة والمليشيات المساندة لها تعزيزات عسكرية تحضيراً لعملية عسكرية ضد التنظيم.

ورأى الموقع أن هجمات داعش الأخيرة غير مسبوقة، إذ استهدفت ثكنات عسكرية وحقول نفط وقوافل ضخمة تابعة للجيش السوري، واستخدم خلالها التنظيم أسلحة متنوعة من بينها الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، ما يعني أن التنظيم يمتلك الآن ترسانة أسلحة متنوعة ويتبع تكتيكات جديدة أربكت القوات الحكومية وأوقعت خسائر فادحة في صفوفها.

ونقل الموقع عن الصحفي عاهد محمد (وهو صحفي مقيم بدير الزور شرق سوريا) قوله: "إن الهجوم الأخير الذي وقع في 13 أبريل الماضي من قبل داعش استهدف مواقع عسكرية للقوات الحكومية والمليشيات الإيرانية الموالية لها في بادية حمص".

وفي وقت سابق، نفذ التنظيم هجمات على مواقع حكومية في دير الزور والرقة وحمص، وتضمنت حقول النفط التي استهدفها التنظيم في أبريل حقل الخراطة النفطي الواقع جنوب غرب دير الزور.

وقال محمد: "إن الهجمات المكثفة للتنظيم خلال الأسبوعين الماضيين استهدفت مناطق مختلفة في البادية السورية وفي بعض الأحيان، هاجم التنظيم مواقع القوات الحكومية وحقول النفط في بادية الرصافة جنوب الرقة

وفي أحيان أخرى، استهدف مواقع قوات النظام التي تحمي حقول النفط في باديتي حمص ودير الزور".

وكشف الصحفي أن داعش استخدم الأسلحة بمختلف أنواعها من رشاشات ثقيلة وصواريخ وألغام وعبوات ناسفة وضعت على الطرق التي تسلكها قوات النظام.

في غضون ذلك، تداول تنظيم داعش في منتصف أبريل الماضي صوراً التقطت مؤخراً تصور حول كيفية قضاء مقاتلي التنظيم لشهر رمضان في البادية، إذ أظهرت الصور أنهم يعيشون في كهوف ويستخدمون الدراجات النارية للتنقل في منطقة البادية، ويشمل طعامهم في الغالب اللحوم، التي يحصلون عليها عادة من نهب الرعاة البدو في الصحراء.

ونقل الموقع عن مصدر محلي مقرب من القوات الحكومية في منطقة الرصافة، التابعة للبادية السورية الواقعة في جنوب الرقة، للمونيتور، شريطة عدم الكشف عن هويته: "إن هجمات داعش في البادية لم تتوقف".
لكن منذ أوائل أبريل الجاري، تصاعدت الهجمات، وتركزت على حقول النفط التي تديرها شركات مقربة من النظام السوري مثل شركة أرفادا البترولية المملوكة لرجال الأعمال المقرب من النظام حسام القاطرجي.

وأظهرت الهجمات الأخيرة التي نفذها تنظيم داعش أنهم يمتلكون أنواعًا مختلفة من الأسلحة لم تكن بحوزتهم العام الماضي، مثل صواريخ الجراد وقذائف الهاون، بحسب المصدر.

كما كشف أن العمليات العسكرية التي نفذتها قوات النظام ضد التنظيم لم تتوقف. ومن حين لآخر، يتم استبدال القوات التي تقود القتال ضد داعش في منطقة البادية، التي تمتد من الرقة ودير الزور إلى حمص، بقوات أخرى. 

ومن بين هؤلاء بشكل أساسي لواء القدس المدعوم من روسيا، والمنتشر على نطاق واسع في المنطقة ويستعد الآن لعملية برية كبيرة ضد داعش في الصحراء في ظل تصاعد الهجمات.

وستنطلق العملية، بحسب المصدر، بالاشتراك مع قوات الدفاع الوطني وكذلك بالتعاون مع الوحدات العسكرية المدعومة من إيران مثل لواء باقر.

وتعليقًا على أسباب تصعيد تنظيم داعش لهجماته مؤخرًا باستخدام تكتيكات جديدة، قال الباحث المقيم في غازي عنتاب في مركز جسور للدراسات أنس شواخ للمونيتور: "يمكن اعتبار هجمات داعش المتصاعدة بمثابة انتقام لمقتل زعيمها السابق عبد الله قرداش (أبو إبراهيم الهاشمي القريشي)".

وتحمل هذه الهجمات رسائل مفادها أن تنظيم داعش لا يزال قوياً وعزز قدراته العسكرية لضرب أهداف رئيسية بقيادة قائده الجديد أبو الحسن الهاشمي القريشي.

وقال شواخ أن هجمات داعش على حقول النفط تهدف إلى الضغط على مشغلي هذه المواقع، مثل الشركات التي يديرها القاطرجي، والتي ستضطر إلى دفع مبلغ مالي للتنظيم حتى يوقف هجماته، حتى تستطيع إكمال أعمالها، الأمر الذي سيساعد في زيادة عائدات داعش المحصلة من الضرائب.

ورأى شواخ أنهم يمكن الربط بين هجمات داعش وتكتيكاته الناجحة في منطقة البادية وهروب قادة وأعضاء بارزين في التنظيم من سجن غويران، الذي يديره الأكراد، في أوائل العام الجاري.

وتابع قائلاً: "ويُعتقد أن الذين هربوا من السجن وجدوا ملاذًا في البادية السورية، معتبرين أن لديهم مساحة واسعة للمناورة والاختباء هناك. كما يحظى هؤلاء المقاتلون بخبرة أمنية وعسكرية عالية كأعضاء سابقين في داعش، وربما ساعد وصولهم التنظيم على تنفيذ التكتيكات الجديدة".

وأضاف أن عناصر داعش المتمركزين في جيوب البادية لم ينقصهم السلاح أبدًا، وكان لديهم دائمًا الإمكانيات المالية لشراء أسلحة جديدة ، بما في ذلك الصواريخ، من المهربين في السوق السوداء ومن الفاسدين بقوات النظام، الذين يبيعون الأسلحة من خلال سماسرة تابعين لتنظيم داعش.

وألمح شواخ إلى أنه يتم إغراء هؤلاء الفاسدين بالمبالغ الكبيرة التي يدفعها لهم تنظيم داعش، كما أن التنظيم يصادر الأسلحة التي يجدها في ثكنات النظام العسكرية التي يهاجمها في البادية.

ويعتقد الشواخ أن "النظام وحلفاءه ليسوا مستعدين لإنهاء وجود داعش في البادية، وهو ما يبدو واضحًا من خلال الطريقة التي يتعامل بها الجانب الروسي مع داعش من خلال التركيز على الجانب العسكري لمحاربة التنظيم بدلاً من الجانب الأمني الذي يعتمد عليه بقاء داعش".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة