توشكى الخير.. وحكايات أخرى كثيرة.. تروي وتقص أروع الحكايات عن عظمة مصر.. وشعبها وقدرتهم على تحدي التحدي
من المهم جدًا أن يكون الحديث عن مشاكلنا وتحدياتنا بموضوعية وسياق ومنطق حتى ندرك أصل وجذور المشكلة، وما سبب وجودها ولماذا وصلت إلى هذا الحد.. وكيف كانت وماذا أصبحت.. القضية المهمة أن البعض لابد أن يعي أنه جرى إهمال وتفريط في بناء الدولة على أسس صحيحة، حتى استيقظ المصريون خلال فترة من الزمان على دولة فقدت إرادة العمل والخيال والرؤية، حتى ورث الشعب إرثًا ثقيلًا ما بين أزمات وغياب وعي إلى بنية أساسية متواضعة لا تليق بدولة في حجم مصر.
أخطر مافينا أننا ننسى بسرعة.. ونتناسى كيف كنا عقب أحداث 2011.. عندما تسلم رئيس أمر البلاد.. ولم يدرك أنه رئيس لكل المصريين.. ولم يمتلك أدنى مقومات النجاح.. ثم وصلت البلاد على يديه إلى شفا الضياع والانهيار والسقوط.. كنا لا نشعر أن مصر بلدنا.. نرى أنها تضيع أمام أعيننا.. وأننا نعود إلى حياة ما قبل الجاهلية الأولى.. رغم أن مصر هي مهد الحضارة.. وصلت جميع المؤشرات فيها إلى أدنى مستوى حتى أصبحت أشلاء دولة.. للأسف الشديد نتعامل مع أزماتنا ومشاكلنا بشكل خاطئ.. نتناولها بعدم إدراك أو فهم.. وذاكرة سريعة الذوبان ربما تشبه ذاكرة الأسماك.. في أحيان كثيرة لا نقول ما يرضى ضمائرنا.. الهوى يحكمنا.. وليست المسئولية والأمانة الوطنية.. نسينا أننا كنا نُساق وينكل بنا.. من أجل عيون الأهل والعشيرة.. كنا نشهد بلادنا تمضى من فشل إلى فشل.. طوابير الأزمات تجسد حجم المعاناة والألم.. لا كهرباء لا بنزين لا عيش لا بوتاجاز ولاحياة على الاطلاق.. ثم يدرك المصريون أن وطنهم يباع ويستباح.
عجيب أمر بعض الناس في بلدي، يعرفون كيف كانت أحوال البلاد والعباد والى أين وصل اقتصادها وقدراتها وإمكاناتها وكيف تمكنت الأزمات من إحباط المواطنين.. يتذكرون أننا كنا في ظروف صعبة قاسية وسوداء أخطرها أننا لم نكن نعرف البلد رايحة على فين؟.
لا أحب إنكار الحقيقة.. فمن الخطأ الكبير تعليق الأزمات على شماعة الدولة.. ما أريد أن اقوله إننا نشهد الحق ونتحدث بالصح ولا نجرؤ على الكلام قبل الفهم الصحيح.. فهو أمر خطير للغاية يؤدى إلى حكم مختل للأمور.. لم يكن الكثيرون منا موضوعيين فى تناولهم للامور والقضايا.. فما حدث خلال عشر سنوات يرسم ملامح الأزمة والكارثة من مختلف الزوايا والجذور.. فالكثيرون يلعنون التعليم والصحة والأزمات.. وينسون كيف كانت الأمور وكيف جاءت الأزمات.. وأن ماتم إنجازه وإنفاقه وصل إلى 8 تريليونات جنيه.. لكننا دائمًا ننسى حقيقة وماهية أزماتنا وأسبابها.. نتجاهل النمو السكانى المنفلت والمرعب الذى يهدد كل جهودنا وإنجازاتنا.. وأننا وصلنا إلى 104 ملايين مواطن.. وأن لدينا زيادة تصل إلى 25 مليونا منذ 2011.. ولدينا مليونان ونصف المليون مولود سنويا.. واذا سألنا أنفسنا: كم فصلاً دراسياً تعليمياً سنحتاج.. وكم مستشفى وموظفا وطبيبا وممرضا وفرصة عمل نحتاجها أيضاً.. لماذا لا يعترف البعض أو يقر أو يشيد بما تحقق.. ولماذا ينكر أو يزايد.. ولماذا يصر البعض على الحديث دون إلمام بالموضوع وعدم فهم واطلاع اى انهم يتحدثون دون علم.
مصر خاضت تحديات وواجهت أزمات ومشاكل تراكمت من العقود الماضية أو خلفتها وفاقمتها أحداث 25 يناير ثم وصول «المعزول» الفاشل محمد مرسى الذى زاد أوجاع وآلام البلاد وزاد الطين بلة ثم جاءت سلسلة التهديدات والتحديات مثل الإرهاب والأزمات الاقتصادية والتى استلزمت إصلاحا حقيقيا بقرار وطنى شجاع استند على «رؤية قائد وإرادة وشعب».. أدرك أنه السبيل الوحيد للنجاح والعبور إلى المستقبل.. وحقق نتائج عظيمة كانت السبب الرئيسى فى تصدى مصر بنجاح لأزمات دولية عنيفة مثل كورونا تلتها أزمة أشد فتكا لكن فى كل الأحوال كما أكد الرئيس أن مصر قادرة أيضًا على التعامل والعبور لكن فى نفس الوقت مطلوب الفهم والوعى والإدراك أننا ضمن أكثر من 143 دولة تتأثر بالأزمة العالمية العنيفة ولسنا بمنأى عن تداعياتها.. كما أن كل احتياجات المواطن متوفرة على عكس بلدان كبري.. لكن لابد أن يلمس ويدرك المواطن ان هناك تأثيرا للأزمة العالمية على الاقتصاد وزيادة الأسعار.
الرئيس عبدالفتاح السيسى كان بالأمس يفتتح موسم حصاد القمح فى «توشكى الخير» وشرق العوينات والفرافرة وعين دلة بعد نجاح زراعة 220 ألف فدان قمح تنتج أكثر من نصف مليون طن لتصبح المساحة الإجمالية المنزرعة بالقمح ٣ ملايين و600 الف فدان تنتج مايقرب من 10 ملايين طن.. إنها فرصة من السماء فى هذا التوقيت بسبب تداعيات الأزمة الروسيةــ الاوكرانية، وتعثر سلاسل الإمداد.. الـ220 الف فدان قمح تزيد الى مليون و200 ألف فدان تنتج مايقرب من ٣ ملايين طن قمح.
هنا يجدر بى أن ألفت نظر الأسوياء وغير الأسوياء أن «توشكي» كانت قد تعثرت وربما أقول ضاعت وتبخرت ودخلت مرحلة الضياع وطى الكتمان.. إلا أن الرئيس السيسي، نجح بإرادة ورؤية وتحدٍ معهود فى إعادتها للحياة من جديد لتكون مصدرا للخير والأمل والمستقبل ومشروعاً قومياً عظيماً إلى جانب مشروعات عملاقة فى مجال الزراعة مثل الدلتا الجديدة وفى القلب منها مستقبل مصر وتوشكى الخير وشرق العوينات وسيناء والفرافرة وغيرها من المشروعات الواعدة فى أرض مصر الطاهرة.
توشكى كانت أملاً للمصريين لتوفير مجتمعات زراعية متكاملة تتيح تحقيق الاكتفاء الذاتى فى مجال الامن الغذائى والتصدير للخارج وتوفير آلاف من فرص العمل الحقيقية.. اهداف كثيرة يحققها المشروع العملاق لكن برزت التحديات والصعوبات وانتشر الجدل وكان الأمر يحتاج لرؤية وارادة وشجاعة وعمل وهو ماتحقق فى عهد الرئيس ليخرج مشروع توشكى الخير الى النور ويطرح املاً ومستقبلاً وأمناً غذائياً فما شاهدناه بحق هو معجزة خضراء بكل المقاييس وعمل متكامل ومشروع زراعى صناعى على أعلى مستوى بأيد وخبرات مصرية فهى مشروع قومى حقق ويحقق نجاحات كبيرة فتوشكى تشير إلى ان أسوان دائما هى ارض الخير لمصر.
توشكى نموذج للارادة المصرية التى لاتعرف اليأس والاحباط بل دائما تنتصر على المستحيل وتتحدى التحدى استطاعت أن تنتشل مشروع توشكى من المجهول لتكون واحدة من قلاع وصروح الخير والبناء والنماء.. فمصر شخصت أزماتها ووضعت يدها على مشاكلها وامتلكت الحلول والرؤى والتجارب الملهمة.
الرئيس السيسى يريد منا عند الحديث فى اى قضية أو امر ان يكون هناك سياق والمام وفهم.. فالذين لايشبعون ولايملون من النقد والهجوم نسوا كل شيء جهلوا بالمنطق والماضى وماكانت عليه مصر وما آلت اليه الآن من تطور.. لابد أن يعلم الناس أن الأوطان لا تبنى بالكلام والشعارات والتنظير ولكن بالعمل والفعل والصبر والارادة.. يقينا ان مشروع «توشكي» الذى استمر سنوات - دون جدوى- وتم وقف اعماله رغم ان اهدافه وما يحققه للوطن محل اهتمام هو نموذج للارادة المصرية فى عهد الرئيس السيسي، وأيضا تطبيقا لكلام الرئيس حول بناء الأوطان بالعمل والمثابرة وتحدى المستحيل.. لذلك كان افتتاح موسم حصاد القمح بتوشكى رمزاً للارادة والروح المصرية..
ليس مشروع توشكى الذى يطل عليك وتراه وتفخر وتسعد بالصور التى تجسد الفرح بحصاد القمح ومحصول يصل إلى أكثر من نصف مليون طن.. لكن «توشكى الخير» حكاية من دفتر إنجازات وبطولات وتحديات هذا الوطن.. كانت المعوقات تشبه المستحيل لكن الجيش المصرى لايعرف مستحيل.. ايضاً الحكاية مش فى المحصول اللى شفناه.. دى بنية أساسية ومحاور وطرق ومدقات وشبكات ومحطات لإنتاج الكهرباء والطاقة ومنشآت حياة مختلفة كانت قبل السيسى بيوت أشباح.. فالسيسى عاشق للتحدى والإنجاز.
لانملك ذاكرة السمك.. قبل الرئيس كان الخوف من المجهول يسيطر علينا ويكممنا والفزع يتملكنا... نَفَّذَ ارادة شعبه وحماها.. وانقذ مصر من السقوط والضياع والانحدار إلى مستنقع الحرب الأهلية فامتلك شرعية الإنقاذ ثم انطلق يبنى ويعمر ويسابق الزمن ويحقق بما يفوق التوقعات.. فحوَّل مصر إلى خلية عمل.. باللَّه عليك أسألك ماذا لو جاءت على مصر ازمتان غاية فى القسوة والصعوبات «كورونا»، و»الحرب الاوكرانيةــ الروسية».. ولم تكن نفذت أنجح واكبر إصلاح حقيقى وشامل وبنت وعمرت وشيدت؟
ماذا كان حالنا إذا لم نطبق الإصلاح وننفذ أكبر تجربة بناء وتنمية وتقدم.. يكفى أننا نتقدم وننجز ونزيد مواردنا.. لكن فى نفس الوقت لابد أن يكون هناك تكافؤ وتوازن بين الموارد ومعدل النمو السكاني.. والرئيس أكثر من الجميع وضوحاً وجرأة وشجاعة وهو من يسألنا عارفين ليه الناس لا تشعر بالتحسن المطلوب لأن اللى بنعمله وننجزه ومانملكه من موارد لا يتسق أو يتكافأ مع حجم الزيادة السكانية العشوائية وبمعدلات مخيفة.
والحقيقة نحن نتحمل الجزء الأكبر كمواطنين لا بسبب التكاسل وعدم العمل ولكن لعدم الوعى والفهم والإدراك للمصلحة العامة والأمانة الوطنية، فلن ينفعنا اليوم مبدأ أن تتحمل الدولة أو الحكومة كل شيء.. وليس من حقنا أن نشكو ونتآمر ونهاجم ونشوه ونساعد أعداء مصر على ترويج أكاذيبهم وشائعاتهم والعمل على تحقيق أهدافهم الخبيثة فى الإضرار بالبلاد.. الحقيقة أن النظر إلى الذهب الأصفر الذى يكسو توشكي، حاجة تسعد وتدعو للتفاؤل والتأكيد أن مصر فى الطريق الصحيح.
المعجزة الخضراء فى توشكى الخير تعد تجسيداً حقيقياً لأهمية امتلاك قوة الرؤية والقدرة على الإنجاز.. الحقيقة أنه لا يوجد شعب لا يعمل ولا يواجه الصعوبات والتحديات.. الرئيس السيسى منذ السابعة صباحاً كان على موعد مع حصاد ما زرعته أيدينا من قمح وخير -220 ألف فدان تدخل مجال إنتاج القمح وإنتاج الذهب الأصفر بيزيد - ليتأكد لنا أن الرئيس السيسى لن يتوقف أو يسكت إلا و يحقق الاكتفاء الذاتى من القمح.. المهم نساعده ونلتف حوله.. السيسى لن يتوقف عن العمل فى كل المجالات بناء وتنمية وصناعة وزراعة، وفى الداخل والخارج.. وغاز وطاقة وبترول ونقل.. كل شيء بيطور فى مصر على يديه.. مش هيقف.. ناوى يكفيها ويغنيها بفضل ربها ونعمه وحفظه.. السيسى بيعتبر نفسه واحد من المصريين هم أهله وناسه، وهو مواطن زيهم، وثقوا فيه وولوه أمرهم.. لا يعرف سواهم.. نعم الأزمات بتأثر فينا، وده عادى شأننا شأن الجميع.. لكن فتش عن كيفية التعامل مع الأزمة، وما هى النتائج التى تحققت والحقيقة أيضاً أن النتائج الخاصة بالتجربة المصرية خلال السبع سنوات الماضية فاقت التوقعات.
علينا الانتظار ونقارن بتجربة مصر ودولة أخرى سبقتها فى التجربة هناك فرق فى التوقيت.. فى الموارد.. فى الوعي.. والفهم.
بعض الأفاقين والمنافقين يشعلون ويغالطون لا يفهم أحد منهم معنى الأمانة الوطنية ولا ضمير ولا وعى ولا فهم.
هنالك آلاف الأفدنة من توشكى التى طرحت الخير لمصر هناك وطن قام وانتفض يبنى ويعمر ويدافع عن حقه فى الخلود.. فتوشكى الخير قصة جديدة من النجاح نرويها لأبنائنا فى معنى التحدى وحب النجاح لذلك لا أشك ورغم الصعاب والأزمات العالمية أن مصر ستبلغ آمالها وتحقق أهدافها إذا أدرك هذا الشعب ووعى وفهم وعمل وثابر.. فالحقيقة التى لا لبس فيها أن مصر محظوظة بقيادتها السياسية بما لديها من وطنية وإخلاص وشرف وحكمة ورؤية وإصرار وإرادة على تجاوز الصعاب والمستحيل.. فمن ينظر إلى دفتر أحوال مصر منذ أغسطس 2013 يجد أن الاقدار هيأت لهذا الوطن قائدا صان وحمى وانقذ وعبر بوطنه وشعبه إلى بر الأمان ثم بنى وعمر وحقق أعظم الانجازات والنجاحات.. لذلك سيدى الرئيس المصريون يحفظون لكم الجميل وحماية وانقاذ وبناء هذا الوطن.. فأنت القائد الذى هيأه المولى عز وجل فى هذه الفترة من تاريخ مصر وأمتها العربية لحكمة منه بعد ان كثرت المؤامرات والمخططات وتعددت التحديات والتهديدات لذلك فإن من لطف ورحمة الأقدار أن تأتى بالرئيس السيسى فى هذا التوقيت ليعبر بمصر ويبنى ويحمى ويدافع عن الأمة.
تحيا مصر