الأربعاء 8 مايو 2024

جمهورية الصدق والواقع

مقالات23-4-2022 | 23:15

منذ اليوم الأول لانطلاق عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى.. كانت المصارحة والمكاشفة.. والصدق والثقة.. والتواصل والحوار.. وعدم تجميل الأشياء.. أهم مبادئ وركائز ومقومات الرؤية الرئاسية.. على مدار 7 سنوات من العمل والبناء والإنجازات والنجاحات.
 
قيادة رسَّخَتْ الشفافية والمصارحة والمكاشفة.. لم تُجَـمِّل ولَم تَبِع الأوهام، بل حرصت على الحقيقة
 
 الحقيقة الثابتة والراسخة والساطعة مثل الشمس أن كل مواطن فى مصر كان ومازال يعرف كيف كانت أحوال البلاد وأوضاعها وظروفها وأزماتها والشدة، والانهيار الاقتصادى الذى واجهته، والمشكلات المزمنة التى تراكمت وتفاقمت من العقود الماضية، وما خلفته نكبة يناير 2011 وما جرى فيها من استهداف لمصر ومحاولة إسقاطها من خلال تراجعها فى كل المجالات وتوقف عجلة الحياة فى كافة النشاطات وتحويلها إلى دولة عاجزة و»مشلولة».. مستكينة مستسلمة لقدرها المحتوم.

هل نسينا كل ذلك؟.. أعتقد أن من يجيب بنعم.. فإنه يضحك على نفسه، فلا يمكن أن ننسى جميعاً مشاهد مؤلمة مثل طوابير البنزين والسولار والبوتاجاز و«العيش».. والانقطاع شبه الدائم للكهرباء.. لم ترحل عن أذهاننا صور العشوائيات التى تعج بحياة لا آدمية، تسيء إلى سمعة الوطن والمواطن المصري.. لن ننسى أنين وأوجاع ورعب مرضى فيروس «سي» الذى تمكن من نسبة كبيرة من المواطنين المصريين منهم الشباب والأطفال.. هل تبددت من عقولنا مشاهد الخوف والفزع والرعب على مستقبل البلاد.. أو من إرهاب أسود وتوحش وبربرية من تنظيم يتنفس إرهاباً؟

باختصار.. كانت مصر تحتضر.. وتسكن فى غرف الإنعاش.. وتنتظر محاولة إعادة الحياة من جديد.. لكن القرار كان مرهوناً على استجابة أحد من أبنائها، بشرط أن يتسم بالإخلاص والشرف والشجاعة، والحكمة والوطنية، يثق فيه الناس، ويلتفون حوله.. كان الوضع مؤلماً فى البلاد إلى حد الانهيار والسقوط والتراجع، إذ كانت كل الأشياء من حولنا ما بين تمنيات العدو بالعودة مرة أخرى بعد 500 عام.. والصديق والشقيق يتألم حسرة وحزناً على ما آلت إليه الأمور والأوضاع فى مصر التى وقعت فى فخ شياطين الخيانة من «قوى الشر  وإلاخوان» بعد أن حاولوا وضعها على موائد اللئام من مرتزقة ومأجورين.
لكن القائد العظيم وجد أن التصدى لمهمة قيادة مصر وإنقاذها وبناء مستقبلها مهمة مقدسة لا يمكن التخلى أو التفكير فى رفضها أو إدارة الظهر لإرادة ورغبة وإصرار شعبها.

الحقيقة الساطعة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أسس مدرسة جديدة فى السياسة وفى نظم الحكم وإدارة وقيادة الأوطان.. وهى مدرسة المصارحة والمكاشفة، والصدق غير المحدود دون سقف.. خاصة أنه يفخر ويسعد بكونه مواطناً مصرياً اختاره أهله من هذا الشعب ليكون مسئولاً عن هذا الوطن، وجل آماله وطموحه ودعواته أن يكون أميناً أمام اللَّه عز وجل على هذه المسئولية، لذلك فحسابات السياسة والتجميل وتزيين الواقع.. والدعوة البراقة أو الحديث عن أشياء لن تتم، ليست فى عقله أو فكره أو رؤيته، بل وفى تكوينه.. هو قائد اختار طريق بناء الوطن مع شعبه.. صراحته بلا حدود ولا يخاف فى الحق لومة لائم.. ليس لديه أى هدف أو داعٍ لأن يفرط فى الحق والمصلحة، بل مصلحة الوطن العليا، ومصلحة الشعب .. هدفه الاساسى.

نحن نتحدث عن واقع عشناه ومازلنا.. هذه السطور ليست انطباعات عن شخصية الرئيس.. ولكنها مكونات ومفردات وواقع لمسناه وسمعناه ورأيناه على الأرض.. بمعنى أننا لا نمدح فى الرئيس من وحى خيالنا.. هذه ملامح قيادة «وطنية شريفة مخلصة صادقة، مصارحة ومكاشفة»، لم تفكر لحظة فى أن تبيع الوهم للناس، أو تطلق العنان للوعود، ثم تتحول إلى سراب.. ليس هذا هو السيسي، الرئيس الذى نسى فى عهده المصريون مقولة وضع حجر الأساس إلى الافتتاح ودخول الخدمة لآلاف المشروعات العملاقة.. لم نره يمسك بالحجر ليضعه على جدارية لإعلان بدء العمل فى المشروع، ولكن رأيناه يفوض شباب مصر لقص الشريط وافتتاح قلاع وصروح عملاقة فى جميع المجالات والقطاعات، وفى مختلف ربوع البلاد.

من الواضح أن يوجد بعض الناس اعتادوا على الجمود.. وينسون ما كنا فيه من معاناة وشدة وخوف وذعر.. إذاً لابد أن يفند التذكير ولو ببعض المشاهد البسيطة.. لن أتحدث عن الخوف والإرهاب وتراجع مصر على الصعيدين الإقليمى والدولي، والخوف من شبح السقوط والفتن والحرب الأهلية، وضياع سيناء، والخراب والدمار، والعمليات الإجرامية، و الانهيار الاقتصادى والإحباط.. لكن سأتحدث عن خدمات ومرافق يدركها ويتذكرها المواطن المصرى جيداً.

السؤال: كم يتكلف توفير خدمة الكهرباء بشكل مستمر، وتحقيق فائض يصل إلى الضعف، وتوفيرها للمواطن والمصنع والمستثمر، والربط الكهربائي.. وأيضاً كم تتكلف عملية تطوير السكة الحديد بكل مكونات الخدمات من بنية تحتية وإشارات، ونظم تكنولوجية وقطارات وعربات هى الأفضل فى العالم بعد أن كانت رحلات السكة الحديد.. رحلات إلى الموت والمعاناة.. كم تتكلف عملية إعادة بناء دولة حديثة متقدمة قوية قادرة تليق بمصر، كم يتكلف بناء بنية تحتية على أحدث مستوى فى العالم، بعد أن كانت قبل 2014 بنية تحتية شديدة التواضع ومتهالكة.. كانت تسبب أزمات ومشاكل وألماً للمصريين وتهدر مواردهم.. أيضاً كيف كانت حالة الطرق والموانئ والمحاور والكباري.. ووسائل التخزين.. كيف لدولة فى حجم مصر لم يكن لديها قدرة على تخزين احتياجات شعبها من السلع الاستراتيجية بشكل آمن وصحي، وبأحدث نظم التكنولوجيا.. تصور لو لم تكن لدينا قدرة على تخزين القمح بالشكل العصرى والعلمى والصحي، فسيكون عُرضة للهواء والتلف والفئران والإهدار.. لكن بالمشروع القومى للصوامع امتلكنا القدرة على تخزين 3.5 مليون طن.. والرئيس يقول إننا نحتاج لقدرات إضافية لتخزين 1.5 مليون طن ليصبح إجمالى القدرة على تخزين 5 ملايين طن.. ثم هل تعلم شيئاً عن مستودعات الزيوت فى الموانئ؟

يعنى وباختصار حالتنا كانت «تصعب على الكافر»، ولا تسر عدواً ولا حبيباً، واحنا عارفين.. بس للأسف ذاكرتنا مشغولة بالرفاهية، وخلاص الدنيا ارتاحت، بنفكر فى البامية وورق العنب وأسعارهما.. تركنا كل أمورنا وأحلامنا وتطلعاتنا وتحدياتنا والأزمات العالمية وتداعياتها و»فاضيين» لأحاديث أقل ما توصف به  «الهيافة والتفاهة».. ونكران الجميل والجحود، وهو موضوع يتعارض مع أصالتنا ورجولة المصريين.

ما أريد أن أقوله سيدى المواطن إن الرئيس السيسى تجاوز حدود الصراحة والمكاشفة والمصداقية.. ويعتبرنا كشعب ومواطنين شركاء فى المسئولية.. وبيعترف.. لا هو ولا الحكومة يقدروا يواجهوا التحديات التى تواجه مصر.. وبيقول: لازم كلنا، الشعب يقدر.. قبل أن يترشح.. وآخر مرة فى توشكى الخميس الماضي، باختصار الرئيس السيسى لم يبع للمصريين الوهم.. لم يجمل، لم يطلق العنان للوعود، ولم يجمل واقعاً أو يتستر على خطأ أو فساد.. ولم يدافع إلا عن الحق.. ولم يعرف سوى العمل والإرادة والتحدى والإنجاز.. وتغيير شكل الحياة فى مصر للأفضل.. من خلال «حياة كريمة».

خليك معايا وانا افهمك.. تعرف يعنى إيه بلد كان بيسقط ويضيع قبل السيسي، ينفق 8 تريليونات جنيه على بناء دولة، وملحمة بناء وتنمية فى كل المجالات والقطاعات، تعرف يعنى إيه رئيس الجمهورية رغم كل اللى اتحقق فى مصر وفاق كل التوقعات وأبهر العالم.. بيقول: احنا لسه أمامنا الكثير.. احنا ما عملناش حاجة.. كل اللى اتعمل مجرد خطوة من ألف خطوة.. لأن الرئيس أدرك وشخَّص حالنا.. احنا ورثنا تركة ثقيلة من الهموم والأزمات والتحديات.. كفاية أقولك عن واحد.. احنا عددنا 104 ملايين نسمة، ومواردنا ونمونا الاقتصادى لا يتوازن ولا يتسق ولا يتكافأ مع نمونا السكانى المرعب.

لازم تعرف مشاكلك وأزماتك جاءتك من أين؟.. لابد أن يعرف المواطن أن ربنا سترها مع مصر علشان تواجه أزمتين عالميتين قاسيتين هما «كورونا» والحرب «الروسيةــ الأوكرانية» والسؤال المهم الذى يحتاج لإجابة دامغة: هل كانت مصر لو ظلت على حالها وأوضاعها التى كانت عليها قبل الرئيس السيسي، فى مواجهة تداعيات أزمتين عالميتين فى منتهى القسوة؟.. الحقيقة لا.. وأن ما أنجزته مصر خلال الـ7 سنوات الماضية هو الذى مكَّن الاقتصاد المصرى من الصمود والتصدى وامتصاص تداعيات الأزمتين.. إن ما جرى فى مصر فى كافة المجالات والقطاعات هو شيء أقرب إلى المعجزة.. فى كل مناحى الحياة: «إسكان- عشوائيات ومناطق خطرة وغير آمنة- تعليم- شبكة طرق وبنية أساسية وتحتية- إسكان بديل وكريم ومتميز- وسائل نقل حضارى وحديث- طاقة كهرباء وغاز»، حتى أصبحت مصر مركزاً إقليمياً ودولياً لتداول الطاقة، وفائض من الكهرباء لإجراء عمليات الربط الكهربائى مع الدول الصديقة والشقيقة وتطوير السكة الحديد والتوسع الزراعى الأفقى والرأسى والمشروعات العملاقة فى الأمن الغذائى فى المحاصيل والخضراوات والأسماك واللحوم والدواجن والصوب الزراعية حتى نكون منصفين، ما قدمه الرئيس السيسى خلال الـ7 سنوات الماضية هو أمر غير مسبوق فى مصر.. وأن متابعته الدورية ووقوفه على كل التفاصيل وإصراره على المتابعة الميدانية من خلال جولات مستمرة يعنى أن هناك هدفاً مقدساً هو بناء مصر.

لم أر فى حياتي.. ولم يعرف تاريخ مصر رئيساً بهذا الوضوح والشفافية والمصارحة والمكاشفة والصدق مع الناس، ولم يسبق لرئيس أن يفتح حواراً مستمراً ومتواصلاً مع شعبه منذ بداية عهده وحتى هذه اللحظة.. يستغل كل مناسبة ليتحدث ويشرح ويفصل ويستعرض بالمنطق والعقل والحقائق والأرقام عن قضايا وتحديات وأزمات مصر وأسباب الوضع التى هى فيه فى مداخلات خلال الاحتفالات والافتتاحات والمناسبات واللقاءات.. لم يتأخر الرئيس عن تعريف المواطن بكل التحديات وإحاطته بكل الأزمات، لم يجمل.. ولم يبع الوهم، ولم يعد بما هو غير موجود.. لم يدغدغ عواطف المصريين.. يراهن دائماً على المصارحة والمكاشفة والشفافية.. وتعريف الناس وإحاطتهم بأزمات وتحديات وطنهم، ويستنهض الهمم والعزم والإرادة، واثق من النجاح والتوفيق.. طالما أنه يبنى ويعمر ويعمل الخير.

الحقيقة التى لا لبس فيها أن مصر شهدت تحولاً كبيراً.. وتغيرا واضحاً، لها قوة وقدرة وثقة.. وعادت مصر دولة بالمعنى الحقيقى للدولة.. تتوفر لها كل مقومات القوة والقدرة.. ما أعظم شفافية ومصارحة وصدق هذا العهد.. فأحاديث السيسى التى تجسد علاقة الرئيس بشعبه والقائمة على أعلى حدود الثقة هى أهم مقومات النجاح خلال الـ7 سنوات الماضية، وأيضاً أهم ركائز الوعى الحقيقى الذى يعيشه قطاع عريض من المصريين.

Egypt Air