من الأيام المجديدة التى يسطرها التاريخ المصرى الحديث يوم 25 أبريل، والذى أصبح من 40 عامًا عيدًا قوميًا نحتفل به بعد استرداد أرض سيناء كاملة وتطهيرها من آخر جندى إسرائيلى، هذا اليوم العظيم جاء نتاج حرب 6 أكتوبر التى حركت المياه الراكدة وفتحت طريق السلام بعد أن قدم المقاتل المصرى أسمى آيات التضحية، وانتصر على التفوق العسكرى الإسرائيلى ومن خلفه، لتستعيد مصر سيادتها الكاملة على أرض الفيروز باستثناء طابا التى عادت بعد ذلك.

التاريخ يؤكد أن سيناء الأرض المصرية الحرة الأبية شهدت تضحيات جمة من المصريين وجيشها القوى الذى خضب أرضها بدمائه وقهر كل غاز حاول المساس بها أو محاولة فتح بوابة مصر الشرقية بالقوة تارة وبالتسلل تارة أخرى، فقد لعبت سيناء دورًا مهمًا فى حياة مصر والمصريين ليس كونها أرض المواد الخام كالفيروز والنحاس وغيرهما بل شهدت العديد من الحروب الفاصلة، بداية من العصر الفرعونى، عندما وجدت آثار لطريق حربى قديم لقب بطريق حورس الذى يقطع سيناء بداية من القنطرة حتى شمال العريش. 

والمدقق فى تاريخ مصر يكتشف العديد من الحروب الفاصلة التى قهرت أى غاز حاول النيل من مصر بداية من حرب "مجدون" 1468 ق.م، عندما باغت تحتمس الثالث القادشيين، وانتصر فيها مروره بحروب "قادش" 1258 ق.م" عندما انتصر رمسيس الثانى على الحثيين،  و"حطين 1187 ق.م" والتى انتصر فيها صلاح الدين على الصليبيين، و"عين جالوت 1260" بين جيش المسلمين بقيادة قطز والتتار بقيادت كتوبغا، ومعركة "المور" باليونان ومعركة "قونيه" 1812، والتى انتصرفيها الجيش المصرى بقيادة إبراهيم باشا بن محمد على، والدولة العثمانية حتى حرب أكتوبر 1973 والتى قهرت العدو الإسرائيلى.

ولم تسلم أرض الفيروز من محاولات الغزو حتى بعد إحلال السلام بين مصر وإسرائيل بل حاولت الأيادى السوداء فى زرع المواد المخدرة فيها، وتصدى لهم رجال الشرطة المصرية بالتعاون مع الجيش، حتى جاء الإرهاب الأسود الذى حاول التمكن منها والسيطرة عليها، لولا الجيش المصرى الذى خاض حربًا غير تقليدية فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، لتطهيرها من الإرهاب والسيطرة على كل معاقل رؤس الإرهاب فى جبل الحلال، والتى استمرت أكثر من عامين، بالتعاون مع رجال المخابرات.

وقد كشفت بعض الأعمال الدرامية كالاختيار والقاهرة كابول والعائدون، كيف تصدى نسور وصقور مصر لهم والقضاء عليهم؟. 

عيد تحرير سيناء أحد الأعياد المصرية التى تجعلنا نفخر بمصريتنا وجيشنا، الذى ضحى بخيرة رجاله، للحفاظ على كل شبر من أرض مصر.