الأربعاء 26 يونيو 2024

عيد تحرير سيناء.. 40 عاما على استرداد أرض الفيروز

عيد تحرير سيناء

تحقيقات24-4-2022 | 13:51

أماني محمد

يحتفل الشعب المصري بالذكرى الـ40 لتحرير سيناء، ففي 25 أبريل من كل عام يكون عيد تحرير سيناء وهو مناسبة وطنية تخلد ذكرى خروج آخر جندي إسرائيلي من أرض الفيروز وذلك عام 1982، بعد معركة خاضتها مصر بشتى الوسائل لعودة شبه جزيرة سيناء للسيادة المصرية وتحريرها بعد تعرضها للاحتلال الإسرائيلي إثر حرب يونيو 1967.

لم يكن تحرير أرض الفيروز من الاحتلال الإسرائيلي أمر هينا، بل خاضت فيه مصر معاركا عسكرية ودبلوماسية وقانونية لتحرير الأرض من الاحتلال، وضحى أبناء الشعب المصري بأرواحهم فداء للوطن لتحرير الأرض وتحقيق الانتصار والعزة والكرامة المصرية بعد الهزيمة في 1967 واحتلال أرض الفيروز، فجاءت حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر 1973 كأحد سبل النضال العسكري لهزيمة الاحتلال والانتصار عليه.

عيد تحرير سيناء

بعد الانتصار العسكري المجيد في حرب السادس من أكتوبر 1973 بدأت مصر مرحلة جديدة من الكفاح لتحرير أرض سيناء، حيث بدأت الدولة المصرية حينها بقيادة الرئيس الراحل أنور السادات مرحلة جديدة من المعارك السياسية والدبلوماسية وهي المفاوضات التي خاضتها مصر آنذاك مع الجانب الإسرائيلي واستمرت خلال الفترة من 174 و1975 تخللها محطات عديدة كان أبرزها زيارة السادات للقدس وخطابه الشهير في الكنيست الإسرائيلي.

وانتهت المفاوضات بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 ثم معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية عام 1979، والتي بموجبها بدأ الانسحاب الإسرائيلي من سيناء، حتى خرج آخر جندي إسرائيلي منها في 25 أبريل 1982.

لم يكن ذلك اليوم هو المرحلة الأخيرة من النزاع بل أعقب ذلك مرحلة جديدة من المعارك القانونية والتحكيمية لاسترداد أرض طابا وهي آخر شبر من أرض الفيروز استردته مصر، وكان ذلك في 19 مارس 1989، حيث رفع العلم المصري على أرض طابا بعد حكم هيئة التحكيم الدولية بأحقية مصر فيها وعودتها بذلك للسيادة المصرية.

40 عاما على تحرير سيناء

وعلى مدار السنوات الماضية ظلت سيناء بقعة غالية على قلب كل مصري لكنها عانت من التهميش وغياب التعمير، لتبدأ مرحلة جديدة من العمران والتنمية في عهد الرئيس عب الفتاح السيسي الذي بدأ في عهده عددا ضخما من مشروعات التنمية في أرض الفيروز في كل القطاعات بتكلفة تتجاوز 700 مليار جنيها خلال الـ8 سنوات الماضية.

حيث شهدت سيناء خلال الـ8 سنوات الماضية طفرة تنموية ضخمة وغير مسبوقة في تاريخها، بجانب عمليات القضاء على الإرهاب عسكريا وأمنيا، كانت أيدي العمران والبناء تعمل بكل جهدها لتنمية أرض الفيروز والنهوض بمستوى الخدمات بها على كافة الأصعدة، وفقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي وتأكيده بضرورة تطوير وتنمية سيناء.

وبتكلفة بلغت نحو 700 مليار جنيها، انطلقت مشروعات تم ويجري تنفيذها لمحور تنمية سيناء ومدن القناة، ففي عام 2014 أعلن الرئيس السيسي عن مشروع قومي متكامل لحماية وتنمية سيناء على كافة الأصعدة أمنيا وعسكريا من خلال عمليات القوات المسلحة لتطهير أرض الفيروز من الإرهاب، واقتصاديا عن طريق إنشاء المدن الجديدة وتنفيذ مشروعات تنموية متنوعة بين صناعة وزراعة وتجارة، وكذلك تنفيذ شبكة بنية تحتية كبرى تزي من ربط شبه جزيرة سيناء بالمحافظات وتقربها من قلب الدولة.

وتم العمل على عدة محاور استراتيجية لتنمية سيناء من خلال مد جسور التنمية من خلال ربط سيناء بالدلتا وباقي محافظات الجمهورية وتطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية في مدن القناة وسيناء وكذلك جذب استثمارات من خلال تشجيع الاستفادة من المقومات الطبيعية والتنمية السياحية عن تطريق تعظيم الاستفادة من مقومات السياحة هناك، والتوسع في تنمية المجتمعات العمرانية الجديدة.

في قطاع النقل تم تنفيذ 2400 كم أطوال طرق رئيسية أبرزها، 342 كم طول طريق النفق الشرم الشيخ 231 كم طول طريق النفق /رأس النقب، و210 كم طول محور 30 يونيو و 500 كم أطوال طرق رئيسية جار تنفيذها، أما عن أنفاق وكباري قناة السويس، تم إنشاء 5 أنفاق تم تنفيذها أسفل القناة لريط سيناء بمدن القناة، ليصل عددها إلى 6 أنفاق ، وكذللك 5 كباري عائمة تم تنفيذها أعلى القناة لتسهيل حركة عبور المواطنين والبضائع.

وكذلك مشروع القطار الكهربائي السريع السخنة – العلمين - مطروح"، ويهدف إلى ربط مدن القناة بباقي محافظات الجمهورية وبلغت تكلفة المشروع 142.7 مليار جنيه، و660 كم إجمالي طول المشروع، أما فيما يخص الموانئ البحرية والجافة تم تنفيذ 8 موانئ بحرية تم إنشاؤها وتطويرها ورفع كفاءتها 3 منافذ برية تم تطويرها بطابا ورفح والعوجة.

وشملت أهم المشروعات الصناعية، ومن بينها مجمع الصناعات الصغيرة بجنوب الرسوة بمحافظة بورسعيد والذي يضم 118 وحدة، وتصل تكلفته إلى 403 ملايين جنيه، فيما تبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع تصنيع وتعبئة الأسماك بالقنطرة شرق 2500 طن سنوياً.

كما بلغت تكلفة مصنع إنتاج الرخام والجرانيت برأس سدر بلغت 727 مليون جنيه، بينما تم إنشاء المجمع الصناعي للرخام بمنطقة "الجفجافة" بوسط سيناء بطاقة 3 ملايين م2 سنوياً، وبتكلفة بلغت 805 ملايين جنيه، فضلاً عن بلوغ الطاقة الإنتاجية لمصنع العريش 7 ملايين طن سنوياً.

وبشأن المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في سيناء ومدن القناة، فقد تم تمويل 42.5 ألف مشروع من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بتكلفة نحو 1.8 مليار جنيه حتى فبراير 2022.

وتضمنت مشروعات التنمية الزراعية بسيناء ومدن القناة، مشروع تنمية سيناء حيث تصل المساحة الإجمالية له 1.1 مليون فدان منها 239 ألف فدان مساحة منزرعة حتى نهاية مارس 2022، كما تم إنشاء 18 تجمعاً زراعياً بإجمالي مستفيدين بلغ  2122 مستفيداً.

أما مشروعات الاستزراع السمكي، تضمنت تنفيذ أكثر من 9900 حوض ضمن مشروعي هيئة قناة السويس والفيروز للاستزراع السمكي، وتنمية بحيرة البردويل بشمال سيناء بتكلفة 120 مليون جنيه، فضلاً عن أنه جار العمل على إنشاء 8 قرى للصيادين بتكلفة 3.5 مليار جنيه

أما مشروعات إمداد سيناء بالمياه، تبلغ الطاقة الإنتاجية لمحطة معالجة مصرف بحر البقر 5.6 م3/يوم للمساهمة فى استصلاح نحو 456 ألف فدان، إلى جانب بلوغ الطاقة الإنتاجية لمحطة معالجة مصرف المحسمة مليون م3/يوم لزراعة ما يقرب من 60 ألف فدان.

وعلى صعيد تطوير مستوى البنية التحتية والخدمات الأساسية في سيناء ومدن القناة، فقد تم تنفيذ 18.8 ألف وحدة إسكان اجتماعي بتكلفة 3.3 مليار جنيه، وأهمها 4000 وحدة سكنية بالإسكان الاجتماعي بجنوب سيناء، و2136 وحدة سكنية بالإسكان الاجتماعي بشمال سيناء، فضلاً عن تنفيذ 54.5 ألف وحدة سكنية لتطوير العشوائيات، حيث أصبحت سيناء ومدن القناة خالية من العشوائيات غير الآمنة

كما تم تنفيذ 45 مشروعاً للتجمعات البدوية بإجمالي 4100 بيتاً بدوياً، إلى جانب إنشاء 18 تجمعاً تنموياً بمحافظتي شمال وجنوب سيناء، كما يجري تنفيذ 17 تجمعاً تنموياً أخرين، فضلاً عن أنه تم وجار إنشاء وتطوير 6 مدن جديدة أبرزها مدينة الإسماعيلية الجديدة على مساحة 2.8 ألف فدان، ومدينة سلام على مساحة 19 ألف فدان، ومدينة بئر العبد الجديدة على مساحة 2.7 ألف فدان.

ولتحقيق الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة لأهالي سيناء ومدن القناة، وفيما يتعلق بتوفير العلاج على نفقة الدولة وجهود تطوير المنشآت الصحية، فقد استفاد 175.7 ألف مواطن من العلاج على نفقة الدولة بتكلفة 1.7 مليار جنيه حتى نهاية عام 2021، فضلاً عن إنشاء42 مستشفى و214 مركزاً ووحدة صحية وتطويرها حتى مارس 2022، إلى جانب إنشاء مجمع السويس الطبي والذي يعد أضخم مجمع بشمال مصر، ومخزن استراتيجي للأدوية في الريسة بالعريش.

وبشأن منظومة التعليم الجديدة، فقد تم إنشاء 6 مدارس يابانية لأول مرة في سيناء ومدن القناة، كما تم إنشاء 3 مدارس تكنولوجيا تطبيقية، فضلاً عن مد كابلات الفايبر لـ 134 مدرسة ثانوية، بالإضافة إلى توزيع 91 ألف جهاز تابلت على طلاب المرحلة الثانوية، وتدريب 21.7 ألف معلماً على المنظومة التعليمية الجديدة.

وعلى صعيد التعليم الجامعي، فقد تم بدأ الدراسة فعلياً في جامعتين أهليتين وهما الملك سلمان الدولية بفروعها الثلاثة والجلالة الدولية، كما يجري إنشاء جامعتين أهليتين هما جامعة شرق بورسعيد، وجامعة قناة السويس، وأيضاً يجري إنشاء جامعة تكنولوجية بشرق بورسعيد لأول مرة، بالإضافة إلى أنه تم إنشاء 18 كلية جديدة بالجامعات الحكومية، وكذلك تم إنشاء جامعة شرم الشيخ الخاصة وتضم 9 كليات.