السبت 20 ابريل 2024

متلازمة "الكراهية"

مقالات26-4-2022 | 14:26

من المعتاد أن يحب الجمهور هذا ويكره فلان، وقد تستمر المشاعر في طريقها أياً ما كانت الأسباب، فقد يرتبط الجمهور بحالة "الشر" التي يمثلها شخص أو أي جانب يثير "الكره" ويمضي في طريقه؛ لكن حالة "الكراهية" التي أصبحت سمة تتجه سهامها موحدة الاتجاه نحو أعمال بمجرد ظهور هذا الشخص أصبحت تحتاج إلى التوقف عندها.

فمجرد ذكر اسمه تتكون هالة "الكراهية" نحوه وتتسع نحو "المكان" الذى يتواجد فيه ومن يتحدث معه وأي فعل يقوم به، فها هي الحالة أصابت مسلسل "يوتيرن" ولم يلتفت هؤلاء لفريق العمل الرائع الذي بحث واجتهد في كتابة أيمن سلامة وإخراج سامح عبد العزيز، وأن المسلسل ليس ريهام حجاج، بل استمرت رياح الكراهية مع إعلان الفنان توفيق عبد الحميد الاعتزال نظراً لأسباب صحية، فعادت مرةً أخرى، وظهر كل فريق العمل يؤكدون أن السبب الحالة الصحية فتتوالى الأصوات "لا ريهام"!

ومرة أخرى تصيب تلك السهام مسلسل "بطلوع الروح" للكاتب محمد هشام عبيه والمخرجة كاملة أبو ذكرى؛ وكأن المسلسل إلهام شاهين، فقد ظهرت الحالة بمجرد الإعلان عن وجودها تحت شعار تشويه الإسلام؛ لدرجة الاضطرار لنشر بعض الصور الحقيقية التي استلهم منها العمل "التفاصيل" كجانب يوازي هذا الواقع الأليم، ولسنا هنا بصدد الحديث عن المسلسل أو دور قائدة لواء الخنساء وحالة الهجوم الذى ظاهره "إلهام" وباطنه أشياء أخرى اتضحت بعض ملامحه بعد خطف محاسب المسلسل في لبنان.

أما الهجوم المعتاد الذى يصيب محمد رمضان ؛ فلا يرتبط بأعماله بل يتعدد ويتشعب نحو كافة ما يتعلق به، وبتتبع الأحداث وتكرار جوانبها نصل بصورة قاطعة أنه يريد ذلك.

ويبدو واضحاً تراجع الهجوم نحو مسلسله "المشوار" بسبب عدم اتضاح وجود كاتب أو مخرج مع مرور حلقاته وعدم قدرته على الاستمرار في السباق الدرامي نحو أي مركز وتحول الجميع نحو "الإشراف".

بصورة عامة تختلف حالة ريهام وإلهام ومحمد رمضان كثيراً عن الكاتب إبراهيم عيسى ومسلسله "فاتن أمل حربى" للمخرج ماندو العدل؛ خاصة أنه يناقش قضية اجتماعية مهمة تحتاج للحديث عنها وكيفية تقديمها في المسلسل والقوانين التي قد تظلم المرأة والأبناء، وبدلاً من مناقشة القضية وما قد يعانى منه "الزوج" في حالات أخرى، أصبحت كلمة السر "إبراهيم عيسى" انطلقوا هجوم.

بالتأكيد هناك اختلاف بين حالة إلهام وريهام وكذلك ما يصيب محمد رمضان وإبراهيم عيسى، سواء اختلاف الأسباب أو تحريك الهجوم الذي يستغل حالة "الكراهية" ويزيد منها ويبحث عما يزيد إشعالها واستفزاز تلك الطاقات؛ والنتيجة في كل الأحوال: حالة هجوم متعدد الاتجاهات على ما يتصل بهؤلاء؛ ليظهر فريق يسعى للدفاع.

هذه الحالة لا تسمح بالرؤية أو الاستمتاع بعمل، ولا تمنحنا مساحة مشاهدة "صحية" لأنها عادة ما تحركنا نحو مناطق أخرى قد يضيع معها "الإبداع" في رصد الواقع الذى نحن في أشد الحاجة لوجوده.

اكره فلان أو علان.. بأسباب أو بدون؛ ولكن تلك الحالة التي ظهرت واضحة هذا العام لا بد أن يظهر لها علاج.