الجمعة 31 مايو 2024

مساجد مصر.. شاهين الخلوتي (30-26)

مسجد شاهين الخلوتي

ثقافة27-4-2022 | 18:04

عبدالله مسعد

قديمًا كان يطلق على القاهرة مدينة الألف مئذنة لكثرة عدد مآذن المساجد بها، والتي بلغ عددها 500 مسجد، ربما قيلت تلك المقولة قديماً، قبل أن تنهار مئات المآذن بفعل الكوارث الطبيعية، مثل زلزال 1302 ميلادية، أو حتى زلزال 1992، وكذلك بفعل حرائق الفسطاط، أو تتابع الدول والممالك على مصر، أو ربما قيلت فى مرحلة متأخرة، حيث زادت عدد المساجد بشكل كبير خلال القرون الأخيرة، حيث أن بيانات إحصائية أخيرة قالت إن إجمالى عدد المساجد والزوايا الموجود بمصر بلغ 132 ألفا و809 مساجد وزاوية، منها 102 ألف و186 مسجدًا، و30 ألفا و623 زاوية.

ونستعرض معكم عبر بوابة "دار الهلال" خلال شهر رمضان الكريم يوميًا أحد أشهر المساجد التاريخية في مصر، ونتناول اليوم مسجد شاهين الخلوتي.


يعد مسجد شاهين الخلوتي هو مسجد أثري يحمل رقم (212) بسجلات الآثار الإسلامية، وهو منحوت في الجبل بمنطقة الأباجية بسفح المقطم بالقاهرة، خلف المدافن، وكانت هذه المنطقة تسمى قديمًا وادي المستضعفين.


وقد بٌني مسجد شاهين الخلوتي؛ عام (945هـ/ 1538م)، وكانت مصر آنذاك ولاية عثمانية واليها داوود باشا الخصى الذي تولي الحكم خلال الفترة ما بين (956-945هـ)، قد أنشأه الشيخ جمال الدين شاهين لوالده الشيخ الصالح العارف بالله شاهين الخلوتي الذي توفى عام 953 هجرية.


والمسجد ضمن مجموعة تضم المسجد وضريح وثلاثة قبور أكبرهم لشاهين الخلوتي؛ ثم آخران لابنه جمال الدين شاهين وابنه محمد شاهين، فقد كان المسجد يحتوي على مكان للصلاة ومئذنة وملحقات كانت عبارة عن مساكن وخلوات للصوفية، ومقابر؛ فهو كان يشبه الضاحية المعلقة بالجبل متوفر بها جميع الخدمات من خزانات للمياه ومساكن ومرافق كاملة المنافع تضمن لقاطنها حياة متكاملة.   


ويصعد إلى المسجد بممر؛ يصل منه الصاعد إلى قاعة الصلاة بالمسجد نفسه، وكان الصاعد في السابق يجد في مواجهته ضريحًا عليه قبة داخل المسجد لا يزال أثره منقورًا على هيئة مستطيل بالجهة الغربية من المسجد بجوار فتحة الصعود، وكان بالمسجد أربعة أعمدة من الحجر، وقبلته مشغولة بقطع من الرخام الملون والصدف.


وبحسب البيانات الصادرة مؤخرًا عن جهاز الإحصاء، فإن محافظة الشرقية تأتي في المركز الأول من حيث انتشار عدد المساجد والزاويا بها، يليها محافظة البحيرة، ثم القاهرة، وتمثل هذه المساجد تطورًا في فن العمارة والتي تطورت تطورًا سريعًا ساير ركب الحضارة الإسلامية فتتعدد أشكالها وأساليبها تبعا لتعدد وتغير وظائفها، فالعمارة الإسلامية بدأت ببناء المساجد والأربطة فالمدارس والمصليات والخوانق والأسبلة والتكايا على أننا إذا أردنا أن نتتبع تطور العمارة الإسلامية وجدنا المسجد حجر الزاوية فيها.

وعلى ذلك نجد أن أول عمل قام به الرسول صلى آله عليه وسلم عند هجرته من مكة إلى المدينة هو بناء المسجد في مربد التمر الذي بركت فيه ناقته وكان بناؤه بدائيا بسيطا فكانت مساحته 60 في70 ذراعًا وجدرانه من اللبن وسقف جزء منه بسعف النخيل وترك الجزء الآخر وجعلت عمد المسجد من جذوع النخل، نهج بعد ذلك المسلمون هذا المنهج في بناء مسجد البصرة عام 14 هـ ومسجد الكوفة عام 18 هـو كانت مساجد الكوفة والبصرة خالية من المحاريب المجّوفة ومن المنابر والمآذن على غرار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.