معارك فنية كثيرة دارت بين نجوم الغناء وعباقرة التلحين في الزمن الجميل وأيضا كان الشعراء طرفا فيها، ومنها معركة الموسيقار محمد الموجي والفنان محرم فؤاد بسبب أغنية "آخرة جرحي إيه" التي أعطاها الموجي للفنانة نجاة الصغيرة بعد أن غناها محرم في فيلم "وداعًا يا حب" ولاقت نجاحًا كبيرًا، فأراد الموجي استثمارها بصوت نجاة، لكن دارت بينه وبين محرم مناوشات كادت تصل إلى ساحة القضاء، واليوم نطرح قضية أخرى حول أغنية "يا رايحين الغورية" التي اشتهرت بصوت مطربها الأول الفنان محمد قنديل، ثم غناها دون علمه الفنان عبد الحليم حافظ، فماذا فعل قنديل؟.
في السطور التالية نروي التفاصيل:
فجر القضية محرر مجلة الكواكب في حوار مع الفنان محمد قنديل في عدد 3 يونيو 1958، عندما زارت الكواكب قنديل في بيته حيث كان يقطن في الدور الرابع في البيت رقم 43 بشارع نجيب الريحاني، وجاءت الزيارة لإجراء حوار مع قنديل بعدما اشتهرت أغنيته "أبو سمرة السكرة"، وعن سر نجاح تلك الأغنية أكد قنديل أنها جاءت في وقت شاعت فيه الأغنية الخفيفة ذات الألحان المطعمة بالنغمات الغربية، فكان لسحر كلمات ولحن "أبو سمرة" عامل كبير في نجاحها وانتشارها.
بادر محرر الكواكب قنديل بأنه يقال أن الفضل الأول في نجاحك يعود إلى الموسيقار كمان الطويل، ورغم ذلك فهو يهاجمك ويتهمك بأنك ناكر للجميل، فقال قنديل: العكس هو الصحيح، إن صوت قنديل هو الذي أظهر فن كمال الطويل، فبعد أن غنيت "يا رايحين الغورية" من ألحانه نجحت الأغنية، وأرادت شركة كايروفون أن تسجلها على اسطوانات، وعرضت عليّ 50 جنيها، فرفضت وتمسكت برفضي، فما كان من الطويل إلا أن ذهب إلى الشركة وعرض عليهم تسجيل اللحن بصوت عبد الحليم حافظ بالأجر المعروض، ووافقت الشركة وسجل حليم الأغنية بصوته، وكان هذا أكبر من أن يفعله الطويل معي، فذهبت إلى الشركة وعرضت عليهم تسجيل الأغنية مجانا.
رحبت الشركة بعرض محمد قنديل الذي أكد أن موافقة الشركة على تسجيل نفس الأغنية بصوته جاء بعدما لم تجد أسطوانة حليم رواجا في السوق، وقال قنديل أنه بعدما سجل الأغنية بصوته وهو مطربها الأصلي تم طبعها عدة مرات على أسطوانات، إشارة إلى إقبال الجمهور عليها، واختتم بأن كمال الطويل بعد ذلك تعمد عدم مقابلته لأنه مكسوف من قنديل، ثم بدأ يهاجمه.