ظهر في التاريخ الكثير من العلماء المسلمين البارزين الذين قاموا بإسهامات عديدة في العلم ومختلف المجالات، منها: العلوم العلمية والتطبيقية والدينية واللغوية والعقائدية والفلسفية والطبية والاجتماعية وغيرها.. بل وقاموا بتأسيس مناهج وقواعد علمية متكاملة لأشهر العلوم وأهمها التي أفادت البشرية كلها حتى وقتنا هذا، وسنقدم كل يوم عالم مسلم خلال أيام شهر رمضان المبارك، لنتعرف على إسهاماتهم على مر التاريخ، وما يتميز به، وسنذكر في أول سلسلة، أشهر وأبرز العلماء في اللغة والأدب، وما قدموه لهذا العلم.
علماء الفلسفة
يعد ابن ملكا البغدادي (480 هـ - 560 هـ / 1087م - 1165م) طبيب وفيلسوف من أشهر علماء الإسلام في القرن السادس الهجري، أطلقوا عليه "أوحد الزمان" وعمل في قصور الخليفتين العباسيين المقتدي، والمستنصر، ولُقب بفيلسوف العراقيين في عصره.
اعتنق البغدادي الإسلام وتفقه فيه، وصار متمكنا في العلوم التطبيقية، كما كان مولع بعلوم الطب منذ صغره، حتى إنه صار يجلس عند باب كبير الأطباء في زمانه وهو الحسن سعيد بن هبة الله بن الحسين يستمع لشرحه لطلابه كي يتعلم مهنة الطب.
اشتهر ابن ملكا البغدادي بجرأته في مداواة المرضى، فكان لا يتردد في أخذ القرارات في إجراء العمليات الجراحية الخطيرة، كما كان ينصح طلابه بأن الطبيب الناجح إذا اقتنع بأن ليس لديه حل بديل عن إجراء العملية الجراحية، فإنه لا يجب أن يعطي المريض الانطباع في أنه ليس مقتنعا، حتى لا يجعل المريض متخوفا، وربما يقوده تخوفه إلى صعوبة شفائه.
وعرف عن ابن ملكا قدرته على الدقة في تشخيص الأمراض، وعلاجه الكثيرين من المرضى النفسيين بالطريقة النفسية التي أدهش لها علماء الطب في العصر الحديث، بالإضافة إلى اهتماماته بمجال الطب، وعلوم الميكانيك والفيزياء والفلسفة والفلك.
ومن أبرز مؤلفاته:
- كتاب المعتبر في الحكمة عدة أجزاء، من أشهر وأهم كتبه، تحدث فيه عن النبات والحيوان، والحكمة الإلهية، والطبيعيات، طبع منه الجزء الأول في حيدر آباد عام 1357هـ، وهو في الحكمة.
- مقالة في سبب ظهور الكواكب ليلاً واختفائها نهارًا
- اختصار التشريح من كلام جالينوس.
- كتاب الأقراباذين (ثلاث مقالات).
- مقالة في الدواء الذي ألفه برشعثا، استقصى فيه صفته وشرح أدويته.
- مقالة (أمين الأرواح)، في دواء على شكل معجون.
- رسالة في العقل وماهيته.
- كتاب النفس.
- كتاب التفسير.