الجمعة 17 مايو 2024

أصحـاب العيـد

مقالات1-5-2022 | 19:39

«رحم اللَّه شهداء الوطن»، نهاية عبقرية جامعة مانعة لأحداث ملحمة «الاختيار ــ3».. تعكس وتجسد وفاء الدولة المصرية، وإيمان قيادتها السياسية الراسخ بقيمة عطاء وتضحيات وما قدمه شهداء الجيش والشرطة فداءً لهذا الوطن.. ولأن مصرــ السيسى هى دولة الوفاء لكل من أعطى وضحي.. فإن الرئيس السيسى الذى أرسى العديد من التقاليد التى ترسخ أعظم المعانى الإنسانية مثل جبر الخواطر واحترام كرامة الإنسان المصري.. ثم حرص الرئيس على أداء صلاة العيد مع أبناء شهداء الوطن.. ومشاركتهم فرحة وبهجة العيد.. هذا العمل الفريد الذى لم يسبق لرئيس جمهورية قبل السيسى أن يقدمه لمن ضحوا من أجل أن يحيا الوطن.. السيسى لم ينس يوماً أبناء وأسر الشهداء وهو ما يجسد أننا فى «جمهورية الوفاء.. وتكريم العطاء والتضحية» وليس هناك أغلى وأعظم من تضحيات الشهداء.. لذلك فهم أصحاب العيد، فلولاهم ما كنا لنحتفل ونُعَيِّدْ.. ونأمن ونستقر، ونتطلع إلى المستقبل.
  
«لولاهم ما جاء العيد».. تضحيات الشهداء هى من صنعت الفرحة والبهجة وحمت الوجود لهذا الوطن.. لذلك فالإيمان والوفاء الرئاسى بعطائهم وتضحياتهم.. بلا حدود.
 
 رحم اللَّه شهداء الوطن.. كانت أجمل عبارة ختم بها «مسلسل الاختيار٣».. الذى أخبرنا بكل نزاهة وأمانة وشفافية وتوثيق عن «حكاية وطن» كان على وشك الضياع.. كان على حافة الاقتتال الأهلي.. وتظل ثورة «30 يونيو».. فى النهاية.. أعظم أيام الوطن، سمها بما تشاء: المعجزة، الملحمة، النجاة، الطريق إلى المستقبل، سر من أسرار اللَّه، الذى عهد على نفسه حماية مصر وحفظها من كل شر.. بعد أن تكالبت عليها كلاب النار من كل صوب وحدب تحت رعاية ودعم قوى الشر الإقليمية والدولية، وبتنفيذ أشرس تنظيم إرهابى عرفه التاريخ.. لكن يد اللَّه كانت تحمى مصر.. سخَّر وهيأ لها ابناً ورجلاً عظيماً، وقائداً شريفاً من أبنائها، ليعبر بها وشعبها إلى بر الأمان، ويزيل عن صدرها كابوساً كاد يأكل الأخضر واليابس فى أرضنا الطيبة.


«الاختيار» ليس عملاً درامياً فنياً رائعاً، ولكنه وثيقة تاريخية، سجَّلت بشرف وأمانة ودقة تضاف لأمجاد الوطن التى لا حصر لها.. لم يعرض المسلسل كل الوثائق التى تكشف خيانة جماعة الإخوان الإرهابية، بل هناك ضغوط وتهديدات دولية، لكن مصر أبداً لا ترجع ولا تهاب، ولا تخاف.


«الاختيار» عمل رائع تحت عنوان «القرار» وهو توصيف عبقري.. فمن اتخذ القرار التاريخى الوطنى الذى حفظ لمصر وشعبها وجودهم وخلود وطنهم، لم يكن أمراً هيناً، بل قرار أقوى من طاقة البشر.. لكن ولأن الأقدار شاءت.. وهيأت وسخَّرت القائد الشجاع الشريف الذى لم ير إلا مصلحة وطنه والحفاظ على شعبه.


رحم اللَّه شهداء الوطن، الحكمة التى أنهى بها المسلسل أحداثه، فقد قال الفريق أول عبدالفتاح السيسي، القائد العام، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، قبل ساعات من بيان 3 يوليو: إن أبنائى من رجال الجيش والشرطة هم من سيتحملون تكلفة هذا القرار، ربما لا يعرف الناس أو تحديداً الجماهير التى تقف فى الميادين تداعيات ما يطالبون به، فقد تحدث الرئيس السيسى فى حفل إفطار الأسرة المصرية عن ذلك فى إطار الآثار السلبية للأزمات التى لا تسقط بالتقادم، أن المواطن وهو يقف فى الميدان لا يعلم بما يحدث فى ربوع البلاد، وما هى تكلفة وثمن ذلك، فالجماهير التى زادت على 30 مليون مواطن فى ميادين مصر أرادت تغيير النظام الإخوانى الفاشى والعميل، وهى على حق.. وتلك إرادة الشعب التى حماها جيش مصر العظيم، لكنهم ربما لا يعلمون تكلفة ذلك.. وهو ما حدث من عطاء وفداء وتضحيات شهداء الجيش والشرطة الذين قدموا أرواحهم للحفاظ على هذا الوطن فى مواجهة مؤامرة دولية وإقليمية نفذتها أيادى تلوثت على مدار 94 عاماً بالدم والقتل والتخريب والتفجير وخيانة الأوطان.. لكنهم أبوا أن تركع مصر أو يمس شعبها سوء، أو أن تضيع أو يتقاتل شعبها، ويتهدد أمنها.. ويتلاشى أملها فى المستقبل.


الرئيس عبدالفتاح السيسى هو أكثر من يدرك قيمة عطاء وتضحيات الشهداء.. وهو الذى لم يسبقه أى رئيس جمهورية سابق فى إحاطة أسر الشهداء بالرعاية والاهتمام بهم، وتوفير كل متطلباتهم فى حياة كريمة تقديراً لعطاء آبائهم وأبنائهم من الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداءً لمصر وشعبها.


فى صفحات الوطن، سجل التاريخ بحروف من نور تقاليد لم يفعلها سوى الرئيس السيسي، فهو جابر الخواطر، صاحب الإنسانية بلا حدود، المنحاز والمنتصر دائماً لشعبه، والمفاخر بعظمته، والفخور بكفاح ونضال الشرفاء من حياة كريمة وشريفة أساسها الحلال والذى أحاطهم بالتكريم والعناية وهو الرئيس الوحيد الذى يحرص على النزول إلى شعبه والتحدث معهم والاطمئنان على أحوالهم وظروفهم المعيشية.. وهو الرئيس الذى أدرك أزمات ومعاناة وأوجاع شعبه، فسهر على تخفيف هذه الأزمات والمعاناة.. حقق إنجازات عظيمة فى مجال الصحة، ووفر العلاج المجانى لظواهر مرضية تفشَّت فى عدد كبير من أبناء هذا الشعب، لذلك كان القضاء على فيروس «سي» وقوائم الانتظار و«100 مليون صحة» والمشروع القومى للتأمين الصحى والمبادرة الرئاسية «حياة كريمة» التى أطلقت مشروع تنمية وتطوير الريف المصرى الذى يستهدف تحسين أحوال ومعيشة 60 مليون مواطن، وتوفير الحياة الكريمة لهم.. وجميع الخدمات اللائقة لهم، بتكلفة وصلت إلى 800 مليار جنيه، وهو الرئيس الذى لم يشعر المواطن المصرى فى عهده بأى عجز أو نقص فى احتياجاته من السلع الأساسية رغم وطأة الأزمات العالمية سواء «كورونا» أو الروسيةــ الأوكرانية.


لم يغفل يوماً الرئيس السيسي.. ولم يسقط من ذاكرته أسر الشهداء، الذين ضحوا من أجل أن يحيا ويعيش هذا الوطن، ويتطلع شعبه للحياة الكريمة، بل أحاطهم دائماً بالتكريم والرعاية والاهتمام، دائم السؤال عنهم، دائم اللقاء بهم.


لم يُقْدِم أى رئيس جمهورية قبل الرئيس السيسى على مشاركة أبناء وأسر الشهداء فرحة العيد فى أول ساعاته.. وأداء صلاة العيد معهم، وإقامة احتفالية كبيرة معهم.. قبل أن يذهب إلى بيته.. ويقدم التهنئة لأسرته، ويشاركهم فرحة العيد.. هذا هو الإيمان الرئاسى بقيمة عطاء وتضحيات الشهداء الذين لولا تضحياتهم ما نَجَتْ مصر من هذه المؤامرة وما عبرت مخطط الشيطان لإحراق مصر وتخريبها، وإشعالها بالفتنة والحرب الأهلية.


الرئيس السيسى الذى يحرص على مشاركة أبناء وأسر الشهداء فرحة العيد وقضاء الساعات الأولى من أيامه، هو نفسه الرئيس الذى وفَّر الحياة الكريمة لأبناء وأسر الشهداء، هو نفسه الذى تنهمر دموعه التى تحمل أسمى معانى الإنسانية والإيمان بقيمة التضحية عندما يسمع قصص وحكايات من دفتر أحوال ومسيرة وحياة الشهداء، وكلمات الأمهات والزوجات والأبناء والأطفال الذين لم يرهم أباؤهم من الشهداء.


«كورونا».. التى أوقفت لمدة عامين.. هذا التقليد الإنسانى رفيع المستوي، ولأنها عقيدة الدولة المصرية فى عهد السيسي، تعود من جديد لتجسد قوة الاهتمام الرئاسى بالاحتفاء والاحتفال مع أبناء وأسر الشهداء من رجال الجيش والشرطة وأبناء المصريين بفرحة عيد الفطر المبارك.


الرئيس السيسى قائد السفينة المصرية، ليس لديه أهم من تعويض أبناء وأسر الشهداء عن غياب الآباء والأبناء.. لذلك تجده معهم يشاركهم الألعاب ويوفر كل ما يضفى عليهم أجواء من السعادة والفرحة والبهجة، ليكون الوفاء لعطاء وتضحيات الشهداء.. هو عنوان الجمهورية الجديدة.


الرئيس السيسى لديه إيمان ويقين أنه لولا تضحيات الشهداء ما كانت مصر تنعم بالكرامة والحياة الكريمة والمستقبل الواعد والأمن والاستقرار وبالفعل لولاهم ما كنا هنا، حيث نطمئن على هذا الوطن.. نبنى ونعمر ونسابق الزمن نحو تحقيق التقدم والتنمية والبناء وامتلاك القدرة الشاملة التى لن تسمح بتكرار أن يتعرض الوطن للخطر من جديد، دماء الشهداء هى الطاقة التى سرت فى جسد الوطن لتمنحه الصلابة والردع والقدرة على أن يتصدى لكل ما يهدد أمن واستقرار هذا الوطن، وأيضاً قدرة على مواجهة تداعيات الأزمات العالمية والوقوف على أرض صلبة.


تضحيات الشهداء هى طاقة نور وإرادة ووعى حقيقى وفهم صحيح لتحصين عقول المصريين جيلاً بعد جيل، فالأجداد والآباء والأبناء وهبوا أرواحهم من أجل أن ينعم بالكرامة.


أشياء كثيرة صنعها الرئيس السيسى فى حياتنا، ورسخها فى قاموس الوفاء المصري، وجعل من تضحيات الشهداء زاداً للوفاء وتقديرًا للعطاء لكل من ضحى من أجل مصر، قضى على عقود التجاهل لهؤلاء الذين سطروا أروع معانى التفانى والإخلاص والشرف والولاء والانتماء للوطن.. فهذا الرئيس الذى يضع أبناء الشهداء من الصغار والأطفال ويحملهم على ذراعيه، ويتأثر لمشاعرهم، هو رئيس يستحق أن نطمئن ونثق فى قيادته ويرسى مبادئ وأخلاقيات وأصولاً ويؤسس لعقيدة أن التكريم والوفاء لمن يستحقونه، وليس هناك أعز أو أعظم من معنى الشهادة ومنزلتها عند رب العالمين، ومكانتها فى نفوس البشر.. لقد ضحى واستشهد ومات من أجل أن نعيش ونحيا.. ويبقى الوطن كريماً حراً عزيزاً.. فما أعظم هذه المعاني.


العيد الرئاسي، شديد الخصوصية والتفرد.. تقاليد وقواعد وقيم لم نعهدها من قبل، لكنها تحظى بتقدير واحترام كل المصريين أصحاب الأصول والحضارة.. فاستشهاد الفرسان دفاعاً عن الأرض والعرض والكرامة، فربما لا يصل لعقل إنسان أن دماء الشهداء، هى أقوى سلاح رد تملكه الأوطان، فكيف يفكر عدونا فى الاقتراب، وهناك رجال لا يهابون الموت، ولا يخفونه، ويعتبرونه مكافأة وجائزة.. بل ويطلبونه ويسألون به ربهم «اللَّهم أكرمنا بالشهادة».. تلك هى الغاية، فإن شهادة أصحاب الحق والدين الصحيح، الذين يضحون فى سبيل اللَّه دفاعاً عن الوطن والأرض والسيادة، وأن يحيا الناس فى أمن واستقرار وخير يطمئنون بنعم اللَّه عز وجل، «فأطعمهم من جوع وآمنهم من خوف» ما أعظم أن نموت من أجل الحق والخير.. من أجل أن نفوز بجائزة اللَّه، وما أعظمها جائزة، ألا وهى الجنة والنعيم، فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.. يفضحون بنبل عطائهم وتضحياتهم شياطين الإنس الذين خانوا اللَّه ورسوله وتاجروا بدينه.. وارتدوا عباءة الإسلام زوراً وبُهتاناً.. وهم خوارج يقتلون النفس «التى حرَّم اللَّه قتلها إلا بالحق».. ويروعون الآمنين.. ويُقَسِّمُون الأوطان.


مصر تحتفل بوفاء وعطاء شهدائنا الأبرار.. وتمد لهم أيادى الامتنان والشكر والثناء على ما قدموه من تضحية أحيت الوطن، وزرعت فيه الخير والنماء والأمن والأمان.. تحية للرئيس السيسى الذى جعل من الاهتمام ورعاية أبناء الشهداء عقيدة مصرية راسخة.. فتضحياتهم حصَّنَتْ وحدة واصطفاف المصريين، وعززت أن نكون على قلب رجل واحد.. «المنسى يستشهد بجوار مينا.. ومحمد مع جرجس» جميعنا مصريون على جبهة الوطن نفتديه بأرواحنا، تختلط برماله وترابه دمائنا، لتُنْبِتَ القوة والقدرة والخير والنماء.. ما أعظم الوفاء لعطاء أشرف الرجال.. فعلى الدوام كان ومازال أبطال جيشنا العظيم وشرطتنا الوطنية على العهد مع البطولات والتضحيات دفاعاً عن الوطن.. يحمون ويحفظون معاً للوطن أمنه واستقراره وكرامة شعبه.. جيشاً وشرطة يمثلون نسيج الشعب المصري، أبناء المصريين.. الأرض والشعب لديهم «خط أحمر» يهون فى سبيله الروح والدم.


لم ينس الرئيس السيسي يوماً أسر وأبناء الشهداء، يتابعهم باستمرار، يطمئن على أحوالهم.. يوجه دائماً بتوفير كل متطلباتهم، يشاركهم فرحتهم، يبعث إليهم برُسُل الوفاء والبهجة والفرحة.. لكنه دائماً يحرص على صلاة عيد الفطر معهم.. ثم يحرص على إسعادهم ومشاركتهم الفرحة والألعاب، يحنو عليهم، يسعد برسم الابتسامة على وجوههم.. ما أعظم جبر الخواطر، والوفاء لكل من ضحى وأعطى ومات شهيداً فداءً للوطن.
 
تحيا مصر