لا شك أن القادم سيكون بالنسبة لدول العالم الأصعب مع استمرار تداعيات الأزمة الروسية- الأوكرانية.. والتوظيف الشيطانى للتأثيرات السلبية للأزمة العالمية مع الضخ الإعلامى المعادى المكثف للشائعات والأكاذيب وحملات التشكيك والتشويه وحملات نشر الإحباط والوقيعة وهز الثقة واللجوء لكل الأساليب والسيناريوهات القديمة للنيل من الدول ومحاولة تحريك الشعوب لهدم أوطانها.
لذلك نحتاج أقصى إجراءات الحيطة واليقظة والحذر ومضاعفة جهودنا لبناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح لما يحدث والهدف منه ومقاومة محاولات بث الإحباط والكآبة حتى لا تنفذ منها الأفكار الخبيثة والحملات الشيطانية.
القادم أصعب لا محالة.. والاستهداف سيكون أشرس لذلك علينا أيضاً أن نكثف جهودنا الإعلامية والثقافية والشبابية من خلال الإعلام المصرى ووزارتى الثقافة والشباب والرياضة مع الحفاظ على «الحالة الرمضانية» فى توفير السلع الأساسية وقد استشرف الرئيس السيسى ذلك مبكراً بتوجيه الحكومة باستمرار معارض رمضان فى تقديم خدماتها للمواطنين على مستوى الجمهورية.. أيضا مطلوب حالة من التأهب الأمنى واليقظة المعلوماتية وهى موجودة خاصة فى ظل استهداف حالة الاصطفاف والوحدة المصرية بأحداث مقصودة مثل حادثى الإسكندرية ومطروح.. وكذلك إقصاء كل محاولات بث الفتنة الإعلامية من تعصب كروى وفتنة دينية والتصدى للبرامج والمواد الإعلامية التى تحاول العبث فى ثوابت الدين واسناد الأمر للمتخصصين وأهل الذكر حتى ندرأ مبكراً أى مظهر من مظاهر الفتنة.
حذر مطلوب.. ويقظة واجبة.. ومقاومة وتصد لمحاولات الإحباط ونشر الكآبة .. وجهود مضاعفة لبناء وعى حقيقى أمام محاولات الفتنة والوقيعة وضرب الاصطفاف الوطنى .. وبث الفتنة وحملات الوقيعة وهز الثقة
بداية، لابد أن نثق فى أنفسنا.. وأننا نسير فى الطريق الصحيح وحققنا خطوات مهمة للغاية على مدار الـ7 سنوات الماضية ونقف على أرض صلبة ونستطيع أن نعبر ونتجاوز تداعيات الأزمة العالمية التى خلفتها الحرب الروسية- الأوكرانية، لكن فى نفس الوقت علينا أن ندرك جيداً ان القادم أصعب خاصة ان الاستهداف المعادى لمصر عبر أبواق التشويه والتشكيك وترويج الأكاذيب والاحباط وخفض الروح المعنوية والطرق على تشويه الرموز والدفع بوجوه جديدة من المرتزقة لممارسة التشويه الممنهج ودعم هذه الوجوه المستأجرة.. حيث تهز جدار الثقة بين الدولة المصرية ومواطنيها استغلالاً لتداعيات الأزمة العالمية وأثارها على جميع دول العالم من خلال توظيف شيطانى لهذه الآثار فى اطلاق العنان للشائعات التى لا تمت للحقيقة والواقع بصلة.. لذلك من المهم والحتمى ان نتحلى بالحذر والحيطة واليقظة والقدرة الفائقة على قراءة الخطاب المعادى المليء بالأكاذيب والادعاءات واستباق الشائعات الإخوانية التى سوف تصاب بالهستيريا خلال الأيام القادمة وسوف تتعالى وتتوالى حملاتها ودعواتها.. لابد أن نكون نحن الفعل ولا ننتظر أن نكون رد الفعل، لابد أن تكون لدينا خطة عمل خلال الأيام القادمة أو إستراتيجية أو رؤية يشارك فيها الجميع تعمل على تقوية جدارالثقة وبناء الوعى الحقيقى من خلال معلومات وبيانات ثقة وزيادة جرعات التفاؤل لتقاوم وتتصدى لمحاولات إحباط المواطن المصري، لابد أن يكون للإعلام ووزارتى الثقافة والشباب والرياضة والمؤسسات الدينية الحزبية أدوار مهمة فى هذه الرؤية والاستراتيجية.
محاولات ضرب اللحمة المصرية خلال الفترة القادمة ستكون فى صدارة الاستهداف ومحاولات التعجيز وضرب مصادر الموارد المصرية والعودة إلى سيناريوهات الاستهداف التى تمت عقب 2013 لكننا نثق فى قدرة واحترافية الأجهزة الأمنية لدحر وإحباط هذه المحاولات ولعل بوادر هذه النوعية من الاستهداف طفت على السطح من حادث مقتل الكاهن ارسانيوس ثم مقتل الشاب المسيحى بـ22 رصاصة فى مطروح ثم حادث الصيدلية وصفع السيدة المصرية على الوجه ليس تدخلاً أو دراية بما ستسفر عنه التحقيقات لكنه احساس وتوقع طبقاً لما يدور فى عقول أعداء مصر والمرتزقة والخونة الذين ينفذون مثل هذه المخططات لذلك يجب التأكيد على المزيد من الحذر واليقظة والضربات الاستباقية وإيلاء الأمر اهتماماً كبيراً والتعرف الكامل على ما يدور فى أذهان أعدائنا ومعرفة عناصره وسيناريوهاته بل وتحديد مناطقه أيضا ستكون هناك طبقا لقراءتى لما يدور فى أذهان الخونة والمرتزقة وليس معلومات.. محاولات لضرب النجاحات والإنجازات فى سيناء ويقينا فإن الأمور فى أرض الفيروز تمضى بما يفوق التوقعات وكل شيء تحت السيطرة الأمنية، ويقينا هناك نجاحات كبيرة فى إحباط مؤامرات واستهدافات من عناصر إرهابية وتخريبية التى انحسرت نشاطاتها بفضل بطولات رجال قواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الوطنية.
باختصار نحن بصدد موجة شرسة فى الفترة القادمة من المؤامرة التى يشرف عليها وينفذها وكلاء مؤامرة الربيع العربى ولكن بآليات وأساليب مختلفة من خلال استغلال وتوظيف أزمة الحرب الروسية- الأوكرانية التى يريدون إطالة أمدها لما تحدثه من تأثيرات سلبية على اقتصادات الدول وتخلق صعوبات فى توفير وتلبية تطلعات المواطنين فى هذه الدولة تزامنا مع توظيف الآلة الإعلامية المعادية وأبرزها أبواق ومنابر والخلايا الإلكترونية للإخوان المجرمين بضخ سيل من الأكاذيب والشائعات وحملات التشكيك والتحريض والتشوية ومحاولات الوقيعة والدفع بعناصر جديدة من المرتزقة والمستأجرين باطلاق العنان للتشويه والاتهامات الباطلة مع التخديم عليها على وسائل السوشيال ميديا ومنابر الإخوان لإعلام النجاسة لهز الثقة وخلق واقع غير موجود فى ظل تداعيات الأزمة العالمية.
أهداف مؤامرة قوى الشر التى انطلقت فى يناير 2011 لم تنته بعد.. وهناك محاولات شرسة لتنفيذ ما فشلوا فيه فى مخطط الربيع العربى لكن من خلال وسائل أخرى شيطانية تبدو غير مباشرة لكنها تحمل نفس الأهداف وهى الإسقاط بدون تكلفة مادية أو بشرية من قبل قوى الشر.
الحذر واليقظة والوعى والإجراءات الاستباقية والخطط والرؤى والإستراتيجية لمواجهة الشر القادم ومحاولات تزييف الوعى والعمل على إحداث الفتن والوقيعة.. لابد ان نكون حاضراً وان تكون لنا أهداف نسعى بكل قوة لتنفيذها لدحض وسائل الشيطان فى ظل تداعيات الأزمة العالمية.. لكن كيف ربما هناك بعض الاقتراحات التى قد تفيد فى المواجهة كالآتي:-
> أولاً: أحسنت الدولة المصرية فى التعامل مع تداعيات الأزمة العالمية بالاحتفاظ «بالحالة الرمضانية» من توفير السلع والاحتياجات الرئيسية والأساسية للمواطنين بأسعار معقولة ومخفضة مع زيادة العرض على الطلب فى جميع المحافظات.. لذلك جاء توجيه الرئيس وتكليفه للحكومة باستمرار المعارض التى أقيمت خلال شهر رمضان.
> ثانياً: الدولة أيضا تتبنى توفير برامج الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجاً، ورفعت هذا الاهتمام إلى أعلى معدلاته للتعامل مع تداعيات الأزمة العالمية وحتى لا تكون أكثر وطأة على هذه الفئات.
> ثالثاً: لابد أن يدرك الإعلام المصرى انه مطالب بمضاعفة جهوده وإدراك طبيعة الفترة القادمة وتحديد القضايا والموضوعات ذات الأولوية والتى تحبط محاولات كل منابر الشر وتفشل أهدافها.. لابد من تقارب وتمازج بين الحكومة والإعلام يوضح آخر المستجدات.. ويعمل على بناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح لكل ما يجرى فى العالم والمنطقة، وتفسير الإجراءات الاقتصادية، وكذلك أهداف الإعلام المعادي، ولابد من فضح أهداف الخلايا الإلكترونية والمنابر الإخوانية بدلاً من التنظير والتحليلات غير المجدية أو النظر إلى النواحى الفنية فى الحرب الروسية- الأوكرانية، ما أراه من تعليقات من بعض المحللين الذين هم فى الحقيقة منتهى الصلاحية ولا يجب ان يراهم المشاهد فى الأصل سواء لعدم امتلاك القبول أو قراءة البوصلة المصرية ومتطلباتها أو تاريخهم مع السلوكيات الرخيصة.. الأهم هو التركيز على البعد الاقتصادى فى الأزمة وتداعياتها على الشعوب والمواطنين.. وإجراءات الدولة فى التعامل والتعاطى خاصة وان الرئيس السيسى فى حفل إفطار الأسرة المصرية كلف الحكومة بعقد مؤتمر صحفى عالمى لعرض خطة الدولة للتعامل مع الأزمة العالمية وفى اعتقادى ان هذا المؤتمر لابد أن يعقد بشكل مبكر واستباقى لما هو قادم.
من لا يفهم ويعى أهداف الدولة المصرية ومتطلبات المرحلة أو الفترة الحالية ويتحدث فى الإعلام أعتقد انه اضاعة للوقت لابد ان يعلم الموطن ايه الحكاية ولماذا وتأثيرات الأزمة عليه خاصة ان شعوب الدول المتقدمة اكتوت وسوف تزيد قسوتها فى عدم توفر السلع وارتفاع أسعارها؟.. الخطاب الإعلامى العقيم لن يجدى نحتاج وجوهاً أكثر قبولاً وفهماً لما يدور وأسبابه ومتطلبات بناء الوعى لدى المواطن.
> رابعاً: التوقف عن أحاديث الاحباط والتخويف والتركيز على الشرح والفهم ونشر التفاؤل والاطمئنان والأمل والثقة لدى المواطنين.. والتأكيد على قدرة الدولة فى التعامل مع الأزمة وكما قال الرئيس السيسى ان هناك العديد من الأزمات والظروف الأكثر صعوبة وآخرها «كورونا» نجحت الدولة فى التعامل معها، وأن ظروفنا وأوضاعنا الحالية أفضل بمئات المرات من وضعنا الاقتصادى عقب أحداث 25 يناير 2011 الذى تراجع التصنيف الاقتصادى فيها إلى 6 مرات وتآكل الاحتياطى النقدى الأجنبي.
> خامساً: من المهم ايجاد برامج ثقافية وشبابية وترفيهية للشباب وبما أننا فى بدايات أشهر الصيف والمصايف يمكن تنظيم مصايف ومعسكرات شبابية تفرغ فيها طاقات الشباب وتجعلها وسيلة للتنفيس عنهم وتوفير الترفيه والتوعية وبناء الوعى الحقيقى لديهم ومن الممكن أيضاً أن تساهم وزارة الشباب والرياضة فى تنظيم مصايف تحقق أهدافاً متعددة وبسعر رمزى باستغلال نزل وبيوت ومدن الشباب ويمكن لوزارة الشباب والرياضة أن تنظم بطولات رياضية متنوعة فى المدن الساحلية.. تستوعب شباب جميع محافظات الجمهورية.
> سادساً: لابد ان تشهد الفترة القادمة تحركاً قوياً من وزارة الثقافة من خلال صياغة برامج ثقافية وفنية وأدبية واستغلال فترة الصيف والمصايف والذهاب فى قوافل وبرامج فنية غنائية بامكانيات وزارة الثقافة والأوبرا المصرية وفرق الثقافة والشباب والرياضة والمواهب الغنائية المصرية من نجوم العرب وفرق الفنون الشعبية.. والعمل على خلق حالة فنية غنائية ترفع ترمومتر التفاؤل والبهجة وتشكل الوجدان فلابد من توظيف الفنون كما فعلت الدراما الرمضانية فى مجابهة المغالطات والأفكار وتوثيق التاريخ والمواقف المضيئة لذلك فالغناء يرسخ التفاؤل ويبعد شبح الكآبة التى إذا جاءت أو حلت تجعل الشخص مهيأ لتقبل الأفكار السلبية أو نفاذ الوعى المزيف، الغناء يمكن أن يصنع حالة من التفاؤل والبهجة خاصة الغناء الأصيل والراقى والمشروع الذى يجب ان تتبناه وزارة الثقافة يستطيع ان يواجه التدنى والابتذال والإسفاف.
يمكن ان تقدم الجامعات لأبنائها من الطلاب برامج ترفيهية مدعومة وقضاء أيام فى أفواج مختلفة على مدار الصيف فى المدن الساحلية، ما أريد أن أقوله ان تمكين الشباب من التنفيس حتى ولو لمدة أيام قليلة يخلصه من الرتابة والملل ويجدد حياته ويمنحه التفاؤل والأمل وفرصة للحوار والنقاش وبناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح، واطلاع الشباب على حقائق الأمور وسوف يكونون سفراء ورسلاً لنقل حالة الفهم والوعى إلى أسرهم.
يمكن أن تتضمن هذه البرامج الشبابية والترفيهية والغنائية والأدبية جولات وزيارات للمشروعات القومية الممتدة فى جميع محافظات مصر، ويمكن أيضاً أن تنظم لشبابنا جولات وزيارات فى قرى «حياة كريمة» فى المرحلة الأولى من مشروع تطوير وتنمية الريف المصري.
مواجهة الأزمة العالمية تحتاج إجراءات اقتصادية والدولة تقوم بواجبها فى هذا الصدد على أكمل وجه لكن أيضاً المواجهة أيضاً تحتاج أجواء نفسية ووجدانية وحالة من التفاؤل من خلال برامج مفيدة بالاضافة إلى إعلام أكثر فهماً ووعياً لمتطلبات وموضوعات المرحلة لمقاومة حملات شرسة من كلاب النار فى الخارج الذين يراهنون على استغلال وتوظيف تداعيات وأثار الأزمة فى تحقيق أهدافهم.
> سابعاً: الأمر المهم لابد من اقصاء جميع محاولات بث الفتنة وشق الصف وهو ما يتطلب ايقاف البرامج التى تدعو إلى التعصب والفتنة سواء على مستوى البرامج الرياضية أو برامج تتحدث فى الدين دون اختصاص وتمس الثوابت والعقيدة أو بدلاً من الايقاف منع الأحاديث فى مثل هذه الأمور التى تسبب احتقاناً وفتناً فى ظل ظروف صعبة وتداعيات قاسية للأزمة العالمية تلقى بأثارها السلبية على الدول والشعوب.. ولا أريد أن اسمى أصحاب هذه البرامج والأفكار الشاذة والمريضة والغريبة على مصر وشعبها.
تحيا مصر