التلوث الصوتي
بالاستقراء في النصوص والقواعد الشرعية يتضح أسبقية الشريعة الإسلامية في التنبيه على خطورة الضوضاء والأصوات المزعجة .
في مجال العبادات:
- يقول الله تعالى: "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا".
وجه الدلالة: النهي عن رفع الصوت في الصلاة وهي أعظم شعائر الدين يدل على عناية الشرع الحنيف بالاعتدال في الصوت.
- "بينما نحن نصلي مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم - إذ سمع جلبة خارج المسجد، فقال: ما شأنكم؟، قالوا: استعجلنا إلى الصلاة. قال: لا تفعلوا، إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة، فما أدركتم فصلوا وما سبقكم فأتموا".
وجه الدلالة : دل الحديث الشريف على عدم إحداث جلبة وضجيج حتى ولو كان في الطريق إلى الصلاة.
- خبر: "إن الله يبغض كل صخاب في الأسواق".
وجه الدلالة: واضح في النهي عن الضوضاء والضجيج في الأسواق.
مجال السلوكيات: يقول الله تعالى "إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم ".
وجه الدلالة: مدح الشارع الحكيم أولئك الذين يتحدثون بصوت حفيض ويغضون أصواتهم بمغفرة واجر عظيم.
"واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ".
وجه الدلالة : شبهت وصورت الآية الكريمة الصوت العالي المرتفع الذي لا ضرورة ولا مصلحة بصوت الحمير، وهذا الذم يقتضي اجتناب رفع الصوت دون مبرر.
يضاف إلى ذلك الأحكام الفقهية التي استنبطها الفقهاء من الأدلة الشرعية والتي قصدوا لها القواعد الفقهية، فلقد عد فقهاء الشريعة الضوضاء من مصادر الضرر الذي يجب دفعه وإزالته فمن ذلك:
- قاعدة: "لا ضرر ولا ضرار" وقاعدة: "دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح "
تقسيم الضرر الناتج عن الضوضاء إلى :
أ- ضرر يجب دفعه. ومثاله: الأصوات الناتجة عن حركة البوابات والرحى وما أشبه.
ب: ضرر يحتمل. ومثاله: الأصوات البسيطة الناتجة عن بعض الصناعات المعيشية كدق التوابل والحديد.
وقد فصل الفقهاء القول في هذه الأمور في مصنفاتهم مما يدل على شمولية الشريعة الإسلامية للنوازل والطوارئ والعوارض ومنها التلوث الصوتي.