بقلم : طاهر البهى
لم أكن أتصور أن يأتى اليوم الذى يعلن انتصار حقبة الثمانينيات بكل هذا الإجماع الجماهيرى، فقد كنت سباقا إلى الانحياز لجيلى منذ بداية حياتى العملية وأتذكر أننى خضت معركتين خاطفتين فى سبيل ذلك، الأولى مع د. نعمات أحمد فؤاد وكنا فى مزرعتها بالمريوطية وقت أن استفزنى حكمها الجائر عندما قالت لي: إن جيلك لم يفرز مواهب لافتة للانتباه، ما أثار انفعالى فى أدب ضاربا الأمثال: فى الغناء والكتابة والشعر والمسرح، وقلت إنه جيل أنتج كوكبة متميزة من المطربين أمثال: على الحجار، محمد الحلو، محمد ثروت، أحمد إبراهيم، سوزان عطية، وفى الشعر الغنائي: جمال بخيت، وائل هلال ومحمد القصاص، لينضم إليهم فيما بعد الموهوب أيمن بهجت قمر، هذا الجيل الذى برهن أنه لم يبدع نقلا عن أحد كما أنه ليس بوقا لأحد!
بهدوئها الشديد الذى كان يحثنى على مزيد من الحماس، أنهت المناقشة بقولها: سوف تندم على رأيك وسوف تتبنى ما قلت أنا بعد حين!
المناقشة الثانية كانت مع أستاذى الكاتب الكبير مفيد فوزى عندما لاحظ أننى أسرف فى حواراتى مع الوجوه الشابة الذين أصبحوا نجوم الصف الأول فيما بعد، وسألنى من فلان هذا الذى تتحمس له؟ قلت بثقة: عادل إمام نجم المستقبل «وقد كان .»
الآن أجد هوسا بين الشباب بأغنيات ومسلسلات ومسرح الثمانينيات، أشعر بالفخر لانتصار جيلى الذى حمل الراية بعد عمالقة الفن فى الستينيات.