الإثنين 3 يونيو 2024

ذكريات رحلة إلى بيروت (٥-٥)

14-7-2017 | 15:43

 

أوشكت رحلتى إلى بيروت على الانتهاء... كان لقائى مع كريم بقرادونى العقل المدبر لحزب الكتائب وقوات سمير جعجع هو اللقاء رقم ١٧.. والأخير مع قادة وزعماء الفصائل والأحزاب والتيارات التى حولت ميليشياتها المسلحة لبنان.. من أجمل بلد عربى.. إلى البلد العربى الوحيد الذى لا يذهب إليه إلا ضباط وجواسيس وعملاء أجهزة المخابرات العالمية على تعدد أهدافها وأسمائها ومراميها.

فى فيلته قلت للسيد حسين الحسينى رئيس مجلس النواب اللبنانى: معى زادى وزوادى ١٦٠٠ شريط تسجيل لزعماء لبنان كلها حول كيف يمكن وقف الحرب الأهلية المشتعلة على أرض لبنان منذ سنوات طويلة؟!..

معى ١٦ شريطاً أخاف أن تصادرها المخابرات السورية الموجودة هنا فى لبنان؟.. أرجوك يا دولة الرئيس) حسين الحسينى( أنا خائف من مصادرة الشرائط من جانب ضباط ورجال العميد غازى كنعان قائد المخابرات العسكرية فى لبنان.. تلك هى مشكلتى الآن أعرضها عليكم دولة الرئيس؟!

هل لديكم حل؟!

فى طريقى من بيروت إلى سوريا عبر طريق الشام لاحظت أن أول نقطة أمنية يكاد جنودها وضباطها السوريون يعرفون اسمى وأصلى وفصلى.. فجأة اقترب منى أحد ضباط المخابرات العسكرية السورية: الأستاذ سليمان... نعم.. أهلاً وسهلاً سيادة نائب العميد غازى كنعان ينتظرك فى مكتبه ممكن تشرفنا قليلاً؟!

حاولت أن أتماسك.. استطعت ذلك.. وقفت أمام الرجل الثانى فى المخابرات العسكرية السورية المرابطة فى لبنان (للأسف ضاع اسمه من ذاكرتى ولم تضع ملامحه الذكية).. كوب من الشاى أعقبه عصائر أهل سوريا المشهورة.. شعرت بدفء إنسانى بعد ساعات طويلة من الأرق والقلق خلال أيامى الثلاثة الأخيرة فى بيروت؛ خشية أن تضيع أوراقى وتسجيلاتى أو تقع فى قبضة المخابرات السورية فى مطار دمشق.

وداخل الطائرة الرومانية التى أقلتنا -صديقى المصور فاروق عبدالحميد وأنا - شعرت بأن مهمتنا أو رحلتنا الصحفية إلى بيروت قد نجحت الحمد الله.

فور وصولى إلى منزلى بمدينة السلام، حيث كنت أسكن اتصلت بمنزل رئيس التحرير لأخبره بعودتى إلى البلاد.. حمداً لله على سلامتك يا بطل.. قالها لى الأستاذ مكرم، أتأخرت ليه فى العودة.. على أى حال أنا كنت باطمن عليك كل يوم الصبح من الدكتور أسامة الباز وكان قالى إنك قاعد فى بيت القنصل المصرى وفى حمايته الشخصية.. حمداً لله على السلامة.. كتبت الشغل؟.. بكره الجمعة وجاى السبت كتبت أول حوار أجريته مع رئيس الوزراء اللبنانى د.سليم الحص.. ماشى.. وسكت الكلام.

يوم السبت فى مكتبه قال لى الأستاذ مكرم فين حوار ميشال عون.. هانبدأ به رحلتك فى لبنان..

كانت مفاجأة ولذا.. كان على أن أعود بسرعة إلى البيت لأجهز حوار العماد ميشال عون مع إعداد تقرير شامل حول ماذا يجرى فى بيروت الغربية.

بذكائه الصحفى واقتداره السياسى أفرد الأستاذ مكرم غلاف المصور لرحلة بيروت.. طفلة على تلال بيوت مهدومة.. وحواره العماد عون.. وبدأت حلقات الرحلة تتوالى .

فى نقابة الصحفيين قال لى فيليب جلاب أستاذى عن بعد.. ادخل المسابقة بشغل حوارات بيروت.. ودخلت بالفعل!

بالصدفة التقيت بالزميلة العزيزة نوال مصطفى يوم التقدم لجائزة التفوق الصحفى.. نوال دفعتى فى كلية الإعلام.. أعجبت بالحوار الذى أجرته نوال مع أنديرا غاندى.. لكن.. لكن.. لكن.. الحوار نشر فى عام ١٩٩٠ وليس ١٩٨٩.. لفت نظرها إلى ذلك.. لكنها قالت خلاص ها أتقدم بحوار أنديرا يا سليمان!.

أعلنت الجوائز.. فازت نوال بالمركز الأول وفزت بالمركز الثانى.. وتسلمت جائزة من د. عاطف صدقى وصفوت الشريف و د. مصطفى كمال حلمى.. وبالطبع كان هناك الفائز الحقيقى بالجائزة.. أقصد الأستاذ مكرم نقيب الصحفيين أنذاك.

طلب منى أخى وصديقى مجدى مهنا رحمه الله ألا أثير موضوع أن حوار نوال منشور عام ١٩٩٠.. سكت على مضض.. أعمل أيه.. النتيجة أعلنت خلاص.. ثم إن مجدى مهنا ونوال مصطفى هما الاثنان دفعتى..

وتوتا توتا خلصت الحدوتة!!