حوار: هشام الشريف
عدسة: إبراهيم بشير
«صوت كل عربى حاضر معنا وهويتنا واضحة»، و»اسم إذاعتنا كبير وتاريخنا مُشرف ولدينا مدرسة أن كل جيل يُسلم الآخر».. عبارات أكدت عليها الإعلامية الدكتورة لمياء محمود رئيس إذاعة «صوت العرب» فى حوارها مع «المصور» بمناسبة احتفال «صوت العرب» بعيد ميلادها الـ٦٤.
«لمياء» كشفت عن مفاجأة كبيرة خلال المرحلة المقبلة، وهى المشاركة التفاعلية مع المستمعين ليس داخل موجات الإذاعة فقط، بل عبر الإنترنت والنايل سات. رافضة اتهام «صوت العرب» بالمحلية، قائلة: إن «الجهات الثقافية فى الوطن العربى تحرص أن تكون إذاعتنا حاضرة فى ندواتها ومؤتمراتها، وتم تكريمنا من معظم الدول العربية لتغطيتنا المتميزة، ورسالتنا لكل العرب، ونتعاون مع السفارات العربية لاستضافة الرموز فى شتى المجالات».
«لمياء» تحدتث بكل شفافية ووضوح وانتقدت الإنفاق الضخم على الإعلام الخاص، وقالت: «هذا الإنفاق صعّب علينا الأمر وأفسد النجوم برفع أجورهم بشكل مبالغ فيه.. وللأسف هناك صورة سلبية يصدرها البعض عن الإعلام العام فى مصر ويروج لها فى الإعلام الخاص، وهى مؤثرة ويؤخذ بها على أنها واقع». تفاصيل كثيرة عن أشهر النجوم الذين كانت بدايتهم فى الإذاعة، ودور «صوت العرب» فى محاربة الإرهاب، فى السطور التالية، فإلى الحوار:
«صوت العرب» تحتفل بمرور ٦٤ عاما على تأسيسها.. كيف استفادت الإذاعة العريقة من جيل الرواد أمثال أحمد سعيد، ومحمد مرعي، وحمدى الكنيسى، وأمينة صبرى، ونادية حلمى وغيرهم؟
رواد الإذاعة فى قلوبنا وعقولنا وهم أستاذتنا، و»صوت العرب» تتميز بأنها مدرسة متتالية الحلقات، جيل يسلم جيلا الأمانة.. ونحن تعلمنا من روادنا أشياء كثيرة ووجودهم فى برامج الهوا بشكل غير ثابت طبقا للقرار الوزارى بعدم التعاقد مع الإذاعة، إلا أسماء محددة، والوحيد الذى يقدم برنامجا يوميا حمدى الكنيسي، ورغم ذلك فى كل المناسبات نستعين بهم ففى المناسبات الوطنية الكبرى نذيع حلقات «فى أسبوع الحديث» للإعلامى الكبير أحمد سعيد، وهى سلسلة قدمت أكثر من مرة أيام العدوان الثلاثى عام ١٩٥٦، وذكرى الوحدة بين مصر وسوريا عام ١٩٥٨.. فضلًا عن أننا نستفيد من محمد مرعى وأمينة صبرى والعديد من عمالقة الإذاعة فى كل المناسبات، ولدينا برنامج أسبوعى «صندوق الدنيا»، ويعتمد على التسجيلات النادرة والقيمة لبرامج وأعمال درامية ورغم أننا لا ننتج دراما إلا قليلًا، نظرًا للأزمة المالية التى تواجه الإذاعة المصرية حاليًا، ونقدم أربعة مسلسلات يومية من تراث صوت العرب من إبداع المخرجين العظماء.
فى رأيك.. كيف تستعيد «صوت العرب» هويتها من جديد لتشمل كافة الاهتمامات العربية؟
هوية «صوت العرب» أصبحت واضحة جدًا فى برامجنا وتعاملاتنا، والدليل الكثير من الشخصيات العربية تطلب أن تكون إذاعة «صوت العرب» حاضرة فى كل المناسبات، فاسم «صوت العرب» كبير وتاريخ مشرف، ونحن نستفيد بامتداد هذا التاريخ ونبنى عليه بالطريقة الحديثة، فهويتنا واضحة، ولدينا ندوة أسبوعية بيننا وبين إذاعة عربية حول قضية مشتركة من خلال برنامج «جسور المحبة»، فضلًا عن ليلة فنية ثقافية شهرية، كل هذا لم يكن موجودًا قبل ذلك، ونتمنى أن يكون هناك تدعيم دائم لدور التعاون العربي.
كان لـ«صوت العرب» دور هام فى تدمير المدمرة «إيلات».. فهل تلعب نفس الدور فى التصدى للإرهاب؟
«صوت العرب» كان لها دور سياسى وقومى على مدار سنوات كثيرة، بالفعل كلمة سر المدمرة إيلات خرجت من صوت العرب، فصوت العرب يواكب دائمًا الأحداث التى يمر بها الوطن العربي، وبلا شك الوطن العربى يواجه تحديات كثيرة مثل الإرهاب والتطرف، وبكل تأكيد صوت العرب تهتم بهذا الأمر بشكل كبير؛ حيث تقدم العديد من البرامج النقاشية وطرح المواضيع فى ندوات، ويتم ذلك بشكل مستمر ومتكرر وبزوايا مختلفة.. كما نناقش المخاطر والدوافع من وراء العمليات الإرهابية وما ينتج عنها من آثار نفسية وسياسية واقتصادية، وفى بعض الأحيان يكون هناك بث مشترك بين «صوت العرب» كإذاعة، وبعض الإذاعات العربية الأخرى التى تعانى دولها من الإرهاب مثل إذاعة الرياض، والجزائر، والأردن.
«صوت العرب» كان لها دور كبير فى تغطية المشروعات القومية التى شهدتها مصر، وأيضا العالم العربي.. حدّثينا عن هذا الدور؟
نُقدم رسالة أسبوعية مطولة لأكبر مشروع تم خلال المرحلة الماضية وهو مشروع قناة السويس، وما يحدث به من تطورات الآن، نحن مستمرون مع المشروع ونجرى حوارات الشباب حول هذه المشروعات الكبيرة، بالإضافة إلى تغطيتنا للمشروعات الثقافية التى تطرح داخل الجامعات المصرية والمؤتمرات الكبرى التى تحدث داخل جامعة الدول العربية ومتابعة مردودها على المجتمعات وخططها التنفيذية على أرض الواقع، فإذاعة صوت العرب تتابع كل المشروعات ليس فى مصر فقط، بل لكل الوطن العربى لأنها رسالتنا لكل العرب.
لكن هناك من يقول إن «صوت العرب» تهتم بالشأن المحلى فقط؟
هذا الكلام عار من الصحة، والدليل أن «صوت العرب» تقدم يوميًا فترات طويلة للوطن العربى وهى «صباح الخير يا عرب»، وبرنامج «يا سادة يا كرام»، ولدينا برنامج «بالعربي»، بالإضافة إلى خمس فترات إخبارية يومية من الفترة الثانية وحتى السادسة، وهى تتعامل مع الأحداث السياسية والاقتصادية فى كل الوطن العربى من خلال المسئولين عن هذه الأحداث، كما أن البرامج المسجلة يراعى أن تكون الشخصيات العربية واضحة بكل قوة، ومؤخرًا استضفنا نجم الغناء السورى صفوان بهلوان، وهناك تعاون بين السفارات العربية داخل مصر و»صوت العرب» لاستضافة كل الرموز العربية فى شتى المجالات.. فضلًا عن أنه فى ختام كل شهر نُقدم حفلة بعنوان «ليلة عربية»، ويتم اختيار إحدى الدول العربية التى تبرز لنا الشعراء والفنانين والأدباء والشخصيات العامة من هذه الدول، ومعهم مجموعة من الشخصيات المصرية التى لها علاقة بنفس الموضوعات التى تطرح على إذاعة «صوت العرب». بالإضافة إلى برنامج يومى «إذاعات العرب فى صوت العرب» وهو مقاطع من برامج تبث من إذاعات عربية بالاتفاق مع اتحاد الإذاعات العربية، وكذلك برنامج «مجلة الإذاعات العربية» ويقدم فقرات مطولة من برامج تقدمها الإذاعات العربية.. فـ»صوت العرب» حاضرة معنا والدليل أيضًا أن كثيرًا من الجهات الثقافية فى الوطن العربى تحرص أن تكون «صوت العرب» حاضرة فى كل ندواتها، ومؤتمراتها وفعالياتها، وتم تكريمنا من معظم الدول العربية لتغطيتنا المتميزة فى كل الفعاليات داخل الوطن العربي.
التطورات التى حدثت للإعلام فى الآونة الأخيرة جعلته مكلفًا جدًا.. فما المعوقات التى تواجهكم فى تطوير الإذعة؟
بالتأكيد الإعلام أصبح صناعة مُكلفة، وصعّب علينا الأمر هذا الإنفاق الضخم على الإعلام الخاص، وللأسف أفسدوا النجوم على الإعلام المصرى من خلال رفع أجورهم بشكل مبالغ فيه، ورغم ذلك مازال هناك إعلاميون لديهم الحس الوطنى وإدراكهم بأهمية دور الإذاعة ووجودهم فيها، والدليل على ذلك أن الفنانين عزت العلايلى وإنعام سالوسة حصلا على أجر الإذاعة فى مسلسل «خيوط الشمس» ولم يطلبا الأجور الفلكية التى يقدمها الإعلام الخاص للفنانين، والعديد من الفنانين الذين يشاركون فى مسلسلات إذاعية كانوا يتبرعون بأجورهم تضامنا مع الإذاعة.
لكن البعض يرى أن الإذاعة المصرية بكل شبكاتها بلغت الشيخوخة فى ظل وجود الإذاعات الخاصة.. كيف ترين ذلك؟
لا ننكر أن الإذاعات الخاصة استطاعت جذب الكثير من الشباب بلونها الخفيف وهو يمثل فئة معينة من المجتمع، وهذا لا يعنى أننا لا نحتاج إلى البرامج الخفيفة، لكن لفترة معينة ليس كل الوقت، لأن دور الإذاعة تنموى فى المقام الأول، والإعلام أنشئ ليكون حلقة الاتصال بين المواطن والمسئول، وعلينا تطوير أدواتنا وأساليبنا لتتواكب مع الحديث، فلا يليق بنا أن نقدم عام ٢٠١٧ نفس الطريقة التى كنا نقدمها عام ١٩٧٠، كما أن مواقع التواصل الاجتماعى الآن أصبح لها دور فى الإذاعة والمتابعة الحية لحظة بلحظة، لذلك علينا أن نستوعب جميع الوسائل ونستفيد منها، والمشاركة التفاعلية مع المستمعين ليس داخل موجات الإذاعة فقط، بل تمتد عبر الإنترنت والنايل سات وهذا هو التحدى التكنولوجى الذى نواجهه خلال المرحلة القادمة.. أما ما يقال إن الإذاعة فى مرحلة الشيخوخة والإذاعات الخاصة بلغت سن الرشد، فأنا أوجه سؤالى لهؤلاء متى آخر مرة استمعت فيها إلى المحطات الإذاعة العامة وبرامجها التى ليست على هواك؟، أعتقد لا توجد إجابة!، للأسف هناك صورة سلبية يصدرها البعض عن الإعلام العام فى مصر ويروج لها فى الإعلام الخاص، وعدوى الكلام تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهى مؤثرة ويؤخذ بها على أنها واقع.. وأؤكد هذا لن يطول كثيرًا لأن الإعلان الخاص يقع فى أخطاء كثيرة وخاصة فى السلبيات القيمية فى التعامل مع القضايا الاجتماعية والأخلاقية، وفى النهاية المواطن المصرى سيعود للحكمة فى اختيار ما يشاهده وما يسمعه وما يقرؤه.