الأربعاء 15 مايو 2024

“الحرب بالتنمية”

14-7-2017 | 19:03

بقلم –  صلاح البيلى

من الظلم الفادح أن يقع عبء مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف على عاتق القوات المسلحة والشرطة المدنية وحدهما.

نعم إنها عصا غليظة وخشنة مطلوبة لردع حملة السلاح ولكن مصر بحاجة لحرب شاملة أساسها التنمية على المدى الطويل لأنه لا يصح انتظار جيل الشباب حتى يقوم آخرون بتسميم أفكارهم وغسل أدمغتهم ثم نواجههم بل الأجدى والأصح أن نواجه مبكراً جداً بالفصول الدراسية والتعليم الجيد، والوحدات الصحية اللائقة بآدمية الإنسان، وبالطريق الممهد والسلع الرخيصة وبزراعة شبه جزيزة سيناء بالناس والمصانع والمزارع لأن البناء فى البشر أهم من البناء بالحجر وفى الحجر.. مصر تخوض حرباً طويلة المدى لا يصح أن تكون المواجهة فيها بالبندقية والطائرة والدبابة فقط.

تلك مواجهة آنية ضرورية ولكن المواجهة الحاسمة فى بناء الوعى والانتماء الحقيقى ومحاربة الفكر المتطرف من جذوره بالفصل الدراسى والعيادة الطبية وقصر الثقافة ودور العبادة بخطاب تنويرى حقيقى لا خطاب دعائى سطحى ولا خطاب إعلامى أجوف يضر أكثر مما يفيد.

خلاصة القول دعونا نتوقف عن الغناء وعن النواح فالأمم لا تبنى بشلال من الأغانى الوطنية ولا بجداريات البكائيات بل كما قال “ تشرشل” لمواطنيه يوماً بعد الحرب العالمية الثانية وقد خرج منتصراً على ألمانيا النازية: “لست أعدكم إلا بالعرق” ونحن بحاجة للعرق. أى العمل الجاد المخلص من أصغر رئيس وحدة محلية فى أقاصى الصعيد إلى وزراء الحكومة الذى لا يشعر المواطن ببعضهم لغياب دورهم المتفاعل مع الجماهير. نعم نحزن لدم الشهداء ولكن قبل الفداء بالدم هناك أكثر من وجه للفداء، وبدلاً من إلقاء العبء كله على الجيش والشرطة لابد أن تقوم كل وزارة وجهة بدورها فى الحرب بالتنمية.

 

    Dr.Radwa
    Egypt Air