حوار: عمرو محيى الدين
"كأنك تراه" مسرحية من طراز خاص تسمو بالمشاعر والوجدان.. فكرة جديدة من خلالها استطاعت أن تبدع بقلمها وتجتهد من خلال تصفحها لكتب التراث لتصنع حبكة مسرحية قريبة من القلوب .. وتضع يدها على سلبيات كثيرة فى المجتمع وكيف افتقدنا السير على نهج النبي الكريم فى المعاملات.. إنها المؤلفة الشابة نسمة سمير التى تحدثت عن مسرحيتها "كأنك تراه" التى عرضت على مسرح الطليعة خلال شهر رمضان، وكيفية التحضير لها والمعوقات التى واجهتها وذلك فى سطور هذا الحوار..
تحدثت نسمة سمير مؤلفة العرض المسرحي " كأنك تراه" عن فكرة المسرحية كيف بدأتها فقالت طلب منى المخرج ماهر محمود أن نقدم عرضا مسرحيا يتعامل مع فكرة قدوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لنا، ومدى افتقادنا لمثل هذه القدوة فى أيامنا المعاصرة، وكان التحدي بالنسبة لى أن أجد رابطا بين الزمن الحالي والماضي.
وكان لابد من إيجاد شخصية وسيطة تشبهنا، فتبادر إلى ذهني شخصية أويس القرني، هذا الرجل الذى آمن بالرسول الكريم ولكن لم تسمح له الفرصة بلقائه، نتيجة أنه كان يعيش فى بلد آخر وكان جليسا لأمه المريضة فلم يتسن له رؤية النبى محمد صلي الله عليه وسلم، فمكث فى بلده متمنيا لقاء النبي، ثم دفن أويس فى الصعيد وأصبح له مقام وهو سيدى عويس، هذه الشخصية جذبتنى جدا وقررت أن يتم تجسيدها فى المسرحية بشكل وكأنه يظهر للناس فى وقتنا الحالي ويكلمهم وينصحهم، فيظهر لمن يغش ومن يظلم ومن يكذب ومن ملأ التطرف قلبه وامتدت يداه الغاشمة لتقتل من هو ليس على دينه.
وتتابع: إلى جانب شخصية أويس القرني، حرصت على أن أجمع نماذج مختلفة من الشخصيات فى حياتنا التى تعيش بيننا ولا تقتدي بالرسول الكريم فى أغلب المعاملات التى أصبحت تخلو من المبادىء.
وتضيف: تطرقت أيضا إلى كلمة "اللهم صلي على النبي" التى أصبحت تستخدم كاللبانة فى الفم" فى مواقف لا يمكن أن نقول فيها " اللهم صلى على النبي"، فتجد البائع يغش فى الميزان ويعلى صوته بـ " اللهم صلى على النبي" وتجد فتى يعاكس فتاة بجملة وينطق بنفس الصلاة على النبي، وتجد آخر يأخذ رشوة ولسان حاله "اللهم صلي على النبي" وغير ذلك من الأمور التى نراها.
وتتابع: استعنت بالتراث وأشعار حسان بن ثابت والحلاج وابن الفارض فى الأغانى التى قدمت بالعرض المسرحي، واخترت أن تكون اللوحة الأخيرة هى الفتنة التى يحاول المتطرفون إشعالها بين نسيج الوطن الواحد المسلمون والأقباط، وقد تبادر إلى ذهني هذه اللوحة عقب تفجير الكنيستين فى أول العام الحالي، وختمت المسرحية بأغنية «يا لطيف» مؤكدة أن الفكر هو الحل لمنع التطرف.
وتوضح: بدأنا العرض فى يوم 13 رمضان، وكنت متخوفة من التوقيت، فربما لا يستطيع الجمهور أن يشاهد العرض خلال الشهر الكريم، إلا أننى فوجئت بالإقبال على المسرحية التى أثنى عليها رئيس البيت الفني للمسرح إسماعيل مختار والمخرج شادي سرور، وأعلن مختار دعمه للمسرحية، وكان مؤمنا بالنص لدرجة كبيرة، وكذلك بالوجوه الشابة، وننتظر عودتها بعد العيد.