بعد العمليتين الإرهابيتين فى سيناء اللتين تم تنفيذهما خلال الأيام الماضية وراح ضحيتهما أكثر من 20 شهيداً من قواتنا المسلحة، وجب علينا أن نضع سؤالا مهما ونحاول الإجابة عنه، أما السؤال فهو "هل انتهت عمليات داعش فى سيناء؟"، وربما يتسرع البعض الإجابة بـ"نعم"، خصوصا بعد تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى عيد الفطر بأننا قادمون على مرحلة التطهير، ولقد صدق بالقطع الرئيس السيسى فى هذا، ولكن ما لا يعرفه الجميع أن عمليات التطهير بعد الحروب تكون من الصعوبة ما يفوق الحرب نفسها، فما بالنا وعملية التطهير ليست بعد حرب بين جيوش نظامية بل تشبه كثيرا حرب العصابات، لتزيد من صعوبة المرحلة المقبلة.

وللإجابة عن السؤال لابد من تحليل العمليات الأخيرة خصوصا وقد حذرنا فى يناير ٢٠٢٢، من موجة إرهابية نتيجة مراقبة ومتابعة تحركات وإصدارات جماعتى الإخوان الإرهابية وداعش، وأكدوا على إمكانية القيام بعمليات نوعية فى الداخل المصرى من قبل الإخوان، حيث يوجد عدد كبير من خلاياها النائمة والتى على استعداد للتنفيذ متى طلب منها ذلك، وكذلك إمكانيات عناصر داعش المتبقية فى سيناء بشن بعض الهجمات السريعة والخاطفة لإعلان الوجود والمشاركة فيما أطلق عليه التنظيم الام، عملية الثأر للشيخين، والتى التزمت بها أفرع تنظيم داعش فى إفريقيا وآسيا على حد سواء وقامت الافرع بتنفيذ عدد من العمليات من بداية ابريل حتى الأسبوع الأول من مايو حتى جاءت عملية محطة رفع المياه فى سيناء ليلحق فرع سيناء من تنظيم داعش بباقى أفرع التنظيم، وبعد هذه العملية ستتوالى العمليات الخاطفة والسريعة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وعلى الحلقات الأكثر ضعفا سواء على الكمائن الثابتة أو على بعض الأفراد المشاركين فى صحوات القبائل، لعدد من الأسباب أهمها:

1. لم يعد التنظيم يمتلك الأسلحة والمعدات العسكرى التى تسمح له بشن عمليات كبيرة بعد نجاح القوات المسلحة فى محاصرته ومكافحته فى العملية العسكرية الشاملة التى بدأت ٢٠١٨
2. ما سبق يجعل التنظيم فى حاجة للقيام بعمليات خاطفة للاستيلاء على أسلحة أو مركبات تساعده فى شن بعض العمليات
3. ان يثبت التنظيم فى سيناء أنه مازال قادرا على شن العمليات ومواجهة القوات المسلحة حتى يضمن تدفق التمويل والدعم اللوجيستية
4. حفاظ التنظيم على العناصر المتبقية ووضعهم فى حالة استنفار واستعداد دائم
5. محاولة تجنيد عناصر جديدة من خلال الدعاية لهذه العمليات والضغط على الجماعات فى الداخل
6. احتمالية أن يقوم التنظيم بعملية فى الداخل القاهرة على سبيل المثال قائمة خصوصا وأنه اقترب من القناة فى عمليته الأخيرة
7. عملية القاهرة سوف تكون أكثر تأثيرا على التنظيم ووضعه فى مكانة مختلفة بين افرع التنظيم الأخرى سواء كانت فى أفريقيا أو آسيا
8. لهذا نوه فرع التنظيم فى سيناء أكثر من مرة خلال الأيام الماضية فى إصداراته المرئية على إمكانية تنفيذ عملية داخل القاهرة
9.  

من أجل كل هذا يجب أن تتضافر الجهود فى مواجهة هذه التنظيمات والكيانات الإرهابية حفاظا على مصرنا الحبيبة من خطرها وحفاظا على أرواح أبنائنا بتكثيف الاحتياطات الأمنية والمراقبة الجيدة وتأمين المداخل والمخارج، وكذلك تأمين المنشآت العامة خصوصا المنشآت المدنية والشرطية.